نار المقاومة في غزة تُحيل دبابات الصهاينة إلى ركام

قضايا عربية ودولية 2023/10/31
...

 القدس المحتلة: وكالات

بدخولها أمس الاثنين، يومها الـ24، مازالت ملحمة «طوفان الأقصى» البطولية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الصهيوني تتسع وتوجه الضربات تلو الأخرى لمواقع الاحتلال رغم الجرائم والمجازر التي ترتكبها الدولة العبرية بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، حيث أعلنت «سرايا القدس» وكتائب «القسام» قصف تجمع لآليات العدو المتوغلة في منطقة الواحة شمال غرب بيت لاهيا بقذائف الهاون من العيار الثقيل، كما أكدت كتائب «القسام» أن مجاهديها يخوضون اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والمضادة للدروع مع قوات الاحتلال شمال غرب غزة، وأكدت أن مجاهديها نجحوا في استهداف دبابتين للقوات المتوغلة شمال غرب غزة واشتعال النيران فيهما وتحولهما إلى ركام.


وأعلنت كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أنّها «دكّت موقع (إيرز) الصهيوني بقذائف الهاون والصواريخ لقطع النجدات عن الآليات المشتعلة التي تم استهدافها في محيط الموقع».

وكذلك أعلنت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) قصف موقع «إيرز» العسكري بعدد من قذائف الهاون الثقيل، كما دكّت «سرايا القدس» الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي برشقات صاروخية «تل أبيب» والمدن المحتلة رداً على مجازر الاحتلال بحق المدنيين.

من جهتها، أعلنت ألوية “الناصر صلاح الدين” قصف تحشّدات العدو العسكرية قرب قاعدة “زيكيم” العسكرية بـ 6 قذائف هاون من عيار 120 ملم.

بدوره، نفى المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وجود أي تقدم بري صهيوني داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة، وتابع أنَّ ما جرى في شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة، يأتي هذا رداً على ادعاء الجيش الصهيوني بتنفيذه عملية برية واسعة في غزة.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أنَّ هذه الآليات استهدفت سيارتين مدنيتين على شارع صلاح الدين، وأحدثت تجريفاً في الشارع قبل أن تجبرها المقاومة على التراجع، ولا يوجد حالياً أي آليات لجيش الاحتلال في الشارع، وختم أنَّ جيش الاحتلال لا يستطيع البقاء في أي منطقة داخل قطاع غزة تحت ضربات المقاومة، حتى لو كانت منطقة زراعية مفتوحة.

وكان المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال: إنَّ “الكتائب تواصل التصدي للعدو وتدير المعركة بكفاءة”، وتابع أنَّ “العدو أدخل دبابات إلى مناطق رخوة بعد أن قصف كل شيء فيها”.

وتواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد المستوطنات الصهيونية، ووصلت صواريخها إلى عمق الأراضي المحتلة، كما تواصل صدّ محاولات الاحتلال التوغل في قطاع غزة.


انتفاضة الضفة

وفي الضفة الغربية، أعلنت «سرايا القدس - كتيبة جنين»، أنها أوقعت قتلى، وحققت إصابات مؤكدة في صفوف قوات الاحتلال، بعد عملية تصدٍ واسعة، نفذتها فجر أمس الاثنين، وأكدت الكتيبة إعطابها عدداً من آليات الاحتلال الـ 30 التي اقتحمت المدينة ومخيمها.

وأفادت تقارير خبرية، بأنَّ قوات الاحتلال انسحبت  من المدينة الواقعة شمالي الضفة الغربية، بعد اقتحامات استمرت لساعات وأدت إلى ارتقاء 4 شهداء، ولفتت إلى أنه تم العثور على آثار دماء على خوذ لجنود صهاينة، وعدد من المعدات الإسرائيلية التي خلفها الاحتلال في مخيم جنين. 

وفي وقت متزامن، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في مخيم الدهيشة وجناتة ونحالين وبيت فجار في قضاء بيت لحم، والمنطقة الجنوبية بالخليل، ورام الله ونابلس، وأكد نادي الأسير الفلسطيني اعتقال قوات الاحتلال 60 فلسطينياً في مناطق عدة من الضفة الغربية صباح أمس الاثنين.

وبلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 119 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى الـ 1900 منذ السابع من تشرين الأول الجاري حتى أمس الاثنين.  

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال أنّه تم إبلاغ 312 عائلة أنّ أبناءهم العسكريين قتلوا، و239 عائلة أنّ أبناءهم أسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وزعم أنّ قوات الاحتلال “وسّعت العملية البرية في غزة”، واصفاً إياها بالمعقدة، وفي وقت سابق قالت وسائل إعلام عبرية: إنّ 1400 صهيوني قتلوا وجرح نحو 5400 منذ بدء هجوم غزة.

ومنذ يومين نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين صهاينة، أنّه “لا يوجد أي تقدم في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى في غزة وجميع المبادرات المختلفة التي طرحت من جانب الوسطاء في الأيام الأخيرة لم تنضج حتى الآن”.

في المقابل، أفادت مصادر فلسطينية في قطاع غزة، أمس الاثنين، بارتفاع حصيلة الشهداء والمفقودين إلى نحو 10 آلاف من جرّاء العدوان الصهيوني المستمر على القطاع منذ 24 يوماً، وبيّنت المصادر أنّ عدد الشهداء في قطاع غزة تجاوز 8100 شهيد.

وشنّت مروحيات وطائرات الاحتلال قصفاً عنيفاً طوال ساعات ليل الأحد وفجر الاثنين تركّز في المناطق الشرقية وسط القطاع، وطال مآذن المساجد قرب شارع الدعوة بالنصيرات، إضافةً إلى المناطق الشمالية من القطاع ومناطق السياج الفاصل مع المستوطنات المحيطة بغزّة.



استهداف المستشفيات

وفجر أمس الاثنين، قصف الاحتلال منزلاً في منطقة خربة العدس في رفح جنوبي القطاع، فيما اعتدت القوات الصهيونية على مبانٍ سكنية عدّة وسط مخيم جباليا، إذ وصلت أكثر من 30 إصابة إلى المستشفى الإندونيسي.

واستهدفت غارة صهيونية عنيفة محيط مستشفى “شهداء الأقصى” وسط قطاع غزة، من ناحيته، قال مدير عام مستشفى “الصداقة التركي”: إنّ طائرات الاحتلال الحربية استهدفت محيط المستشفى بشكلٍ مُتكرر، ما أدّى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وأضاف أنّ حالةً من الهلع أصابت مرضى السرطان والطواقم الطبية من جراء القصف الذي يستهدف المستشفى الوحيد لمرضى السرطان في قطاع غزة.

وأشار إلى أنّ أضراراً بليغة لحقت في المبنى نتيجة استهداف الاحتلال الصهيوني لمحيطه بشكلٍ مُتكرر، موضحاً أنّ الاحتلال لم يكتفِ بزيادة معاناة مرضى السرطان وأوجاعهم عبر حرمانهم من الأدوية والسفر للعلاج بالخارج، وصار يُعرّض حياتهم للخطر باستهداف محيط المستشفى.

وواصلت طائرات الاحتلال الحربية شن عشرات الغارات على شكلِ حزامٍ ناري في محيط مستشفى “القدس” التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوى جنوبي غربي مدينة غزة، ولجأ إلى المستشفى نحو 14 ألف فلسطيني نزحوا إليه كملاذٍ آمن، إضافةً إلى نحو 400 مريض، ومثلهم جرحى، باتوا مُهددين بالقصف.

وأوضحت جمعية الهلال الأحمر أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي جددت تهديداتها بقصف مستشفى “القدس” والأمر بالإخلاء الفوري له، مُحمّلةً الاحتلال المسؤولية عن سلامة المواطنين الموجودين فيه، وأكّدت في بيانٍ مُقتضب أنّها لن تُخلي المستشفى، مُطالبةً المجتمع الدولي بالتدخّل الفوري والعاجل لمنع وقوع مجزرة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة استشهاد 116 فرداً من الفرق الطبية، و18 آخرين من فرق الإنقاذ، إضافة إلى استشهاد 35 إعلامياً منذ بدء العدوان.


تبرير بريطاني

وفي “ تصريح صحفي” يبدو كـ”تصريح بالقتل”، قال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي: “نريد من (حماس) إطلاق سراح الرهائن وتفكيك بنيتها العسكرية القريبة من المستشفيات والتجمعات المدنية، ونعرف أن (حماس) تسرق من الشعب الفلسطيني في غزة”، وأضاف، “لـ(إسرائيل) الحق في الدفاع عن نفسها، لكننا نحثها على ضبط النفس والاحترافية”، وتابع مشيرًا إلى مواقع (حماس): “نعلم أن (حماس) يضعون بنيتهم العسكرية التحتية تحت المستشفيات”، بحسب زعمه.

وحمّل الوزير البريطاني المسؤولية لـ(حماس)، مضيفاً، “لم أرَ أي مؤشر أن (حماس) والفصائل الأخرى المسلحة تريد السلام مع (إسرائيل)”، وأكد  استعداد بلاده لإيران بقوله: “نراقب عن كثب تصرفات إيران، وحذرناها من أي عمل متهوّر يعرّض أمن المنطقة للخطر”، بحسب تعبيره.

من جانب آخر، أكدت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، عدم وجود نية أو خطط لدى بلادها لإرسال قوات إلى “إسرائيل” أو قطاع غزة.

وخلال مقابلة تلفزيونية، قالت هاريس: إنّ الولايات المتحدة تقدّم لـ”إسرائيل” “مشورةً وأعتدةً ودعماً دبلوماسياً”، مجدّدةً موقف بلادها الزاعم أنّ لـ”إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”.

وسبق أن تحدّثت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية عن قرار البيت الأبيض “عدم وضع قوات على الأرض من أجل إنقاذ الأسرى الأميركيين في غزة”، لأنّ المسؤولين الأميركيين “يعتقدون أنّ جودة الاستخبارات الإسرائيلية في المنطقة تراجعت”.

ووفقاً للصحيفة، فإنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “استبعدت إرسال أفراد عسكريين، بما في ذلك القوات الخاصة، إلى غزة كجزء من محاولة الإفراج عن الأسرى الأميركيين”، لافتةً في الوقت نفسه إلى أنّ هذا القرار “يمكن إعادة النظر فيه”.

وأفادت شبكة “سي أن أن” الأميركية أمس الاثنين، بأنّ “وحدة تدخل سريع” تابعة للبحرية الأميركية تتحرك باتجاه منطقة شرق المتوسط، قادمةً من البحر الأحمر، وذلك في ضوء تطورات التصعيد المستمر الذي تشهده المنطقة مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة.


قاعدة أميركية سرية

في غضون ذلك، كشف موقع «ذا انترسبت» الأميركي عن إنشاء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية «سرّية» فوق جبل يُسمى «جبل كيرن» في صحراء النقب، كقاعدة رادار للإنذار المبكر، وتعرف بـ «موقع 512»، في قمة «جبل كيرن» (التي تبعد نحو 32 كيلومتراً 

عن حدود غزة).

وأوضح الموقع في تقرير كتبه كلين كليبنشتاين ودانيال بوغسلاف، أنّ الوثائق الحكومية التي تشير إلى بناء هذه القاعدة الأميركية السرية تقدّم تلميحات نادرة حول وجود عسكري أميركي ملحوظ بالقرب من غزة.

وتجري أعمال إنشاء الموقع على قمة “جبل كيرن” في صحراء النقب الذي يبلغ ارتفاعه 354 متراً عن سطح البحر، وسيضم منشآت إقامة للجنود الأميركيين بكلفة أولية نحو 36 مليون دولار، بحسب التقرير.

وأضاف التقرير أنّه، وعلى الرغم من أنّ إصرار الرئيس الأميركي جو بايدن والبيت الأبيض على عدم وجود خطط لإرسال قوات أميركية إلى “إسرائيل” وسط حربها على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فإنّ الوجود العسكري الأميركي السري في “إسرائيل” قائم بالفعل، وتظهر العقود الحكومية ووثائق الميزانية أنّها تنمو بشكلٍ واضح.

واللافت في المسألة أنّ البنتاغون باشر في إنشاء هذه القاعدة السرية قبل نحو شهرين من 7 تشرين الأول الحالي انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، ولم ترصد الأجهزة والمعدات أيّ من الصواريخ والقذائف التي أطلقت من غزة، مستطردة أن مهمة أجهزة الرادار المتطورة هي لرصد إيران “على بعد أكثر من 1127 كيلومتراً”.

وقال التقرير: إنّه - وقبل شهرين من هجوم (حماس) على (إسرائيل) -، البنتاغون منح عقداً بملايين الدولارات لبناء منشآت للقوات الأميركية بهذه القاعدة، التي تُسمى “الموقع 512”، وهي منشأة رادار تراقب السماء تحسباً لهجمات صاروخية على “إسرائيل”، ولفت إلى أن رادارات الموقع “512” لم تر شيئاً من الصواريخ التي أطلقتها “حماس” على “إسرائيل” في السابع من تشرين الأول الجاري، لأنها تركز على إيران، على بعد أكثر من 1127 كيلومتراً.

وذكر التقرير أنّ البنتاغون بذل قصارى جهده لإخفاء الطبيعة الحقيقية للموقع الذي تبلغ قيمته 35.8 مليون دولار، إذ تصفه في سجلات أخرى بأنّه مجرد “مشروع سري موجود في جميع أنحاء العالم”، وتصفه أحياناً بأنّه “منشأة لدعم الحياة”، كما يتحدث الجيش الأميركي عن هياكل 

تشبه الثكنات للجنود.

وتابع التقرير بأنّه جرت في السابق الإشارة إلى “الموقع 512” على أنه “موقع أمان تعاوني”، وهو تصنيف يهدف إلى منح تواجد منخفض التكلفة وخفيف الوزن، ولكن تم تطبيقه على القواعد التي يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 1000 جندي.

ومع ذلك، وفقاً للتقرير “لم يتم إنشاء الموقع (512) للتعامل مع التهديد الذي يشكله المسلحون الفلسطينيون على (إسرائيل)، ولكن الخطر الذي تشكله الصواريخ الإيرانية متوسطة المدى”.

كذلك، أوضح الموقع، أن “التركيز الساحق على إيران يستمر في رد الحكومة الأميركية على هجوم (حماس). فقد وسع البنتاغون وجوده بشكلٍ كبير في الشرق الأوسط، إذ ضاعفت الولايات المتحدة عدد الطائرات المقاتلة في المنطقة، ونشرت حاملتي طائرات قبالة سواحل (إسرائيل)”.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنّ الولايات المتحدة الأميركية “تتولى قيادة الحرب (بدلاً من إسرائيل)، وفقاً لمصالحها في المنطقة”، ووفقاً لها، فإنّ الدعم الأميركي الوثيق للاحتلال “له ثمن”.

وفي تعليقه على مشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اجتماع “كابينت” الحرب المقلّص خلال زيارته الأراضي المحتلة بُعيْد بدء العدوان على غزة، قال محلل الشؤون العسكرية في “يديعوت أحرونوت”: إنّ الأمر يُعَدُّ “سيطرةً أميركيةً 

على إدارة المعركة”.

ووصفت وسائل إعلام عبرية هذه المشاركة بأنّها “سابقة من نوعها” لدى الاحتلال، مشيرةً إلى أنّها “تُظهر إلى أي حدّ يشرف الأميركيون على قرارات إسرائيل”.

وبالتزامن مع إعلان “جيش” الاحتلال “توسيع عملياته البرية”، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن 5 مسؤولين أميركيين مطّلعين على المناقشات، قولهم: إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “تحثّ (إسرائيل) على إعادة التفكير في خططها شنّ هجوم بري كبير على قطاع غزة”.

ووفقاً لهم، فإنّ “مسؤولي الإدارة أصبحوا قلقين للغاية بشأن التداعيات المحتملة لهجوم بري كامل، ويشكّكون بصورة متزايدة في أنّه سيحقق هدف إسرائيل المعلن، المتمثل بالقضاء على حركة (حماس)”.