القاهرة: إسراء خليفة
على هامش مهرجان القاهرة للمسرح الجامعي عقدت أمسية ثقافيّة للناقد المسرحي عامر صباح المرزوق بعنوان (سوسيولوجيا المسرح عند الناقد حسن عطية) بحضور عدد من المثقفين من مصر والعالم العربي من المهتمين بعالم النقد المسرحي.
وقال المرزوق إنّ “عنوان الأمسية مستوحاة من كتاب قمت بتأليفه بالاشتراك مع الدكتورة رسل خلفة البكري والصادر عن دار المعارف في القاهرة، وهو يرصد تجربة الناقد المسرحي الأكاديمي المصري الدكتور حسن عطية (1948- 2020)، وهي من التجارب النقديّة العربيّة المعاصرة التي تُشكّلُ إضافة جديدة إلى حقل الدراسات النقدية السوسيولوجيةالمعاصرة”.
ومنذ أواخر الستينيات بدأ عطية مشواره في النقد المسرحي بالصحف والمجلات المحلية ومن ثمّ العربية والأجنبية، ونشر فيما بعد عدداً من الدراسات الأكاديمية النقديّة، ومن ثم إصداره مجموعة من المؤلفات النقديّة التي اهتمت بالمسرح والمجتمع، وعالجت مجموعة من القضايا المسرحية التي تخص المسرح العالمي والعربي.
وقد توزعت دائرة اهتمامه النقدي وفقاً لمحاور رئيسة، وهي: المسرح والسينما والفنون الشعبيّة.
وأضاف المرزوق أن “أهمية هذا الكتاب تكمن بدراسة المنهج النقدي السوسيولوجي عند عطية، كونه ناقدا مسرحيا ملتزما بقضايا المسرح وهمومه، بل إنّه الأستاذ الأكاديمي الذي تخرج على يديه جيل من النقاد، وهم الآن يشغلون الوسط المسرحي بكتاباتهم النقديّة، من خلال تدريسه لمناهج النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون في القاهرة منذ ثمانينيات القرن المنصرم، فضلاً عن ممارسته التطبيقيّة للنقد المسرحي لأكثر من نصف قرن، وحضوره الفعّال في المسرح العربي، ومشاركته الواسعة في المهرجانات الأجنبيّة والعربيّة والمحليّة، حتى اختير رئيساً أسبق لجمعية النقاد المسرحيين العرب”.
موضحاً: “لهذا جاءت هذه الدراسة لتوثق تجربته النقديّة، ودراسة أعماله النقديّة السوسيولوجية التي اهتمت بالخطاب المسرحي في ضوء نقد النقد، ليبين للباحثين خصوصية منجزه النقدي”.
وتحدث المرزوق الذي أصدر عن عطية كتابين، ويستعد لإصدار الثالث في العام المقبل قائلاً: لقد تعلمت المثير من عطية الذي يمتلك الوعي والمنهجيّة، إذ درسته من ولادته لغاية رحيله، وقد أجريت حواراً مطولاً معه، واكتشفت إنسانيته وحبه للجميع وهو يكتب لكل بلد يزوره النقد المسرحي، كما وقد كان يستضيف الشباب في بيته أسبوعياً، وخرج من عباءته نقاد اصبحوا اليوم نجوماً، “عندما يكتب تشعر وكأنّك قد شاهدت المسرحية، حيث يدخلك في اجوائها”، وفقا لتعبيره.
تحدثت بعده الدكتورة عايدة علام زوجة الراحل حسن عطية، وقالت: أشكر الدكتور عامر مرزوق وأشكر العراق الذي يهتم بمبدعي الوطن العربي، وبمصر تحديدا، وهذا وفاء كبير ومستمر.
وتابعت: بعد صدور الكتاب الاول عرفت أن هناك في العراق تقليداً في تمجيد الشخصيات المبدعة عبر تأليف كتب عنهم، موضحة أن من الجوانب الإنسانية لشخصية حسن عطية التي كانت تسعدها هي أن يزور الباحثون مكتبه في المنزل، ويرحب بهم ويستقبلهم كأبناء له، “كان لا يفرض آراءه، وإنما يأخذ دور المرشد والموجه، ليترك الباحث منشغلا ببناء شخصيته بنفسه، وفهمه الكبير كان المسرح وكيف يكون له الدور الاجتماعي والتوجيهي”.