بيروت: جبار عودة الخطاط 

ثلاثة أيام تفصلنا عن خطاب أمين عام حزب الله المرتقب، الذي من المنتظر أن يحدد فيه خيارات الحزب في مواجهته المتصاعدة مع الجيش الصهيوني في حدود لبنان الجنوبية، بينما لاحظ المراقبون أن الصهاينة وسعوا نسبياً من نطاق المواجهة واستهدفوا بغارة مناطق شمال الليطاني، ورد الحزب بضربات مباشرة لمواقع العدو، متوعداً في فيديو نشره بـ"الرد الحاضر". 

ساسة لبنانيون يتقدمهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي؛ أشادوا بحسن إدارة حزب الله لمواجهته لجيش الدولة العبرية في الجنوب، غير أنهم أكدوا أن الحزب لم يقدم تأكيدا بعدم توسيع المواجهة وأنه يواكب تطورات المعركة الميدانية ليبني على الشيء مقتضاه، ويترقب الجميع خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لإطلاق كلمته الفصل في ما حصل وما هي مآلات تطور الأحداث 

الساخنة.

زعيم الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، أشار في هذا الصدد، إلى أنني "لا أحبذ الحرب وأتمنى ألا نُستدرج إلى الحرب، إذ عندها لن يبقى شيء من لبنان، والأداء العسكري حتى الآن لم يخرج عن القواعد لكن قد يخرج"، وأضاف، "حتى الآن الإيقاع العسكري جنوباً ضمن الحدود ومدروس، لكن عندما تبدأ الحرب لا أحد يعرف كيف يُسيطر عليها، والأساطيل لم تأت إلى البحر المتوسط نزهة وهي أساطيل هجومية ستُشارك في حال اشتعلت جبهة الجنوب".  في السياق نشر الإعلام الحربي في حزب الله أمس الثلاثاء، مقطع فيديو بعنوان "على طريق القدس" يعرض عدداً من المواقع الصهيونية التي تم استهدافها عند الحدود الجنوبية، متوعداً فيه الجيش الإسرائيلي بـ"الرد الحاضر". بدوره، أكد وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن، "إحراق العدو الصهيوني أكثر من 40 ألف شجرة زيتون معمرة جنوبي البلاد، باستخدامه قنابل الفوسفور الأبيض المحرم دولياً"، وكشف عن أن الحكومة اللبنانية بصدد تقديم شكوى لمنظمة الأمم المتحدة اعتراضاً على وحشية العدو وانتهاكه القانون الدولي وسيادة لبنان".

وبالتزامن مع قضية جنوب لبنان وما يشهده من سخونة، تتفاعل قضية التمديد لقائد الجيش جوزف عون من عدمه، بينما تمر البلاد بظرف حساس ودقيق، إذ أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن "دور الجيش اللبناني اليوم حيوي ومحوري، سواء على الحدود أو في الداخل"، مضيفاً: "لن نقبل بحصول فراغ على مستوى قيادة الجيش، فهي مؤسسة وطنية جامعة للكل، وأريد أن أضيف أنها مركز ماروني ولسنا على استعداد للتضحية به"، وشدّد على أن "المبدأ العام هو عدم التمديد، ولكن حين تقتضي المصلحة الوطنية التمديد، فهي تطغى على المبدأ العام".