يونس جلوب العراف
من يظن ان البعث الصدامي قد انتهى في العراق فهو، واهم فليس من الضرورة أن يكون الأسم القديم حاضرا في الشارع كي نقر بوجوده، بل إن الأفعال والأعمال والفعاليات، التي تقيمها شراذم هذا الحزب المحظور، هي من تكشف نواياهم وتدل على وجودهم، وهذا الأمر حدث لمرات عدة وفي أماكن مختلفة من البلاد، لذا يستوجب أن يكون الحذر حاضرا بقوة على مسرح الأحداث ومعالجة الخلل قبل استفحاله.كمؤشر على ما اقول هو ما حدث قبل أيام عندما أقامت إحدى شركات وزارة النقل احتفالية ذكرى تأسيسها، وقد رقص الحاضرون على أنغام موسيقى الجوبي بكلمات تمجد الطاغية المقبور صدام، وهو ما جعل الوزير رزاق محيبس يقوم بمعاقبة القائمين على الاحتفالية، وهو إجراء في محله، كونه يعد ترويجا لحكم الدكتاتور، وهو ما يعد مخالفة للدستور والقانون العراقيين، ولا يجب التساهل مع هكذا أفعال لا تتوافر فيها إمكانية حضور حسن النية، فمثل هذه الحالة التي انتشرت بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، تعد فعلًا محرضًا على الكراهية بين أبناء الشعب العراقي.
الواقع الذي لا بد من الانتباه إليه هو أن البعثيين لديهم آمال وطموحات في العودة إلى سدة الحكم، ولذلك لديهم الاستعداد لارتداء مختلف الأقنعة لتحقيق أهدافهم، ولاغرابة أن نراهم يدخلون الانتخابات المقبلة بقوائم ذات أسماء وطنية برّاقة، ومرشحين بأعمار شبابيَّة، بعضه ينتمي إلى أسر بعثية معتقة من أركان النظام السابق، وهو سيناريو تم تنفيذه في الانتخابات البرلمانيَّة الأخيرة، ووصل إلى قبة البرلمان ابن وزير معروف من وزراء الطاغية المقبور، فمثل هؤلاء هم من يشكل قاعدة البعث المقبلة للعودة إلى الساحة السياسية، عبر الزحف التدريجي للوصول إلى مبتغاهم. قد يقول البعض إن البعث لن يكون بمقدوره العودة، لكن هذا القول غير صحيح بالمرة فأموال الطاغية المقبور، ما زالت موجودة وقد أوصلت إلى البرلمان ومجالس المحافظات العديد من التابعين لرغد ابنة المقبور، وهناك من أصبح رقمًا صعبًا في العملية السياسية، بل ومدعوم سياسيا من دول أخرى، ولمنع حدوث هذا الأمر يحتاج من الجميع السعي إلى وضع قرارات حاسمة لإيقاف دخول بقايا البعثيين إلى العملية السياسية، عبر تشديد الإجراءات القانونيَّة من خلال هيئة المساءلة والعدالة الخاصة بالمرشحين، حتى لا يتكرر سيناريو الحكم البعثي العبثي من جديد بأقنعة ديمقراطيَّة.