أطفال فلسطين «الخُدّج» بمستشفى الشفاء يستصرخون ضمير العالم

قضايا عربية ودولية 2023/11/15
...

 القدس المحتلة: وكالات

فرضت الدبابات الصهيونية المتوغلة في غزة حصاراً نارياً حول مستشفى الشفاء الذي يؤوي آلاف المرضى والجرحى واللاجئين الفلسطينيين من المدنيين، بينما ظهر مقطع فيديو مصور بثته قناة "الجزيرة" القطرية أوضاعا مأساوية للأطفال الخدج في المستشفى، حيث توقف العمل بقسم الحضانة فيه بسبب عدم توفر الكهرباء ونفاد الأوكسجين، مما دفع لنقلهم إلى أحد الأقسام الأخرى في محاولة للحفاظ على حياتهم.
وتسببت تلك الأوضاع في وفاة عدد من هؤلاء الأطفال الخدج، في حين أطلق الأطباء مناشدات وتحذيرات من أن يؤدي استمرار الحال إلى فقد باقي الأطفال برغم المحاولات الحثيثة لإبقائهم على قيد الحياة.
ويصوّر المقطع إخراج العاملين في المستشفى وعدد من الأهالي الأطفال الخُدّج من حضاناتهم يدوياً ونقلهم إلى قسم آخر بعد توقف قسم الحضانة تماماً عن العمل، وذلك في محاولة لتوفير ما يمكن توفيره من أجواء تساعد في الحفاظ على حياتهم.
من جانبه، قال أحد القائمين على رعاية الأطفال الخُدّج إنه تم جمعهم على سرير واحد، وتدفئتهم ببعض البطانيات والشراشف رغم حاجة كل طفل منهم للبقاء في حضانة خاصة مجهزة لرعاية أوضاعهم الحساسة، مشيراً إلى أنه رغم تجهيزات تلك الحضانات، فإن هؤلاء الأطفال يظلون عرضة للموت لضعفهم ولأوزانهم الخفيفة.
وأظهرت المشاهد الخاصة وجود عدد من الأطفال المصابين بين الخُدّج، في حين أفاد أحد الأطباء بأن 4 منهم استشهدت أمهاتهم بقصف أو خلال عمليات الولادة القيصرية المتعثرة التي تمت في ظروف صعبة وغير مؤاتية.
ويعتبر مستشفى الشفاء الأكبر في قطاع غزة وفي كل فلسطين، ويتعرض للقصف وتحاصره الدبابات الإسرائيلية ويواجه من فيه من المرضى والأطفال الخُدّج خطر الموت بسبب الحصار ونقص الوقود وانقطاع الكهرباء والقصف المتواصل.
إلى ذلك، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن "إسرائيل" إلى حماية مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الذي تحول إلى ما يشبه الهدف الرئيسي لها في معركة السيطرة على النصف الشمالي من القطاع.
وفي أول تصريحات له منذ أحداث بداية الأسبوع - ومنها وفاة عشرات المرضى في مستشفى الشفاء - قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض حين سئل عما إذا كان أعرب لـ"إسرائيل" عن قلقه بالنسبة إلى هذه القضية: "ينبغي حماية المستشفى"، على حد قوله.
وأضاف أنه يأمل ويتوقع أن تكون هناك "إجراءات أقل تدخلاً في ما يتعلق بالمستشفيات، وسنظل على اتصال مع الإسرائيليين"، بحسب تعبيره.
في غضون ذلك، رفع "مركز الحقوق الدستورية" في الولايات المتحدة دعوى قضائية ضد كل من الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن بتهمة تقديمهم دعماً غير مشروط للإبادة الجماعية التي ترتكبها الدولة العبرية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.وتتبعت الدعوى المؤلفة من 89 صفحة 75 عاماً من التاريخ، وقامت بتحليل الأفعال التي ارتكبتها الحكومة الصهيونية والخطابات التي تبنتها، والتي تظهر تجاهلاً للقانون الدولي، مرفقة بإعلان من خبير في قضايا الإبادة الجماعية يصف تصرفات "إسرائيل" بأنها علامات على الإبادة الجماعية، ويقول إن إدارة بايدن تخلت عن واجبها في منع الإبادة بموجب القانون الدولي.
ويقول المركز - الذي يعنى بالحريات المدنية - إن الاحتلال الصهيوني المطوّل لفلسطين والحصار المفروض على غزة والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة خلقت ظروفا ملائمة للإبادة الجماعية التي ترتكبها الدولة العبرية.
وجاءت هذه الدعوى باعتبار أن من مسؤوليات إدارة بايدن منع الإبادة الجماعية بموجب القوانين والأعراف الدولية، وذلك بحسب وثيقة الاتهام.
ووفقا للدعوى القضائية التي رفعت أمام محكمة فدرالية في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، فإن المتهمين رفضوا مراراً وتكراراً استخدام نفوذهم الواضح والكبير لوضع شروط أو حدود للقصف الصهيوني الكبير رغم تزايد الأدلة على السياسات الصهيونية الموجهة نحو إلحاق ضرر جماعي بالسكان الفلسطينيين في غزة.
ميدانياً، استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، دبابتين للصهاينة شمالي بيت حانون، ودبابتين أخريين غربي مدينة غزة، بقذائف "الياسين 105"، وغربي غزة أيضاً، استهدفت كتائب القسام دبابتين للصهاينة بقذيفة "الياسين 105" وقذيفة "تاندوم"، وأعلنت تدمير دبابة باستخدام "الياسين 105".
ودمّرت كتائب القسام أيضاً ناقلة جند تابعة للاحتلال الصهيوني غربي مدينة غزة بقذيفة "الياسين 105"، حيث احترقت بمن فيها من صهاينة، كما استهدفت الكتائب 4 آليات صهيونية في محور شمالي غربي مدينة غزة، بقذائف "الياسين 105"، بينما استهدفت قواتِ الاحتلال المتوغلة عند محور جنوبي غزة، بقذائف "الهاون" من العيار الثقيل.
وفي شمالي بيت حانون، تمكّن مقاومو القسام من استهداف قوة صهيونية خاصة متحصّنة في مبنى بقذيفة "TBG"، وهي قذيفة صاروخية "فراغية"، مخصصة للتحصينات وقتل الأفراد، وتُطلق من قاذف محمول.
وأمس الأول الاثنين، أكد الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أنّ المقاومين يواصلون التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني، كاشفاً عن تدمير 20 آليةً عسكريةً إسرائيليةً، خلال الساعات الـ48 الماضية، تدميراً كلياً أو جزئياً.
في المقابل، نشر عضوا لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الصهيوني داني دانون ورام بن باراك، مقالا في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أمس الثلاثاء، يقترحان فيه تهجير سكان قطاع غزة إلى دول العالم.
ودعا عضوا الكنيست في المقال إلى صياغة خطة تسمح بمرور عدد كبير من اللاجئين من قطاع غزة إلى الدول التي توافق على استقبالهم، كما انتقدا القرار الذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وقالا: "إن قرارات الأمم المتحدة لا تواجه الواقع وتتجاهل حقيقة أن منظمة (حماس) الإرهابية هي المشكلة وليست الحل لأنها منعت وما زالت تمنع المزيد من إمكانية الاستقرار والأمل لسكان قطاع غزة"، بحسب زعمهما.