يوم مونديالي

الرياضة 2023/11/15
...

د. عدنان لفتة

خطوة أولى في طريق المونديال ننتظرها بشغف ولهفة بمواجهة إندونيسيا، نتوسد فيها الأمل أنَّ يكون مشواراً حافلاً بالنجاح والاقتدار، ناثراً للأفراح والمسرات بعد سنوات طويلة من القهر والحرمان.  المدرب الإسباني كاساس يخوض الامتحان الحقيقي، الأول وهو المحك له وللاعبيه، لا أعذار ولا تبريرات فقد حظي المنتخب بدعم لا سابق له من الحكومة واتحاد كرة القدم، وتوفر للفريق عدد كبير من المباريات التجريبية الفائقة لنصل التصفيات ونحن بكامل الجهوزية الفنية والمعنوية برغم بعض الإصابات. مجموعتنا بمتناول اليد، ليس فيها من كبار آسيا علينا تحقيق أعلى قدر من التفوق والسيطرة لضمان الصدارة والاطمئنان إليها، هي كرة القدم تعطي لمن يعطيها وعلينا اظهار قوتنا وقدرات الجيل الجديد من لاعبينا مع ما تبقى من الحرس القديم الذين نفترض بهم تقديم عصارة السنين اجتهاداً وتميزاً كنهاية سارة لمسيرتهم قبل مغادرة التشكيلة الدولية.
اللاعبون أمام تحد حقيقي لإثبات استحقاقهم اللعب للمنتخب الوطني،  فرصة ذهبية معبرة عن حقيقة كل لاعب مطالب أن يقدم أمسية الخميس ما يؤكد قيمته الفنية ورجحان كفته على بقية الأسماء.  لا تحدثونا عن الأسماء ومسيرة طويلة من المباريات الدولية، ننتظر الأفعال والأرقام الراسخة بعيداً عن التغني بالماضي، مباريات التصفيات تبرهن على ما يملكه كل لاعب من مهارات وموهبة نتوسم أن تشرق في ليلة جميلة تخالف ظلاماتنا السابقة بدروب المونديال.  لابد من احترام المنتخب الإندونيسي وعدم الاستهانة به وتصغيره.حتى وإن تأهل عبر التصفيات من بوابة بروناي، هي ليست رحلة سياحية انما جولة تنافسية لكسب النقاط تتطلب جهداً عالياً مدروساً نقدم فيه كرة حقيقية تثبت أننا على طريق التألق فعلاً بمجموعة ناشطة من اللاعبين الباحثين عن التأهل للمونديال الأميركي عام 2026 بكفاءة وجودة لا تشوبها شائبة.  إندونيسيا لديها مجموعة من اللاعبين المجنسين لتقوية صفوفها ودعم فرصها الآسيوية، ثقتنا أكبر بلاعبينا ومنتخبنا أن يكونوا في يومهم الموعود عطاءً ثرياً يثلج القلوب ويمنحنا العنفوان والسعادة والفخر بجيل عراقي يتوهج إبداعاً وقوة.   ملعبنا البصري الجميل غير قادر على استيعاب حشود العاشقين الذين زحفوا من أغلب المحافظات لمشاهدة منتخبنا على أرضنا في مشهد افتقدناه أكثر من عشرين عاماً جراء عقوبات الفيفا الظالمة.  عشق العراقيين الكروي المتعاظم من بطولة إلى بطولة يستحق ملعباً بسعة  100 ألف متفرج عله يخفف قليلاً من زحام القلوب ويعيدنا إلى عصر تنظيم البطولات والأحداث الكبيرة.  نجاحنا التنظيمي عامل آخر نحتاجه لتأكيد قدرات العراق الإدارية والسعي لاحتضان أكبر المناسبات، وفي التصفيات عيون المراقبين الدوليين شاخصة تبحث عن خرم إبرة كي يثبتوا تقصيرنا لحرماننا مجدداً من تنظيم المباريات في الإطار الدولي الحاسم.  علينا الانتباه جيداً ومعالجة كل الأخطاء بفريق موحد يبحث عن رفعة بلدنا بكل الاخلاص والجهود التي لا تتوقف. فريق عراقي يصنع النجاح ويعمل بلا كلل لأجل الوطن الساكن في حدقات العيون.