حلو (دورينا)

الرياضة 2023/11/01
...

د عدنان لفتة



بداية مذهلة سجلها دوري المحترفين بمشاهده الجميلة ولمساته الأنيقة وتنظيمه المتقن، لم يعد الأمر حلماً مستحيلاً فقد سار القطار على السكة ومضت رحلة التعلم والتطور التي ننشدها جميعاً للوصول إلى الأهداف المنشودة.

جمهور يشعر بالسعادة والزهو وهو يراقب المباريات وزائرها المحبب (الفار)، لن يشعر أي فريق بالظلم أو ضياع الحقوق، ثمة من يراقب ويرصد الصغيرة والكبيرة، اعتراضات المدربين واللاعبين والمشجعين قلت وانخفضت بوجود عدالة (الفار) المثيرة للاعجاب والهدوء والسكينة. ملاعبنا تشرق جمالاً وألقاً برغم تواصل حملات الإعمار في ملاعب رئيسة مؤثرة (الشعب، المدينة، كربلاء)، الحياة عادت إلى ملعب الكوت الذي نتمنى لكبار الأندية اتخاذه ملعباً لها حتى بعد عودة الملاعب الكبيرة ضماناً لاستمرار القوة العراقية في بناها التحتية الرائقة ولابقاء الحضور الجماهيري اللافت الذي سجله أبناء الكوت في لهفتهم وتشجيعهم وضيافتهم لنجوم العراق. الحماسة وسرعة الأداء بين مختلف الأندية انطلقت مبكراً ومنحتنا دفعة معنوية لم يكن يتوقعها أكبر المتشائمين بامكانية تطور كرتنا وركوبها قطار الاحتراف الواصل بنا إلى محاكاة من سبقونا في تجربة تطبيق دوري المحترفين.

تنظيم المباريات يجري على نسق عال من الإدارة الكفوءة ورغم اعتراض البعض على روزنامة المباريات وكثافتها، إلا أنهم يقتنعون مع مرور الجولات على صواب هذه الخطوة لتعليم الأندية واللاعبين معنى تنظيم الوقت والحرص على المباريات واحترام مواعيدها وعدم المطالبة بالتأجيل لكل شاردة وواردة، هي خطوة إلى الأمام ستنعكس ايجاباً على مجمل كرتنا وحراكها ولاعبينا ومنتخباتنا.

التكاتف والتعاون بين الأندية والاتحاد وكل الجهات الأخرى سيقودنا باذن الله إلى النجاحات والارتقاء بكرتنا بتدرج صحيح يمكن أن يضع دورينا في مراتب متقدمة تسهم في تعزيز كرتنا وحضورها وتصنيفها بين دوريات آسيا. لاعزاء للواقفين في جبهة العداء والرفض لدوري المحترفين، أي خيبة تعتريهم الآن، فقد كانوا يمنون النفس بفشل المشروع، وارتفاع أصواتهم المتنمرة والداعية للبقاء على خطوات التخلف السابقة وعدم التحرك خطوة واحدة الى الأمام ،تركوا كل مظاهر التطور والتفاؤل فيه وركزوا على سلبيات لم يكتب لها العيش لا لشيء إلا لمجرد انهم يعادون رئيس الاتحاد عدنان درجال ولايريدون له النجاح !!

نقل تلفزيوني جميل لجميع المباريات عبر قناة العراقية وعرض للمباريات بقناتي الكأس وأبو ظبي، انها انطلاقة تضع دورينا في قلب الأحداث الرياضية.

دورينا يرتدي ثوب الجمال والاثارة  في أول جولتين من المسابقة، والصراع بدأ مبكراً ليس بين أطراف القمة التقليدية فحسب بل بين أغلب الفرق في محاولة كتابة مشوار ناجح يضعهم في المراكز التي يبحثون عنها.  تألق للصقور بفوزين، وتعثر للزوراء غير المتماسك، وعودة حذرة للشرطة حامل اللقب، ورغبة طلابية بالنجاح، وإبداع متواصل لدهوك والقاسم، سطور تكتب وبدايات تفصح عن صور فائقة الروعة لدورينا، نفخر بها لواقع جديد مليء بالأمل والتفاؤل لبلدنا وكرتنا.