ترجمة: نافع الناجي

كشفت دراسة جديدة أجرتها منظمة Prevención con Dieta Mediterránea-Plus (PREDIMED-Plus) أنَّ النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، بالاشتراك مع النشاط البدني، يمكن أنْ يواجه تغيرات الجسم المرتبطة بالشيخوخة مثل زيادة الدهون وفقدان كتلة العضلات.

وتمَّ تصميم الدراسة، التي نشرت في JAMA Network Open في تشرين الأول الماضي، لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي يمكن أنْ يمنع أمراض القلب والأوعية الدمويَّة، ولكنْ في غضون ذلك تمَّ تقييم مجموعة فرعيَّة لقياس التأثير في تكوين الجسم بعد فترة ثلاث سنوات.

وأظهرت النتائج أنَّ اتباع نظام غذائي متوسطي منخفض الطاقة (منخفض السعرات الحراريَّة) وزيادة النشاط البدني، يبدو أنه يقلل من زيادة الوزن وفقدان العضلات المرتبطة بالشيخوخة.

وتمَّ تقسيم ما مجموعه 1521 مشاركاً في منتصف العمر وكبار السن، والذين يعانون من زيادة الوزن أو يعانون من السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي، إلى مجموعتين. إذ اتبعت المجموعة الأولى حمية البحر الأبيض المتوسط مع تقليل السعرات الحرارية بنسبة 30 % وزيادة النشاط البدني، بينما اتبعت المجموعة الثانية حمية البحر الأبيض المتوسط من دون قيود على السعرات الحراريَّة أو تغييرات في النشاط البدني.

وشهد المشاركون في المجموعة الأولى تغيرات "ذات معنى سريري" في تكوين الجسم طوال التجربة التي استمرت ثلاث سنوات، وفقًا للباحثين.

وشمل ذلك تحسنًا بنسبة 5 ٪ أو أكثر في كتلة الدهون وكتلة الدهون الحشويَّة (البطن) وفقدان كتلة العضلات الهزيلة، بعد عامٍ واحدٍ فقط من اتباع النظام الغذائي.

يقللَ من دهون الشيخوخة

وكشفت الدراسة، عن أنَّ اتباع نظام غذائي متوسطي مخفض الطاقة وزيادة النشاط البدني يمكن أنْ يقللَ من الدهون المكتسبة مع الشيخوخة. وقالت أخصائية التغذية إيلانا مولشتاين، التي لم تشارك في الدراسة، لشبكة (فوكس نيوز ديجيتال)  إنَّ النظام الغذائي يشمل "مجموعة واسعة من النصائح تتجاوز مجرد التركيز على الأطعمة الكاملة". وأضافت مولشتاين: إنَّ "الجوانب الرائعة للنظام الغذائي تشمل الفول والبقوليات والحبوب الكاملة والدهون الصحيَّة والبذور والمكسرات والمقبلات التي تركز على الأسماك".

يذكر أنَّ نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي منخفض الطاقة، يختلف عن النظام الأصلي من خلال دمج المزيد من البروتين وتقليل السكريات المضافة، لأنَّه يحتوي على كميات أكبر من الخضراوات الطازجة أو الفاكهة بدلاً من الفواكه المجففة.

وقالت مولشتاين: "مع ذلك، فإنَّ الجزء الأكثر صحة من النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والذي يتجاهله الكثير من الأميركيين هو الهوس المطلق بالخضار والأعشاب الطازجة".

يحارب مرض الزهايمر

ووجدت الدراسة أنَّ الأنظمة الغذائية العقلية في البحر الأبيض المتوسط تقلل من علامات مرض الزهايمر في الدماغ.

وأضافت مولشتاين "هذه المكونات ذات الحجم الكبير والعناصر الغذائيَّة الكثيفة والمنخفضة السعرات الحراريَّة، هي قلب وروح النظام الغذائي الحقيقي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والذي يتمُّ رفضه للأسف". ولفتت الى أنَّ "البلدان التي لديها وضعٌ صحيٌّ أفضل بكثيرٍ للقلب والأوعية الدمويَّة مقارنة بأميركا، مثل تركيا أو اليونان، التي لديها "وفرة" من الخضار الموجودة في كل وجبة"، وفقاً لأخصائيَّة التغذية.

الحد من خبز البيتا

وشجعت الخبيرة المذكورة، الأميركيين على الحد من خبز البيتا وملء نصف أطباقهم بالأطعمة الأساسيَّة في حميَّة البحر الأبيض المتوسط مثل الباذنجان المشوي واللفت المخلل والسلطات المفرومة.

وفي ما يتعلق بالنشاط البدني، أوصت مولشتاين بممارسة نحو 45 دقيقة من التمارين ستة أيام في الأسبوع لتتماشى مع "أنماط الحياة النشطة بشكل طبيعي" للأشخاص الذين يعيشون في البحر الأبيض المتوسط.