الصـقـور.. وهـذا السـؤال

الرياضة 2023/11/06
...

علي رياح



ما الذي يحتاجه القوة الجوية للوصول إلى النقطة السابعة في المجموعة الثالثة لدوري أبطال آسيا، غير هذا الجو المعنوي الممتاز الذي يترتب على صورته الإيجابية ونتائجه المميزة في دوري نجوم العراق، وغير هذه الصفوف العامرة بالأسماء المهمة في خطوط اللعب المختلفة، وغير أن يلعب في (فرانسو حريري) وسط مساندة جمهورنا الكبير؟!

أطرح هذا السؤال ونحن على بُعد ساعات فقط عن الاستحقاق المهم والصعب الذي ينتظر الصقور أمام اتحاد جدة القطب الكروي السعودي والآسيوي البارز، في ظل ظروف ومُعطيات غير تلك التي شهدتها مواجهة الذهاب قبل أسبوعين ولم يحسمها الاشقاء إلا بهدف الدقيقة الرابعة والتسعين بإمضاء المغربي عبد الرزاق حمدالله بعد أن كانت المؤشرات ومعها آمالنا تتجه نحو التعادل كنتيجة كنا نبحث عنها في تلك المباراة..

هذه المرّة سيشكل الجمهور الجوي ومعه سائر عشاق الكرة العراقية الغطاء الفعال الذي سيترك فعله وتأثيره في ما يجري في الميدان، وأنا هنا اتحدّث بالتحديد عن البُعد المعنوي الذي سيناله لاعبونا وهم يؤدون المباراة بغرض تحقيق ثلاثة أهداف، أولها تصفية حساب الخسارة ذهاباً أمام الفريق المهم نفسه، والحصول على ثلاث نقاط غاية في الأهمية، ثم ما يترتب على هذا من حسابات مختلفة سيكون عليها شكل المنافسة في هذه المجموعة بانتظار جولتين لاحقتين ستحددان التفاصيل كلها!

في الجانب الآخر وهو لا يقلّ أهمية أبداً، سنضع في الحسبان تلك الإمكانيات الفردية والجماعية التي يتمتع بها فريق الاتحاد، صحيح أنه لا يقف في صدارة ترتيب دوري روشن السعودي ولا بين فرق الطليعة في الوقت الحالي على الأقل، لكن المُسلَّم به عندي أنه طرف كروي على جانب كبير من القوة والقدرة، وأنا هنا لن اتحدث فقط عن نجمه الأول وسلاحه الأمضى كريم بن زيمة وإنما أعني كذلك خطوط أقرب الاكتمال خصوصاً بعد تعافي أكثر من لاعب أصيب مؤخراً ليعود إلى الكتيبة الاتحادية تحضيراً للقاء اليوم..

لعبنا أمام الاتحاد على أرضه وشهدت المباراة أطواراً دفاعية وأخرى هجومية للصقور وفقاً لمقتضيات اللعب على أرض الفريق المَضيف، ثم كانت للطاقم التدريبي الذي يقوده أيوب أوديشو مشاهدات من المؤكد أنه عاد إليها كثيراً مع مساعديه ولاعبيه كي يتأمل ويستخلص ليضع النقاط فوق الحروف وبالتالي خوض لقاء اليوم بأفضل الأسلحة المتاحة وبالإدارة التكتيكية التي تمنح للصقور قدرة مواجهة كل الاحتمالات وربما تقلّبات المباراة، وهو أمر ليس بعيداً عن التوقع!

لا نطلب الكثير من فريقنا الجوي حين نطالبه بالفوز، ذلك أن لدينا الثقة فيه وفي إمكانياته التي كانت تحت الاختبار في أكثر من موضع وكانت النتائج مفرحة لنا.. فقط نطالب جمهورنا بأن يؤدي مهمته ويلعب دوره على المدرجات، وهذا حق لنا ونحن نخوض السباق الآسيوي بكل الهمة والرغبة في ترك بصمة مؤثرة.. حَقٌّ لأي فريق على وجه المعمورة أن يجعل ميدانه عصيّاً على القادمين في إطار المساندة المشروعة للفريق الذي يلعب على أرضه، ليجعل الأمر ميزة له، مثلما هي ميزة لغيره في إطار الذهاب والإياب!