القدس المحتلة: وكالات
بعد مرور 40 يوماً من عدوانها على قطاع غزة المنكوب، اقتحمت قوات الكيان الصهيوني بالدبابات فجر أمس الأربعاء مجمع مستشفى الشفاء الذي يعد الأكبر في القطاع ويضم آلاف المرضى والجرحى والأطفال والنساء، ودانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية تابعة لها اقتحام جيش الدولة العبرية.
وقالت منظمة الأمم المتحدة، في بيان أمس الأربعاء: إنَّ اقتحام الجيش "الإسرائيلي" لمجمع الشفاء الطبي في غزة "مروع"، كما عبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ من اقتحام المجمع، وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم: إنَّ "التقارير عن التوغل العسكري في مستشفى الشفاء تثير القلق العميق"، وأضاف "لقد فقدنا الاتصال مرة أخرى بالعاملين الصحيين في المستشفى. نحن قلقون للغاية على سلامتهم وسلامة مرضاهم".
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن "قلقها العميق" إزاء عواقب اقتحام الجيش الصهيوني لمجمع الشفاء الطبي، وذكرت أنه "يجب حماية المرضى والطاقم الطبي والمدنيين في جميع الأوقات".
من جهتها، دعت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" كاثرين راسل من غزة، إلى "إيقاف هذا الرعب"، ونددت في بيان بالمشاهد المفجعة التي رأتها خلال زيارة قامت بها إلى قطاع غزة في خضم الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس"، مطالبة بـ"إيقاف هذا الرعب".
وقالت راسل، التي زارت جنوب القطاع: "إنّ ما رأيته وسمعته كان مفجعاً. لقد تحملوا القصف والخسارة والنزوح المتكرر. داخل القطاع، لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه أطفال غزة المليون".
وأكدت، أنّ أكثر من 4600 طفلٍ ارتقوا في غزة وأصيب نحو 9000 آخرين، في العدوان الصهيوني المستمر على القطاع لليوم الـ40، وأضافت أنّ أكثر من 100 من موظفي مؤسسات "الأونروا" استشهدوا أيضاً من جراء القصف الصهيوني على القطاع، منذ الـ 7 من تشرين الأوّل الماضي.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، أنّ عدد الشهداء ارتفع إلى 11320 شهيداً، مشيراً إلى أنّ 70 % منهم من الأطفال والنساء، وتابع أنّ 198 شخصاً من الكوادر الطبية استشهدوا في هذا العدوان، كما ارتقى 51 صحافياً، ولفت إلى وجود 3600 مفقود منهم 1755 طفلاً لا زالوا تحت الأنقاض.
وكشف مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أنّ 40 شهيداً ارتقوا، خلال الأيام القليلة الماضية، داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي منذ أن بدأ حصاره فعلياً من قبل الاحتلال واستهداف كل شيء يتحرك بداخله، وبسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود وتوقف غرف العمليات الجراحية تماماً، وتمكّنت الطواقم الطبية داخل مجمع الشفاء الطبي من دفن 82 شهيداً في مقبرة جماعية حفروها داخل المجمع.
كما بلغ عدد الوحدات السكنية التي تعرضت إلى هدم كلي 42 ألف وحدة سكنية، وتضررت جزئياً 223 ألف وحدة أي 60% من مباني القطاع، بفعل العدوان الصهيوني، وبلغ عدد المساجد المدمرة تدميراً كلياً 72 مسجداً، و156 مسجداً تعرض للتدمير الجزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس.
وواجه الأطفال الخُدّج بدورهم ظروفاً صعبة بسبب الحصار الصهيوني المفروض على القطاع والذي أدى إلى توقف الخدمات في العديد من المستشفيات بسبب انقطاع التيار الكهربائي وشحّ الوقود.
وفي إطار الوضع الصحي في القطاع، الذي وصفته وزارة الصحة بالكارثي، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية إلى التحقيق في الغارات الصهيونية على المستشفيات في غزة باعتبارها "جرائم حرب"، ووصفت الحصار بغير القانوني.
ميدانياً، واصلت مدفعية وطيران العدو الصهيوني استهداف مناطق عدّة في مدينة غزة، وسط اشتباكات عنيفة على أكثر من محور، واستهدف الاحتلال الصهيوني شارع الجلاء ومسجد أبو خضرة وحي السلام في مدينة دير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع.
وشهد غرب مدينة غزة، اشتباكات عنيفة بالقرب من جامعة القدس المفتوحة غرب شارع النصر، كما تعرّض شارع العيون لقصف مدفعي صهيوني مكثف.
من جهته، أكّد القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، أنّ أعداد الشهداء هي وصمة عار على جبين كل من لم يتحرك لحماية المستشفيات وتأمين مستلزماتها، وقال حمدان: إنّ الاحتلال الصهيوني "يخطّط لنكبة جديدة لكن هذه المرة يتم بثها على الهواء مباشرة".
وتواصل المقاومة الفلسطينية تصديها للتوغل الصهيوني على أكثر من محور في غزة، وأجهزت على المزيد من الجنود والآليات.
وأعلنت قوات الاحتلال، فجر أمس الأربعاء، مقتل ضابطين برتبة نقيب، وإصابة 4 عسكريين آخرين بجروح خطيرة، أثناء المعارك شمالي قطاع غزة، ووصل عدد جنود الاحتلال القتلى بذلك إلى 48 جندياً قتيلاً منذ بدء التوغل البري في غزة، و363 جندياً منذ 7 تشرين الأول الماضي، بحسب الأرقام التي يكشفها جيش الاحتلال للإعلام العبري، على الرغم الرقابة الشديدة التي يمارسها.