القدس المحتلة: وكالات
لليوم الـ36، تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية ملحمة أسطورية ضد قوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في قطاع غزة المحاصر والمنكوب، حيث استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسام 3 آليات عسكرية بقذائف "الياسين 105"، في محور جنوبي غربي مدينة غزة، كما استهدفت سرايا القدس طائرةً صهيونيةً من نوع "هيرون تي بي" (إيتان)، وأصابتها بصورة مباشرة، واستهدفت مستوطنة "كيسوفيم" برشقة صاروخية مركزة، وأكدت أنّ مقاوميها يخوضون اشتباكات عنيفةً في منطقة تل الهوى ومخيم الشاطئ، موقعين إصابات مباشرة في صفوف قوات الاحتلال.
وتستمر المقاومة الفلسطينية بخوض اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال الصهيوني، في عدة محاور داخل قطاع غزة، وتشمل هذه المحاور شارع وميدان المجلس التشريعي ومركز رشاد الشوا ومحيط مستشفى الشفاء وسط غزة، وصولاً إلى شارع الشهداء، قرب مقر غزة الرياضي السابق، كما تجري الاشتباكات على امتداد شارع النصر وبعض الشوارع الفرعية، بالإضافة إلى مشارف تل الهوى قرب دوار الخور، على مقربة من مستشفى القدس، وفي المحور الشمالي، تجري الاشتباكات في بيت لاهيا وبيت حانون وأبراج الكرامة وحي التوام. وذكرت تقارير خبرية من داخل القطاع، أن جيش الاحتلال يواجه مقاومةً تمنع تقدُّمَه، وتكبُّدُه خسائر كبيرة، وبيّنت أن كتائب القسام "الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس" نجحت في تدمير عدد من الدبابات الصهيونية في حي النصر، ولفتت التقارير إلى أنّ المقاومة نفّذت هجوماً عنيفاً ضد قوات الاحتلال المتوغّلة في القطاع، على 4 محاور في غرب غزة.
وتدور اشتباكات مع قوات الاحتلال المتوغّلة في غربي تل الهوى ومحيط مستشفى الشفاء، لكن خط الدفاع عن المستشفى عصي أمام تقدم قوات الاحتلال بفعل تصدي المقاومة، كما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن مركز قوات الاحتلال فقد تواصله مع قواته التي اقتحمت غربي مخيم الشاطئ بفعل الاشتباكات مع الفلسطينيين.
في المقابل، ورداً على هزائم جيشه على يد المقاومة، تمادى الاحتلال في تحدي أبسط أعراف القانون الدولي الإنساني باستهدافه المتواصل للمستشفيات ومحيطها في قطاع غزة، وذلك عبر القصف الكثيف والقنص المركز والمحاصرة بالدبابات. وكانت الأيام الماضية الأكثر دموية، فقد شن جيش الاحتلال حملة وحشية على المؤسسات الطبية أوقعت عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى بين الطواقم الطبية والمدنيين المرابطين في المشافي بحثاً عن بقعة أمان تحميهم من كثافة القصف اليومي الذي يدك شمال القطاع، ويشهد مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة - وهو الأكبر في القطاع - أكثر المآسي قتامة، إذ تواصل قوات الاحتلال تصعيد هجماتها وقصفها المكثف على محيطه وبوابته وقرب ساحته. وقال مدير وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش، إنهم محاصرون داخل مستشفى الشفاء ومضطرون لحفر مقبرة جماعية لدفن أكثر من 100 جثة موجودة في ساحاته، لأنهم لا يستطيعون الخروج لدفنها. إلى ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في إحاطة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أمس الأول الجمعة، إن طفلاً (يستشهد) في المتوسط كل 10 دقائق في قطاع غزة، محذّراً من أنه لا يوجد مكان آمن ولا أحد آمن في غزة. وأضاف غيبريسوس، أن نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 وثلثي مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تعمل، وأن التي لا تزال عاملة تستوعب ما يفوق طاقتها بكثير، واصفاً نظام الرعاية الصحية بأنه على شفا الانهيار. وقال إن ممرات المستشفيات مكتظة بالجرحى والمرضى والمحتضرين، وإن المشارح ممتلئة، والعمليات الجراحية "تُجرى بدون تخدير"، وعشرات الآلاف من النازحين يحتمون بالمستشفيات.
بدورها، قالت الأمينة التنفيذية لـ"الإسكوا" (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا)، رولا دشتي، إن (إسرائيل) قتلت 4300 طفل فلسطيني في ما يزيد قليلا على 4 أسابيع، وأضافت أن هذا العدد يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في الصراعات المسلحة في 22 بلدا حول العالم منذ عام 2020، وعلى سبيل المقارنة، تقول الحكومة الأوكرانية إن 510 أطفال أوكرانيين قتلوا في الحرب مع روسيا، لكن هذا العدد سقط على مدار 19 شهرا. إلى ذلك، ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عدد الشهداء من الأطفال ارتفع إلى 4506، من أصل نحو 11 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بداية الحرب.