المقاومون الفلسطينيون يكبِّدون الجيش الصهيوني خسائر فادحة

قضايا عربية ودولية 2023/11/14
...

 القدس المحتلة: وكالات

وسط تعتيم إعلامي صهيوني، تتواصل الاشتباكات العنيفة في المحاور الغربية الشمالية والجنوبية لغزة، حيث يكبّد المقاومون قوات جيش الاحتلال خسائر فادحة، بينما تحاول دباباته ومدرعاته فصل المنطقة الساحلية الغربية ومخيم الشاطئ عن بقية قطاع غزة، سعياً إلى تطويق الكتلة العمرانية الأهم في الشمال.


وبحسب المعلومات، يسعى جيش الاحتلال إلى أن تتصل قواته المهاجمة من الجهة الجنوبية بقواته المتقدمة من المحور الشمالي، ولكنه لم يتمّ بعد سيطرته على الجهة الغربية لشمالي القطاع، واكتفى بتحقيق اختراقات طُولية في شارع الرشيد من الجهة الجنوبية، وصولاً إلى شارع أحمد عرابي، والتفّ حول مخيم الشاطئ متجنباً التوغل عميقاً في إحدى أصعب الكتل العمرانية في القطاع، باتجاه منطقة برج الأندلس عند شارع النصر.
وفي المحور الغربي الشمالي، وصلت قوات الاحتلال إلى مربع مستشفى الحياة التخصصي للقلب، الذي يبعد نحو 700 متر عن مستشفى الشفاء، محاولة التوغل داخل منطقة المكاتب الحكومية.
لكنّ الاحتلال يتحرك تحت وابل من قذائف المقاومة وتصدي مقاوميها من “مسافة صفر”، والذين يقفون في وجه الهجوم، على الرغم من القصف الجوي العنيف التي تتعرض له في كل مبنىً تصدر منه نيران في اتجاه القوات الغازية، الأمر الذي أدى إلى عرقلة محاولات التقدم السريع لتطويق الجهة الغربية من المدينة وعزل مخيم الشاطئ ومستشفى الشفاء.
وأكّد الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في أحدث بيان له، أنّ المقاومين “يخوضون اشتباكات ضارية، ويفجرون آليات العدو في كل محاور تقدم العدو ونقاطه في غزة”.
وأعلنت كتائب القسام أمس الاثنين، أنّ مقاوميها استهدفوا مجدداً قوةً صهيونية خاصة متحصنة في مبنىً شمالي بيت حانون بعبوة مضادة للأفراد، بعد أن كانت أعلنت أنّ مقاومين استهدفوا كذلك قوة صهيونية راجلة بعبوة مضادة للأفراد في منطقة خزاعة شرقي خان يونس، محققة إصابة مباشرة.
وكشفت المقاومة عن استهدافها 3 دبابات في محور جنوبي غربي مدينة غزة، الأحد، و3 آليات عسكرية مختلفة بقذائف “الياسين 105”، ونشرت القسام مشاهد لتصدي قواتها في بيت حانون للتوغل البري الإسرائيلي، بحيث أظهر مقطع فيديو رصد المقاومين عن قرب قوةً راجلة للاحتلال، حاولت التحصن في أحد البيوت، واستهدفتها بالقذائف والرصاص بصورة مباشرة، على الرغم من كون بيت حانون المحور الأبعد عن وسط الكتل العمرانية، والأكثر تطرفاً في شمالي شرقي القطاع، وهو ما يُظهر عجز الاحتلال عن السيطرة على أجزاء واسعة منه، بعد أكثر من 38 يوماً على المعركة.
ونشرت القسام أيضاً مشاهد تُظهر تصدي قواتها، بالقذائف الخارقة للدروع، لتوغل الاحتلال في مناطق التوام في المحور الغربي الشمالي، حيث تحاول دباباته الالتفاف على مخيم الشاطئ بعد عدة محاولات فاشلة لاقتحامه، أدت إلى تكبُّد قوات الاحتلال خسائر فادحة.
وأكّدت مشاهد الإعلام الحربي تصدي المقاومين المستمر للاحتلال في محور بيت حانون، بقذائف “الياسين 105” الخارقة للدروع، وتدمير آلياته، وأظهرت المشاهد قدرة المقاومين على التحرك، مستفيدين من الغطاء العمراني واستهداف آليات الاحتلال من مسافة لا تتعدى 50 متراً، محققين إصابات مباشرة ودقيقة.
وبحسب بيان الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبي عبيدة، وثَّقت المقاومة حتى الآن تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية تدميراً كلياً أو جزئياً، منها أكثر من 25 آلية خلال يومين.
كما نشرت المقاومة مشاهد تظهر استمرار رشقاتها الصاروخية حتى يوم أمس الاثنين، ما يشير إلى أنّ القدرات الصاروخية للمقاومة ما تزال فعّالة وسرية رغم القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع والرصد الدقيق لكافة مناطقه من قبل الاحتلال وطائراته الاستطلاعية ومنظوماته التجسسية.
بدورها، قالت “سرايا القدس” إنّ مقاوميها يخوضون اشتباكات عنيفة في تل الهوى ومخيم الشاطئ في قطاع غزة ضد قوات الاحتلال المتوغلة، وأنهم أوقعوا إصابات مباشرة في صفوف القوات الصهيونية، وأكّدت السرايا استهداف موقع «كيسوفيم» و»مارس» العسكرية برشقات صاروخية مركزة.
وقصفت كتائب القسام تحشدات لقوات العدو في كيبوتس “حوليت” بقذائف الهاون من العيار الثقيل، كما أعلنت أنها أنها دكت حشداً للآليات المتوغلة غربي “إيرز” بقذائف الهاون، من العيار الثقيل.
وزعم الاحتلال، منذ بداية عدوانه العسكري البري، والذي بدأه بإعلانه نية الهجوم على كامل قطاع غزة، ثم انتقل إلى إعلان بدء توغل قواته في المنطقة الشمالية للقطاع، أنّ مستشفى الشفاء هو مقرّ قيادة للمقاومة، من غير أن يقدم أي دلائل واقعية على هذا الأمر.
وسعى الاحتلال مؤخراً، عبر نشر صور فتحة في الأرض قريبة من المستشفى، إلى ترويج هذه الكذبة، إلا أنّ شهادات المواطنين وصورهم، بالقرب من المكان، الذي تظهر فيه البوابة الحديدية بصورة علنية وواضحة منذ أعوام مضت، أظهرت أن هذا المكان علني وليس سرياً، ليَظهر لاحقاً أنها فتحة تهوئة لخزانات المياه أو الوقود تحت المستشفى، وليفشل الاحتلال في إقناع أي من الجهات الدولية بجدية ادعاءاته.
لكن استهداف المستشفيات ليس صدفة أو هدفاً ثانوياً لدى الاحتلال، فهو قرر أن يخوض معركة إرادات ضد المقاومة، ووضع هدفه كسر إرادة أهل غزة ومقاومتها، بعد الضربة القوية والهزيمة التي تلقاها، عسكرياً وأمنياً واستخبارياً، في 7 تشرين الأول.
ويريد الاحتلال، بقضائه على المسشتفيات وتدمير دورها، أن يمارس أبشع الجرائم ضد الإنسانية، والتي تنتهك كل قواعد السلم والحرب، عبر منع الفلسطينيين من تلقّي العلاج من جرَّاء العداون الذي يستمر في ممارسته ضد المدنيين في القطاع، منذ أكثر من 38 يوماً، والذي أدّى، حتى الساعة، إلى استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني، وجرح نحو 30 ألفاً آخرين، كان من الممكن أن يُستشهدوا بدورهم لولا قدرة المسشتفيات على تقديم العلاج.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال، فجر أمس الاثنين، مقتل جنديين وإصابة آخر خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 45 منذ بدء غزوه البري في 27 تشرين الأول الماضي.
وأظهرت صور أقمار صناعية بثتها قناة “الجزيرة” تناقص عدد الدبابات والآليات العسكرية الصهيونية المتوغلة في محور شمال غرب غزة في الثامن من تشرين الثاني إلى 295 بعد أن كان العدد 383 في الثالث من الشهر ذاته، بما يتوافق مع إعلان كتائب القسام عن تدمير عدد من الآليات الصهيونية، ومنذ عملية “طوفان الأقصى” وبداية الحرب قتلت كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية 1538 صهيونياً وأصابت 5431، وأسرت نحو 242 من الصهاينة، بينهم عسكريون برتب رفيعة، وفق مصادر رسمية عبرية.