القدس المحتلة: وكالات
القاهرة: إسراء خليفة
أكملت معركة "طوفان الأقصى" أمس الاثنين، شهراً كاملاً منذ انطلاقها، ورغم المجازر الجنونية التي ترتكبها قوات العدو الصهيوني بحق المدنيين الأبرياء في غزة والذين ناهز عدد شهدائهم 10 آلاف معظمهم من النساء والأطفال؛ إلا أنَّ المواجهة الأسطورية التي تبديها فصائل المقاومة الفلسطينية إضافة إلى صمود سكان القطاع المحاصر أفشلا حتى الآن كل محاولات الجيش الصهيوني في إخضاع القطاع، وتكبدت قواته خسائر فادحة بالأنفس والمعدات.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الاثنين، أنَّ 200 شخص على الأقل استشهدوا في القصف الصهيوني المكثف الذي نفذته قوات الاحتلال خلال الليل على قطاع غزة.
وقالت الوزارة: إنَّ القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة أسفر عن استشهاد 9770 مواطناً فلسطينياً، بينهم 4800 طفل، و2550 امرأة، وبيّنت أنَّ إجمالي عدد المصابين جراء القصف ارتفع إلى 24808 جرحى، و2660 مفقوداً بينهم 1270 طفلاً.
واستهدف جيش الاحتلال الطابق الثالث من مستشفى "الرنتيسي للأطفال" في غزة، وأدى الاستهداف إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وشهدت مدينة غزة خلال الساعات الماضية غارات غير مسبوقة منذ بدء الحرب الصهيونية على القطاع تزامنت مع انقطاع الاتصالات والإنترنت، وأسفرت عن سقوط عشرات الشهداء وتدمير مربعات سكنية بأكملها.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة: إنَّ شهيداً يسقط في غزة كل 4 دقائق نتيجة القصف الصهيوني المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، مما يعني 6 أطفال و4 نساء يقتلون في القصف كل ساعة.
وأضاف، أنَّ الاحتلال استهدف 110 مؤسسات صحية، بينما خرج 16 مستشفى عن الخدمة، كما شهدت الأيام الماضية قصف الاحتلال لألواح الطاقة الشمسية التي تزود المخابز بالكهرباء، ومن أبرزها مخبز العائلات أحد أكبر المخابز في غزة والمطاعم المجاورة له التي تقع قرب مجمع الشفاء الطبي.
وفي مقابل ذلك، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها قصفت تل أبيب مجددا رداً على المجازر الصهيونية في حق المدنيين.
وكانت صافرات الانذار قد دوت في مناطق واسعة من تل أبيب، وشهدت سماء المدينة اعتراضات صاروخية بالتزامن مع دوي انفجارات عنيفة.
وأكد تقرير صحفي، سقوط صاروخ في مدينة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب، إضافة إلى سقوط صواريخ في مناطق من مدينتين واقعتين إلى الشرق منها.
وقالت كتائب "القسام": إنها تخوض اشتباكات عنيفة على الطريق الساحلي غرب غزة، وذكرت أن مقاتليها دمروا فجر أمس الاثنين 5 دبابات "ميركافا" إضافة إلى ناقلات جند ما أدى لقتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال، كما ذكرت الكتائب في بيان لاحق أنها دكّت بعشرات من قذائف الهاون تجمعات لجنود العدو وآلياته وأوقعت فيها إصابات مباشرة.
وكان الناطق العسكري الصهيوني دانيل هاغاري، أعلن ارتفاع عدد قتلى الجيش إلى 30 من بدء العملية البرية الأسبوع الماضي، وإلى 348 قتيلاً منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن عائلات القتلى الصهاينة في معركة "طوفان الأقصى" أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "قاد (إسرائيل) إلى الكارثة الأكبر في تاريخها".
وضمن سياسة التقطير، دخلت بعض الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من معبر رفح إلى القطاع، لكنها غير كافية لتغطية الحاجات الكبيرة مع استمرار العدوان، ويتركّز توزيعها جنوبيّ القطاع فقط، وفي الأوّل من الشهر الجاري، مرّت 70 شاحنة مساعدات، وقبلها دخلت 20 شاحنة فقط.
من جانبها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة (أونروا) عن مقتل 5 من موظفيها في غزة خلال اليومين الماضيين، وهو ما يرفع عدد موظفيها الذين قتلوا في غزة منذ بداية الحرب إلى 79 شخصاً.
وأفادت الوكالة، بأنَّ 48 من منشآتها في أنحاء مختلفة من غزة قد تعرضت لأضرار جراء القصف، وأن العديد من موظفيها فقدوا أقاربهم وأصدقاءهم واضطروا للنزوح من منازلهم، ورغم ذلك يواصلون العمل بلا كلل لتقديم المساعدة الإنسانية لسكان القطاع.
وقالت "الأونروا": إنَّ أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة هجّروا من بيوتهم منذ بداية الحرب، وإنَّ نصفهم تقريباً يقيمون في 149 من منشآتها.
هذا، وطالب رؤساء 18 منظمة ووكالة أممية في بيان مشترك نادر بشأن الوضع في غزة "بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، مبدين غضبهم من عدد الضحايا المدنيين في القطاع الذي بلغ نحو 10 آلاف، نحو نصفهم من الأطفال.
وكتب رؤساء الوكالات الأممية في بيان على موقع اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة: إنَّ "عمليات القتل المروعة لعدد أكبر من المدنيين في غزة هي أمر مثير للغضب، كما هو الحال مع حرمان 2.2 مليون فلسطيني من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود"، وأضاف البيان، "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لقد مر 30 يوماً. هذا يكفي. يجب أن ينتهي هذا الآن".
إلى ذلك، اتفق الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط مع وزير خارجية فنزويلا إيفان جيل بينتو، على ضرورة عدم إفلات إسرائيل من جرائمها التي تُشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وعبّر الطرفان عن إدانتهما الشديدة لتصريحات وزير التراث الإسرائيلي حول احتمال استخدام السلاح النووي موضحين أنَّ اسرائيل لن تجني من وراء هذه الحرب سوى الكراهية التي ستستمر لأجيال.