ترجمة: نجاح الجبيلي
* ماهي الطريقة التي فسرت بها شخصية ألفريدو في النسخة الأطول هي أنه كان فنانًا مثل توتو، وأن إبداعه هو الذي ألهم سلفاتوري. لم يكن ليُصبح مخرجًا ناجحًا لولا توجيهات ألفريدو؟.
نعم، ليس هذا فحسب، بل إن ألفريدو في النسخة الطويلة يشبه شخصية كبيرة في مأساة يونانية: فهو بشر قادر على تحديد مصير بشر آخر. لذلك فقدنا هذه الميزة عندما اضطررتُ إلى اختصار الفيلم إلى ساعتين، وكذلك قصة الحب الجميلة والمأساوية بين سلفاتوري وإيلينا. عندما قطعتُ الفيلم، شعرت وكأنني حيوان وقع في فخ ساقه، واختار أن يمضغها ويعيش، بدلاً من أن يكون سجيناً.
* أخبرنا عن العمل مع المؤلف الموسيقي العظيم إنيو موريكوني؟
كانت تلك إحدى المعجزات العظيمة في حياتي المهنية. إنيو ليس موسيقيًا عظيمًا فحسب، بل يتمتع بأنه واحدٌ من أرق الشخصيات. إنه يعمل معك ليس كفنان مزاجي، بل كنجار. يبدو الأمر كما لو أنني أستطيع أن أقول له "إنيو، أحتاج إلى طاولة بستة أرجل". سيقول "بالتأكيد"، وسأحصل على أجمل وأفضل طاولة ذات ستة أرجل على هذا الكوكب. إذا قلت له، ولو بكل احترام، "إنيو، أنا حقًا لا أحب هذه المقطوعات الموسيقية التي كتبتها هنا، لكنني أعلم أنك عملت عليها لفترة طويلة جدًا وبجهد كبير"، فسيطرحها جانبًا ويقول: "حسناً. لنبدأ من جديد". حين تعمل مع إنيو، يمكنك أن تثق به تمامًا وهو يبذل جهده وموهبته تمامًا. إنه متاح تمامًا، ومتعاون حقيقي.
* كيف جرى اختيار الممثل الفرنسي الأسطوري فيليب نواريه لأداء دور ألفريدو؟
كان لدينا ممثلَان فرنسيان عظيمان في الأدوار الرئيسية: فيليب نواريه، وجاك بيرين، إضافة إلى الممثلة الكبيرة بريجيت فوسي، على الرغم من استبعادها من النسخة الأقصر. لم يكن أي من الممثلين الإيطاليين الذين أردناهم متاحًا، أو أعطوا رأيهم بالسيناريو. سألني المنتج ذات يوم: "إذا اضطررت إلى اختيار ممثل أجنبي للدور، فمَنْ سيكون؟" قلتُ: فيليب نواريه، لأنني رأيت ألفريدو وتوتو مثل الدب والفأر الصغير. في البداية تردّد فيليب، لأنه لديه أربعة أفلام أخرى ملتزمًا بها. طلبنا منه، كخدمة، أن يقرأ السيناريو فقط، فوافق.
وبعد يومين، اتصل مرة أخرى، وقال إنه أحبَّ الفيلم، وإذا تمكنا من تحريره من أحد هذه العقود الأربعة، فسيكون قادرًا على تمثيل الفيلم. كما قال: "سوف ألعب أي شخصية في هذا الفيلم تريدونها، حتى الطفل". (يضحك) هكذا حصلنا على فيليب وكانت فرحتنا كبيرة به.
*هل الفيلم بمثابة الصليب التي يجب أن تحمله وسيكتب على ضريحك:"جوزيبي تورناتوري مخرج فيلم "سينماباراديسو"؟
نعم، أنا سعيدٌ جدًا أن أكون مرتبطًا به بقوة. أدركُ أن بعض أفلامي الأخرى قد طغت عليه، لكني أحبُّ أن يتذكر الناس هذا الفيلم ويتذكرونني به لأنه فيلم حميمي. حين أذهب إلى أي بلد في العالم للترويج لفيلمي الجديد، يسألني الناس دائمًا عن "سينما باراديسو"، لأنه يحظى بحب ومودة كبيرين لديهم. حينَ كتبتُ القصة وصنعتُ الفيلم، لم أكن أفكر في الشهرة والثروة. الفيلم ليس نتاج عملية حسابية. لقد كان نتيجة إحساس، واكتشفت بعد سنوات عديدة أن الكثير من الناس قد تأثروا به، وأخبروني كما فعلتَ أنتَ أنهم مثل توتو. أودَّ أن أقول إن العالم مأهول بحشد كبير من التوتوات الصغار، وأنا أحب هذا الأمر الرائع.