بغداد: كاظم لازم
تصوير: نهاد العزاوي
استذكرت مؤسسة المدى للثقافة والإعلام في شارع المتنبي رحلة الموسيقي الكبير وعازف العود الراحل سلمان شكر 1923 - 2007. الجمهور الكبير، الذي غصّت به الصالة استمع بشغف لموسيقى الفنان سامي نسيم، الذي عزف مجموعة من القطع الموسيقية وأعمال الراحل شكر، اضافة الى عزفه عددا من القطع الموسيقية لرموز الموسيقى العراقية.
الإعلامي رأفت عبد الرزاق الذي ادار مفردات الجلسة بدأ حديثه بالقول:" لقد كان للراحل تأثير موسيقي منذ بداية رحلته، والتي بدأها مع الشريف محيي الدين حيدر، الذي تعلم منه أصول وأسرار الموسيقى لآلة العود وتجلياتها
الصوفية.
الأكاديمي الدكتور عبد الله السوداني قال:" الراحل يمثل قامة عراقية متميزة، فقد كانت له مدرسة أسسها في معهد الفنون الجميلة، الذي شارك فيها الموسيقيان معتز البياتي وعلي الإمام، وصولا إلى أحد طلبته المتميزين سامي نسيم، الذي تعلّم وأخذ منه الكثير من المعارف واساليب العزف والتكنيك، ولسلمان شكر مؤلفات عدة على مستوى العالمي والعربي والمحلي ومع الأسف ليست لدينا مؤسسة أو دائرة لتوثيق الاعمال الموسيقية فقد عاش العالم بعد هذه السنوات، ليؤسس مراكز لفناني الراحلين التي نفتقدها، فقد تسمع موسيقى سلمان شكر في بيته أو في تركيا أو في مصر، لكن لا تسمعها في العراق كذلك اعمال فناني كبار امثال منير وجميل بشير روح الخماش". اما الباحث حيدر شاكر فقال:" وصلت موسيقى سلمان شكر إلى العالم الأوربي فقد كانت له آراء في موسيقى الكبار أمثال الكندي والأرموي وابن سينا ليتبنى آراءهم في الوصول الى معرفة فن السيمفونية وكيفية استخدام القوالب الموسيقية، فقد شارك في الكثير من المهرجانات العالمية".
واضاف شاكر.. له أعمال خالدة مثل حديقة الجبل ووادي الموت، كذلك اعمال لمقام الرست والسيكا وطلقت عليه العديد من الالقاب من خلال موسيقاه التي تتسم بالطابع الصوفي ليمارس التدريس في معهد الفنون الجميلة والمدرسة البريطانية، كذلك في المغرب العربي.
اما الفنان سامي نسيم فتحدث عن استاذه قائلا "يعد سلمان شكر ظاهرة في عالم العزف على آلة العود، وله بصمة في الموسيقى البغدادية تعلمت منه الكثير من اسرار العزف على آلة العود والتنقل بين مقاماته، فقد كان يتمتع برصانة اجتماعية متميزة، ولم يعزف في الاماكن التي لا تليق بشخصيته الموسيقية".
متابعا نعيش صعوبة الاستماع الى كبار موسيقيينا، اذ لا يوجد أرشيف لأعمالهم، بالعكس ما تعيشه دول عربية مثل مصر التي حافظت على أيقونات أعمال مبدعيها.
والواجب يدعونا الى تأسيس مركز توثيقي يتم جمع فيه أعمال هؤلاء المبدعين الراحلين، بغية أن يتعرف جيل الشباب على روعتها وابداعها وتأثيرها في النفوس.