الميناء ..لن يكون الأخير

الرياضة 2023/11/07
...

خالد جاسم

*تتجدد في دوري الكرة في كل موسم مشاهد التهديد بالانسحاب من المسابقة من قبل بعض الأندية وتحديداً من أندية المحافظات بالإضافة إلى بعض الأندية البغدادية وإن كانت حكاية كل انسحاب أو التلويح به من هذا النادي مختلفة نوعاً ما عن حكاية ناد آخر مع إنها حكاية تنسج بين الحين والآخر بخيوط  مختلفة الألوان ومتنوعة الغايات والأهداف .. وأكاد أجزم فأقول إن هذه الحالة قد ارتقت وتطورت فصارت ظاهرة بل وربما الظاهرة الأبرز في المواسم الكروية الأخيرة التي تكاد تخلو مسيرتها من الظواهر الإيجابية تماماً مقارنة بالظواهر السلبية المتجددة الأشكال والنوايا والغايات.. وكانت أولى حلقات مسلسل التهديد بالانسحاب وهي لن تكون الحلقة الأخيرة بالطبع بطلها نادي الميناء مع أن دوري نجوم العراق بطلته الاحترافية الجديدة لم تمضِ على انطلاقته سوى ثلاث جولات وتجسدت بنزول سبعة لاعبين فقط من فريق الميناء بمواجهة حامل اللقب نادي الشرطة في حادثة ليست مألوفة في تاريخ دوري الكرة العراقي , واللافت في حالة الميناء أن الفريق يدفع تراكمات الفوضى الإدارية المتجددة الحالات والمواقف في السنوات الأخيرة من عمر مجالس الإدارات المتعاقبة المنتخبة منها أو المؤقتة , والطريف أن التلميح بالانسحاب قد تحقق في أول جولة من الدوري عندما اشتكى مدرب فريق القاسم جاسب سلطان من خواء ميزانية النادي وانعكاساتها السلبية المؤثرة في مسيرة الفريق الكروي الذي ورغم تلميحات وشكوى مدربه قد حقق انتصارين متتاليين في الجولتين الأولى والثانية من الدوري الذي أقول أن  ظاهرة التهديد بالانسحاب منه هي نتاج طبيعي وإفراز متوقع في منظومتنا الكروية التي تفتقر إلى كل ماهو منظم ومخطط له بصورة صحيحة ابتداء من شكل الدوري وعدد فرقه مروراً بنظامه وآليته وانتهاء بتسطيحه وعجنه وخبزه ليظهر لنا في الآخر بهيئة رغيف طازج وحار ورخيص (مثل خبز باب الأغا ) كما يقول المثل الشعبي الدارج وبمسمى دوري النجوم بعد التخلي عن فكرة معاودة العمل بمسمى الدوري الممتاز في مسابقة لاتستحق أن توصف بهذه التسمية في ظل الفقر الكروي الصريح فناً وإداء ومواهب ومستويات وبلا نجوم ولاهم يحزنون  ..! نعم من الطبيعي جداً أن نتوقع بعضاً من فرق المحافظات وحتى فرق من العاصمة تهدد بالانسحاب نتاج شغب الملاعب الذي لم يتمكن أحد من  كبح جماحه أو حتى التخفيف من شدة تأثيره في خلق احتقانات مريرة تقترب من درجة الأزمات الخطيرة أو التلويح علناً بالانسحاب نتيجة ظلم أهل الصافرة أو ماينتظر المشهد الكروي من إعلان انسحابات متوقعة من أندية ترزخ تحت وطأة العوز والحرمان المادي طالما إنها أندية بلا حول أو قوة وتفتقد إلى من يعيلها أويرفدها بالملايين التي تديم لها عجلة الحضور المنتظم في دوري هو أشبه بالمحرقة التي تأكل الأخضر واليابس من واردات هذه الأندية ومن دون أن يقدم لها شيئاً ذا قيمة في وسط عاصفة الأزمة المالية الخانقة المرشحة للتفاقم في العام الجديد .وهنا تتحمل إدارات هذه الأندية الجزء الأكبر من المسؤولية لأنها أهملت عن عمد وسابق تصميم واقع حالها المالي الصعب بل والعصيب وهي تدرك مقدما حجم الأموال التي تستنزفها المشاركة في دوري طويل ومرهق ومكلف ولايوفر لها إلا الصداع , كما يتحمل اتحاد الكرة المسؤولية هو الآخر لأنه صمم المسابقة وفق تلك الطريقة التي تعتمد التجميع العشوائي لفرق تختلف وتتباين مستوياتها تبعاً لما تمتلك في خزائنها من أموال وليس ماتحتضن من مواهب وكفاءات .