بغداد: الصباح

تمضي حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تنفيذ برنامجها الإصلاحي بعد عام على نيلها ثقة البرلمان، ولفت مراقبون إلى أنَّ المنهاج الحكومي الذي على أساسه تم منحها الثقة تحقق عدد مهم من فقراته بالرغم من أنَّ بعضها شاب تنفيذها البطء، مبينين أنَّ التحسن الذي تطمح إليه الحكومة الحالية سيكون تدريجياً.

وقال المحلل السياسي عمر الناصر، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "السوداني عمل بجهد واضح من أجل تنفيذ برنامجه وإنجاز فقراته التي تنوعت بين الملفات الاقتصادية والخدمية والأمنية إضافة إلى ملف العلاقات الخارجية"، مبيناً أنَّ "ملف العلاقات الدولية شهد انفتاحاً غير مسبوق على الكثير من دول العالم واستعادة العراق مكانته الدولية والإقليمية".

وأثنى الناصر على الخطوات الحكومية التي عدّها "كبيرة" بما يخص دعم محدودي الدخل وتحسين مفردات البطاقة التموينية (السلة الغذائية)، وتعيين آلاف الخريجين وحملة الشهادات العليا والأوائل.

ورأى الناصر أنَّ "الخطوات جاءت لتأمين حياة الآلاف من شبح التقلبات الاقتصادية، مع اعتماد تعظيم موارد الدولة وتفعيل دور هيئة الضرائب ببلوغها 705 مليارات دينار عراقي بعدما كانت 612 مليار دينار، بفارق 93 ملياراً عن الأعوام السابقة".

من جهته، رأى عضو الإطار التنسيقي النائب محمد الصيهود، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "الحكومة قد تكون من أنجح الحكومات التي تقدمت بملف الخدمات، لا سيما أنَّ ائتلاف إدارة الدولة عدّ حكومة السوداني حكومة خدمات"، موضحاً أنها "تمكنت من تثبيت شريحة المحاضرين المجانيين وعددهم أكثر من 300 ألف محاضر، إضافة إلى إنجاز نحو 400 مدرسة وأطلقت مبادرة (ريادة) للتنمية وتشغيل الشباب، فضلاً عن إجراءات إرسال خمسة آلاف مبتعث إلى جامعات عالمية رصينة".

وأضاف الصيهود أنَّ "الحكومة ثبتت الاستقرار عبر دعم القوات الأمنية بجميع تشكيلاتها وتقوية الجهود الاستخبارية في المناطق الرخوة أمنياً للحفاظ على المكتسبات الأمنية والاستقرار"، معتبراً أنَّ "الحكومة الحالية أنهت مشكلة التعيينات في الدولة بمئات الآلاف من الدرجات في مختلف المجالات خلال موازنة 2023".

في غضون ذلك، لفت المحلل السياسي زياد مخلف، إلى أنَّ "حكومة السوداني التي رفعت شعار (حكومة خدمات) ووضعت برنامجاً بمستوى عال يتلاءم مع واقع المجتمع والمواطن، لم تستطع تنفيذ كل مبتغاها بسبب الظروف العامة للبلد والوضع السياسي ووقوف بعض الجهات ضد خطوات الإصلاح التي أقرتها الحكومة في برنامجها".

وذهب مخلف إلى أنَّ "خطوات تنفيذ البرنامج الحكومي تسير بوتيرة ليست متسارعة باتجاه تنفيذ معظم الفقرات لكنها في المقابل تقوم بإجراءات فعلية وحقيقية على أرض الواقع في ما يتعلق بمجال خدمة المواطن".

بدوره، أشار عضو تحالف الفتح عائد الهلالي، في حديث لـ"الصباح"، إلى أنَّ "حكومة السوداني حظيت بدعم الأحزاب المشاركة في السلطة، بالتالي هناك اتفاق على إنجاحها، وهذا لا يعني عدم وجود مجاميع حزبية تتعمد الضغط عليها للحصول على مكاسب شخصية وسياسية". واستدرك الهلالي أنَّ "إرادة السوداني قوية حتى الآن لإنجاز برنامجه وبناء اقتصاد قادر على تحقيق تغيير نوعي في الخدمات وخلق فرص عمل تفتح الأبواب أمام الاستثمار وتسهم في تقوية أسس التعاون مع دول العالم".

تحرير: علي عبد الخالق