علي حنون
ربما نتفق وربما نختلف في رؤانا ووجهات نظرنا بصدد موضوعة مُعينة، وهذه ليست مثلبة لمن ينشد المصلحة العامة، وإنما هي حالة صحية تنثر أريج عطرها الإيجابي في فضاء من يبحث عن تلاقح الأفكار والإجماع على ما يُمكن أن تُصيبه المصلحة العامة، وحقيقة فإن الحديث في هذه الجزئية يتعلق بالمنتخب الوطني واستهلاليته في مواجهة اليوم، التي ستجمعه على أديم ملعب البصرة الدولي (جذع النخلة) مع نظيره الإندونيسي ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال 2026 وكاس آسيا 2027، على اعتبار أنها مُنازلة تُمثل ركلة البداية في مشوار الأسود في التصفيات المزدوجة، واعتماداً على نتيجتها سنكون إزاء استقراءات تُحدد لنا مسارات السير في المحطات، التي تليها.
نعم، ذهبت ثلَّة من النقاد والمتابعين والمعنيين منذ إعلان المدير الفني لمنتخبنا الإسباني خيسوس كاساس القائمة، التي سيخوض فيها ومن خلالها مواجهتي إندونيسيا وفيتنام، إلى فضاءات مُتباينة في طرح الأفكار بصدد الكيفية الفنية، التي تم من خلالها الاستدعاء، لكن الجميع اتفق في ما بعد ومنذ وصول منتخبنا للبصرة، على طي صفحة الاختلاف في وجهات النظر والخوض فقط في الموضوعات الإيجابية، التي تدعم الأسود في هذه المحطة المهمة طالما أن خوض التصفيات يُمثل قضية وطن و لا مجال فيها لتعاطيات سلبية قد تتسبب بتوسع مسافة الاختلاف لحدود أكبر تبتعد فيها الطروحات، عن الخطوط، التي من شأنها تقريب وجهات النظر وتَشد من عضد لاعبينا ومن خلفهم الجهاز الفني.
اليوم..نجتمع جميعاً عند ضفة نتطلع فيها لإصابة التفوق في هذا الجانب ونحن من أجل تحقيق هذه الغاية وتطبيق هذا الأمر وجعله واقعاً ملموساً، سعى وعمل كل منا من موقعه وكل حسب مكانته واعتماداً على فلسفته ومنهجيته في تقديم الدعم المهني لمنتخبنا الوطني، الذي سيكون اليوم (عريساً) يُزف من قبل عشرات الآلاف من المؤازرين المتواجدين في مدرجات (جذع النخلة) والملايين من المحبين والعشاق في أرجاء العراق، وهذه الموضوعة - المؤازرة الجماهيرية - إلى جانب عامل الأرض سيكونان من أبرز عوامل الدعم المعنوي للمنتخب الوطني في مواجهة إندونيسيا، التي ننتظر أن تشهد لنا فتح صفحة بيضاء بكتاب التفوق وتُدوّن لنا بسطور جديدة لمحات التميز.
كان هناك العديد من التحديات سواء الإدارية أو الفنية أو حتى اللوجستية، التي بقيّت تُرافق مسيرة إعداد وتهيئة المنتخب الوطني للاستحقاقات الدولية تسببت في بعض المحطات بتشظي الآراء وجاءت باختلافات ساهمت بصورة أو أخرى في خلق أجواء سلبية أثرت في عملية إعداد الفريق، لكننا تلمسنا من خلال الوقوف على مجريات الأحداث في الأيام الأخيرة، أن الرغبة في رؤية كرة قدم عراقية مختلفة، أصبحت هي الأساس ومنها انطلقت عناوين الدعم، خاصة أن الغاية في تصحيح مسار الكرة الوطنية، صارت تتقدم الغايات الأخرى..لذلك تعترينا تطلعات في أن نشهد اليوم مباراة ليست كسائر المباريات، مواجهة تعكس في أحداثها فواصل تفوق للاعبينا وتُرفع في نهايتها عناوين انتصار كبير لمنتخبنا، نجاح يُعبد طريق الأسود بما يُيسر من رحلتهم في المباريات القادمة.