الاحتلال ينتقم لخسائره الميدانية في غزة من أبرياء «جباليا»

قضايا عربية ودولية 2023/11/02
...

 القدس المحتلة: وكالات

 طهران: محمد صالح صدقيان


رغم اعتراف الكيان الصهيوني بتعرضه لخسائر كبيرة أثناء محاولة توغله المستمرة في قطاع غزة المحاصر، إلا أن أكاذيبه بشأن أعداد القتلى من جنوده وإصاباتهم تخفي فداحة ما تعرض له على يد المقاومة الفلسطينية، إذ قدّر مراقبون عسكريون «محايدون» خسائر جيش الاحتلال خلال الأيام الثلاثة الماضية بـأكثر من 500 قتيل.

واعترف رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، في بيان أمس الأربعاء، بتعرض جيشه لخسائر «مؤلمة» في المعارك الدائرة في قطاع غزة.

وقال نتنياهو في بيانه: «نحن في حرب صعبة. ستكون حرباً طويلة. حققنا فيها إنجازات مهمة، لكننا خسرنا أيضا خسائر مؤلمة»، متعهداً للصهاينة بإكمال ما أسماها بـ»المهمة»، زاعماً أنه «سينتصر» فيها.

وأعلن جيش الاحتلال، صباح أمس الأربعاء، مقتل 9 جنود خلال هجومه على غزة، من دون تقديم تفاصيل على الفور عن مكان وتوقيت ذلك، وفي وقت لاحق أمس الظهر، تم الإعلان عن مقتل جندي عاشر، ليرتفع إجمالي الجنود الذين قتلوا خلال معارك يوم أمس الأول الثلاثاء إلى 12 جندياً، وذكرت تقارير إعلامية عبرية أن «الجنود القتلى الـ9 من (لواء غفعاتي) سقطوا جراء استهداف مدرعة الجند التي تقلّهم بصاروخ مضاد 

للدبابات» أطلقه مقاتلو المقاومة.

وبذلك يرتفع عدد القتلى من الجنود الصهاينة منذ بدء معركة «طوفان الأقصى» في السابع 

من تشرين الأول الماضي إلى 327 جندياً، بحسب إحصائيات الجيش الصهيوني.

وتناقلت منصات التواصل وبعض وسائل الإعلام أمس الأربعاء، منشوراً للجنرال الروسي أندريه جوروليوف، قال فيه: إنه «بحسب معلوماتي فإن عدد قتلى أفراد الجيش (الصهيوني) 

يبلغ نحو 500 فرد“.

وقد أكّدت المقاومة مساء أمس الأول الثلاثاء وقوع قوة مدرعة من الاحتلال في كمين محكم في منطقة التوام، حيث استهدفت الآليات الإسرائيلية بصواريخ «الياسين 105» المضادة للدروع وبالعبوات الجوفاء اللاصقة، عبر التحامات مباشرة من المقاومين من خلال التسلل والمواجهة، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال، وقد أكّد الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في خطاب مصور أنّ المقاومين دمّروا أكثر من 22 آلية ودبابة صهيونية خلال اشتباكات نهار الثلاثاء فقط. 

وانتقاماً لخسائره في ميدان المعارك، أقدم الكيان الصهيوني مساء أمس الأول الثلاثاء على ارتكاب مجزرة جديدة في قطاع غزة، حيث أفادت إحصائيات أولية باستشهاد وإصابة أكثر من 400 مدني فلسطيني إثر قصف بالطائرات لمخيم جباليا بقطاع غزة.

وطال القصف الصهيوني الثلاثاء مربعات سكنية، وسوّى عمارات وبنايات متراصة بالأرض، كما أحدث حفرا عميقة في باطن الأرض في مؤشر على مدى شدة وقوة الغارات الصهيونية التي ضربت المكان. من جهتها، قالت وزارة الداخلية في غزة إن مخيم جباليا تعرض لقصف بـ6 قنابل تزن كل واحدة طناً من المتفجرات.

وفي المواقف الدولية، استدعت تشيلي سفيرها لدى كيان الاحتلال، وذلك نظراً لما اعتبره رئيس البلاد، غابرييل بوريك، انتهاكات غير مقبولة للقانون الإنساني الدولي، يرتكبها الاحتلال ضمن عدوانه المستمر على قطاع غزّة.

وعلى خُطى تشيلي، أعلن الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، الموقف نفسه، إذ قرّرت كولومبيا أيضاً سحب سفيرها لدى الاحتلال.

إلى ذلك، طالب المرشد الإيراني علي خامنئي الدول الإسلامية بقطع كافة أنواع التعاون الاقتصادي مع الاحتلال الصهيوني. 

ورأی خامنئي أن الحرب الدائرة حاليا ليست «بين غزة وإسرائيل، بل هي ساحة المواجهة بين الحق والباطل، وبین الاستكبار والإيمان»، متهما الولايات المتحدة بالوقوف وراء الكيان «ولولا المساعدات الأميركية لتم هزيمة 

الكيان في غضون أيام قليلة».

وقال إن سكان غزة استطاعوا بصبرهم تحريك الضمير الإنساني في كافة العواصم الغربية، مشيرا للتظاهرات التي شهدتها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والشعارات التي تم 

رفعها ضد إسرائيل وأميركا. 

وفي السياق، قام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بزيارة قادته إلی العاصمة القطرية الدوحة والعاصمة التركية أنقرة، حيث أجری مباحثات مع نظرائه في الدوحة وأنقرة، إضافة إلی لقائه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لبحث السبل الكفيلة بالضغط علی الكيان الإسرائيلي لوقف القتل الجماعي الذي تمارسه الماكنة العسكرية الإسرائيلية ضد سكان غزة.