صلاح نيازي: النفور من السياسة بالتبصر في الأدب
د. نادية هناوي
قدم الدكتور صلاح نيازي للثقافة العربيَّة منجزا إبداعيا ثرًا ومتعددا، فيه نجد الشعر ببنائه العمودي وإيقاعاته التفعيليَّة، وفيه الترجمة بخباياها وفنونها، وفيه النقد بمنعرجاته ومدارسه، وفيه السرد بأفانينه ورؤاه، منطلقا في ذلك كله من موهبة أصيلة شحذها بالدربة والمران وكثرة القراءة والاطلاع عبر مسيرة طويلة حافلة بالمتغيرات والتموجات.ولقد اتسمت قصائده بدءا من أول ديوان له وهو( كابوس في فضة) 1962 بالوجدانية في التعبير عن الذات بأحوالها وتحولاتها كما كشفت اختياراته الترجمية عن ذائقة فنيّة تعززها براعته في اللغتين العربية والانجليزية. وعنده الترجمة فن إبداعي، لذلك تعامل معها بوصفها تحديا. أما كتاباته النقدية فتدلل على فطنة ذاتية وقدرة معرفية على تفسير الشعر وتأويله، وأما السرد فانقاد إليه واستطابه أسلوبا وتأليفا.
وتبقى نزعة النزعات وسمة السمات التي بها تميز صلاح نيازي عن سابقيه ومجايليه ولاحقيه هي نفوره منقطع النظير من السياسة، فكان شديد الحذر من حبائلها أو الانجرار نحو دهاليزها، وابتعد عنها كي لا ينجذب إبداعه إليها فيقع في مهاويها ومتاهاتها.
ومن يطالع كتاباته الشعريَّة وترجماته السردية وتحليلاته النقديَّة، فسيجد أن البون شاسع وكبير بينه وبين السياسة. وليس هذا البون وليد لحظة عابرة، إنما هو خلاصة محن عاشها وقاسى معماتها ولكن إرادته وفطنته ووعيه وقبل ذلك حدسه، هو الذي مكنه من تجاوزها، فاتبع فطرته في بلوغ ما رسمه في مخيلته، ونجا من مصير محتم، خارجا بحكمة ظلت ترافقه في تجاربه الحياتية اللاحقة. ومفاد تلك الحكمة أن الخير هو في إتباع الفطرة، وأن النجاة تتحقق بالنأي عن الخطر، وأن النجاح لا يكون إلا بالصبر والإصرار.
وعلى أساس هذه الحكمة، سارت حياته، وتوجه أدبه وجهة خالصة للفن، وتعددت صنوف إبداعه؛ فمن جهة الشعر هو ناظم مجيد هاضم لعيون الشعر العربي القديم والحديث، وهاو خبير في الشعر الانجليزي وخاصة الكلاسيكي. ومن جهة الترجمة هو مترجم ضليع وإن لم يتزود بأدواتها عن طريق أكاديمي، إنما هي موهبة دعمتها قدرة كبيرة على الحفظ والاستظهار والتذكر.
ومن جهة النقد هو ناقد أدبي لا يهتم كثيرا بالنظريات والمنهجيات لكنه مع ذلك حريص على الموضوعية ودقيق في الاستقراء وتحصيل الاستنتاجات. ومن جهة السرد هو سارد يسترجع التجارب ويستذكر الأمكنة والمواقف.
وعلى وفق هذه التلوينات الإبداعية وجه صلاح نيازي قلمه لكل ما هو إنساني وجمالي فكان شكسبيري الهوى والتخصص.
ما أن يكتب قصيدة أو يحلل نصا أو يترجم مقطعا أو يسرد حادثة إلا وشكسبير معه؛ ينمذج بأساليبه ونصوصه أو يسترجع مسرحياته وسونيتاته.
وعلى الرغم مما أنجزه الدكتور صلاح نيازي من أعمال شعريّة وترجميّة ونقديّة كثيرة، فإن ما خبره في عالم الأدب والترجمة، كان من الأهمية بمكان ما جعله يؤسس مجلة متخصصة، ويؤلف كتابين مهمين. فأما المجلة فـ(الاغتراب الأدبي) وهي أدبية فصلية، صدرت في لندن ورأس نيازي تحريرها. واهتمت بنشر أدب المغتربين العراقيين ثم ما لبثت أن اتسعت لتشمل كتابات الأدباء العرب والأجانب.
وصفها نزار قباني بالمجلة الأكاديمية كونها أسست لنوع من الأدب هو أدب المنفى، واستمرت بالصدور بانتظام على مدى سبعة عشر عاما من 1985 حتى 2002 وبلغت أعدادها أكثر من خمسين عددا.
وأما الكتابان فهما(من تقنيات التأليف والترجمة) و(غصن مطعم بشجرة غريبة) أودع فيهما خبراته واجتهد في ما قدمه من قواعد ونصائح وما ساقه من تفسيرات وتحليلات.
صدر الكتاب الأول عن مؤسسة المدى عام 2016، وفيه يظهر صلاح نيازي مترجما مختصا بأدب شكسبير، أولا لأنه تخصص بشعره ونال الدكتوراه في مسرحياته: مكبث وهاملت والملك لير، وثانيا لأن الترجمة فن خطير ومن خلالها أفادت أوروبا من علوم العرب التي نقلت إليها برمتها، يقول نيازي:(اقرأ عن الرهبان الأسبان وكيف اندفعوا بحماسة لترجمة أمهات الكتب العربية والإسلامية مهما كانت مضامينه أصبحت تلك الكتب أساس النهضة الأوروبية)(من تقنيات التأليف والترجمة، ص6 ).
ولخطورة الترجمة، دخل الأستاذ نيازي عالمها الشائك وعلّم نفسه بنفسه، واصفا الأمر بأنه (دخول من الباب الخلفي والمصادفة هي التي رمته على طريقها) غير أن مواظبته عليها جعلته يؤسس لنفسه مرجعية نقدية وفنية خاصة؛ فعرف أمهات كتب الأدب الأوروبي ومراجعه النقدية الكلاسيكية والحديثة، فكتاب (كيف يؤثر الشعر how poetry work ) لفيليب روبرتس، يراه أهم كتاب متخصص في موسيقى الشعر الانجليزي.
وحين يبحث عن رواية ما يترجمها، يجد رواية(العاصمة القديمة) لكواباتا هي الجديرة بالترجمة لكن رواية(يوليسيس) لجيمس جويس هي الأهم لأنها أهم عمل روائي في القرن العشرين و(من الأعاجيب السبع في الفكر الإنساني وكان لابد من أن تتزيّن بها رفوف المكتبات) ونيازي دائم الانبهار باللغة الانجليزية والتأليف الغربي لكنه في الآن نفسه عميق الصلة وكثير الاطلاع على الأدب العربي.
ولقد منحته ترجمة(يوليسيس) فرصة الكشف عن عيوب مترجمين آخرين. وصحيح أنّه أكد في حوار أجراه معه عدنان حسين في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 24 أكتوبر 2014 أن ليست للترجمة قواعد، وأنها(عملية يشترك فيها الدماغ مع الرئة مع الدورة الدموية مع المزاج بالإضافة إلى الثقافة) ، فإنّه أيضا كان ذا قوانين خاصة في الترجمة، ومن تلك القوانين: 1/ دوزنة النفس قبل الشروع في الترجمة، 2/ استحالة ترجمة التداعيات الموسيقية 3/ إن من حق المترجم أن يضيف لمصلحة القارئ 4/ إن الترجمة عبارة عن حواس ورسم لمنظور 5/ لا تتطلب الترجمة تحذلقا مؤذيا ومثاله جبرا إبراهيم جبرا الذي ترجم مسرحية مكبث فيلم يلتفت( إلى قدرة شكسبير العجيبة على استعمال الحواس وأهمية المنظورية في رسم الصور الشعريَّة) 6/ ان الترجمة معنى ثم تقنية، ومثاله طه محمود طه الذي ترجم رواية (يوليسيس) ترجمة تقنية، وسجل عليه نيازي مآخذ كثيرة، بل أعاد تصويب بعض ترجمات طه؛ فمثلا ترجم طه جملة debt of honor ديون الشرف، أعاد نيازي ترجمتها بالديون غير المستوفاة كما وضّح بعض الاستعارات التي أهمل طه توضيحها فشرح مثلا جملة (يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة) بأنها تعني (تهديد يوشع بتدمير إسرائيل بسبب وثنيتها ولا تقواها).
وتأتي تصويبات نيازي وتوضيحاته من جهة ما خبره من ترجمة الرواية نفسها( يوليسيس) التي انقطع إليها انقطاعا تامة وشاقا، فابتدأ بترجمة فصولها عام 2003 وانتهى منها عام 2015 ، مستعينا بمصادر ومراجع انجليزية وخبراء بأدب جويس حتى وضعها مترجمة بأربعة أجزاء.
وتكاد هوامش تعليقاته عليها تشكل لوحدها رواية. ولم تكن عملية الترجمة بالسهلة فلقد تهيب كبار المترجمين من(يوليسيس) لأسباب كثيرة أهمها أن جويس حاكى فيها ملحمة الأوديسة وكتابات المؤرخين اليونانيين مثل سالسوت وتاسبتوس والمؤرخين اللاتينيين في العصور الوسطى وكتّاب النثر الانجليزي مثل جون رسكن وتوماس كارلايل، ولأن جويس جعل من الرواية أيضا بوتقة للغات السنسكريتية والعبرية والألمانية والايطالية والفرنسية والاسبانية والأمريكية والايرلندية ولهجة شرق لندن( الكوكني) وغيرها.
وأما الكتاب الثاني فهو(غصن مطعم بشجرة غريبة) والصادر عن دار الانتشار العربي ببيروت عام 2000 وفيه سرد مذكرات نشأته في الناصرية ودراسته في بغداد، وهجرته إلى بريطانيا بالقطار. وما صادفه خلال الرحلة الطويلة من تجارب وأهوال في المدن التي مر بها وهي حلب واسطنبول وميلان.
وتتضح في هذا الكتاب حقيقة توجس صلاح نيازي من السياسة والسياسيين؛ إذ على الرغم من أنها كانت السبب في أن يهاجر عام 1963 بسبب أحداث شباط الأسود تاركا زوجته الكاتبة والأديبة سميرة المانع وابنته ذات العامين ريا، فإنه لم يفصّل أو يصوّر ذكريات هذا الحدث، ولماذا أعدموا أخاه ؟
وهل كانت لنيازي صلة بحزب ما او بنضال أخيه السياسي ؟
وهل لوحق فأضطر إلى الهجرة أم هو الخوف الداخلي من الملاحقة؟
وأسئلة أخرى لم يكشف صلاح نيازي النقاب عنها، ولم يشر إلى أي جزئية منها البتة، موجها ذاكرته وجهة جمالية وبقصديّة أدبيّة؛ فتحدث عن محطات أدبية وعلاقات صداقية وهموم شخصية، بعيدا عن هول السياسة وبطشها. وكأن ذاكرة صلاح نيازي أودعت كل الصور السياسية للعراق في تلافيف بعيدة داخلها، كي لا تنط سهوا أو تبزغ فجأة في الوعي أو اللاوعي. وفي ذلك دلالة دامغة على الآثار النفسيَّة الكبيرة التي تركها الواقع السياسي الخطير والكبير أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات في نفوس العراقيين قاطبة، فكان نيازي نموذجا للأديب الذي حمله حدسه الفني ووعيه الفكري وذائقته الجمالية على أن يلقي بالسياسة وأهلها خلف ظهره غير واثق ولا مؤمن سوى بالأدب أيا كانت اتجاهاته ومشاربه.
ومن مؤشرات نفوره من السياسة وهو يدلي بمذكراته أنّه كان يذكر أسماء شعراء لهم انتماءات حزبية، فلا يشير إليها إلا من بعيد فمثلا ذكر على عجل انتماء الشاعر رشيد مجيد لكنه استرسل في مسائل أخرى لا علاقة لها بهذا الانتماء( شخصية غريبة ومصور فوتغرافي لا يعرف الأوزان ولكنه لا يخطئ الوزن كان شيوعيا أحب يهودية فكان يهلك احتقانا وتزداد حبسة لسانه كتب عنها ملحمة شعريّة وهو في السجن وكان يرسلها أجزاء إلى صديقه. وحين هُجِّرت إلى إسرائيل ظل يعيد طباعة صورتها الفوتوغرافية يزيدها رتوشا حتى شككنا أنّه يرثيها وأنها تناغيه) (غصن مطعم بشجرة غريبة، ص14).
وإذا كانت مدينته الناصرية في أربعينيات القرن الماضي بؤرة انطلاق اليسار العراقي والقوى الوطنية والقومية الأخرى، فإن ما يذكره نيازي عنها وقتذاك صورة على غلاف علبة سجائرplayers ، لجندي انجليزي ازرق العينين (على رأسه بيرية سوداء كتب على حافتها marine ولحية مصفوفة وخلفه بحر ازرق متموج تمخر فيه سفينتان متعددتا الأشرعة) (غصن مطعم بشجرة غريبة ص8) فكانت هذه أول بادرة لاكتشاف بريطانيا وكان يراها سيدة البحار.
وما يذكره نيازي أيضا في الناصرية هيامه بالشعر وإيقاعاته الفخمة واهتمامه بالكلبة السوداء التي عاشت مع أسرته الصغيرة وكيف قتلها احدهم بلا رحمة وانطباعات نفسيّة عن أطلال أور السومرية ومساكن الصابئة واليهود وهم يسكنون (أغلى البيوت وأعلاها ويلبسون أرقى الثياب ولهم لهجة خاصة ووجوههم بيضاء) فكانت هذه هي البادرة الثانية على طريق الاكتشاف ذاك.
وما أن أتم الدراسة الثانوية وبعد أن قرأ البيان والتبيين للجاحظ وهضم كتب المنفلوطي حتى غادر الناصرية التي وصفها بأنها عبارة عن (أربع مدن في اليوم الواحد، تستيقظ استيقاظ المريض وتنام في الظهيرة لدرجة الموت وعند العصر يدب فيها الغزل وفي الليل تغني غناء حزينا) (غصن مطعم بشجرة غريبة ص11) ووصل بغداد وسكن في الشواكة طالبا يدرس اللغة العربيَّة في كلية التربية.
وعلى الرغم من احتدام الوضع السياسي والنشاط الحزبي السري والعلني في بغداد، فإن كل ما يذكره نيازي هو أن نهر الفرات رجل(تشرب منه بكفيك فكأنك تشرب الرحمة وتسمعه يقول هنيئا) اما دجلة فأنوثة خالصة. وذكر أساتذته: الدكتور علي جواد الطاهر ومصطفى جواد ونازك الملائكة وعبد الواحد لؤلؤة وصفاء خلوصي وشرح كيف حباه الطاهر باهتمام خاص وكيف تعرف في الكلية إلى زوجته سميرة المانع ووصف لحظة اللقاء (تكهربت حواسي كلها. هي قصيدة فريدة وكانت أكثر اطلاعا على الأدب الغربي) وتعد علاقته بنجيب المانع شقيق سميرة المانع نقطة تحول كبيرة في حياته. وأول لقاء بينهما كان في مقهى البرازيلية وهناك إلتقى أيضا بعبد الملك نوري.. وذكريات أخرى أدبية خالصة. ونيازي في خلال ذلك دائم التكرار لمسألة تخوفه من أمرين هما(الريادة والقيادة) مع التذمر الشديد مما في الذات العربيّة من انفصام وازدواج وتكبر وتفاخر.
ويأتي سريعا على ذكر الحدث الجلل(تشنجت الثورة وانتفخت أوداجها، قُتل أخي.. قُتل عبد الكريم قاسم دفن وعُبِّد ثم نبشته الحكومة وألقت جثته في النهر، دخل القطار الأمريكي إلى العراق وتوحش البشر كأنما لم يكونوا من صنع الله وخلقه) (غصن مطعم بشجرة غريبة ص37 ) وبضعة سطور أخرى وفجأة يقرر السفر (الهروب بالجلد أقسى ما يمكن من طموح واللعنة على مسقط رأسي) وقطع تذكرة إلى لندن بالقطار بعد أن أخبره حسين مردان أن وزير الإعلام(لم يذكر اسمه) قال: لا نمنع شاعرا من السفر. وغايته من السفر البحث عن موت يختاره بإرادته في مكان آخر كما السهروردي الذي اختار طريقة موته، وكأن عدوى جلجامش أصابته أو كأنه شجرة تُطعم بشجرة غريبة من دون أي ذكر لتفاصيل أخرى.
إن نفور صلاح نيازي من السياسة لم يكن اختيارا عن قصدية مبيتة، إنما هي أهوال السياسة نفسها التي تجعل شاعرا رقيقا وصادقا مثل نيازي يشمئز منها ومن أهلها، وكيف لا وهي السبب في ما أصاب العراق من كوارث وأزمات.
ولان الصلة بين الشاعر ومدينته قوية، ولان جلجامش بالنسبة إليه نموذج حياتي لا مثيل له، صار اهتمامه بالملحمة كبيرا جدا، لذا ألف كتابين فيها؛ الأول هو( فن الشعر في ملحمّة جلجامش) وصدر عن مؤسسة المدى عام 2007 والآخر ( دموع جلجامش) وصدر عن المؤسسة نفسها عام 2021.
ويبدو أن السبب الذي قاد د. صلاح نيازي الى الملحمة هو نفسه الذي قاد مترجما آخر إليها هو سعيد الغانمي، يقول نيازي:(الترجمات الكثيرة لملحمة جلجامش باللغة الانجليزية والمؤلفات الضخمة التي كتبت عنها جعلتني أشعر بجهلي الخطير) فن الشعر، ص27 وهي التي(أصبحت جزءا من أدب العالم) وتعددت نصوصها بتعدد النقاد الذين بحثوا فيها وترجموها. فكان نيازي خبيرا من خبراء الملحمة لكثرة المراجع التي استند إليها. ومن المراجع التي كان كثير الإحالة عليها
He who saw everything / The archetypal significance of Gilgamesh voices of Gilgamesh / /The epic of Gilgamesh
ولنيازي آراء خاصة في جلجامش؛ فهو مثلا يرى أن جلجامش هو النموذج الأصلي لهرقل الإغريقي، وأن الذي كتب الملحمة شاعرة، وأن في ملحمة جلجامش مسرحية. واعتمد على كتاب العلامة طه باقر(ملحمة جلجامش) 1986 ولكنه وجد في الكتاب اجتهادات غريبة وأخطاء مطبعية كثيرة مخجلة حملتها طبعة وزارة الثقافة العراقيَّة.
إن الدكتور صلاح نيازي علامة فارقة ثقافيّة وإبداعيّة، واسم مهم في عالم الشّعر والترجمة أخلص للأدب إخلاصا كبيرا وبمحض الإرادة ومن دون نوايا، فحفر لاسمه مكانة خاصة في ذاكرة الأدب العراقيّ والعربيّ.