النجف الأشرف: حسين الكعبي
دعت مديرية بيئة النجف، إلى استثمار مقوِّمات السياحة البيئية في بحر النجف، إلى جانب أهمية إيجاد حل لمشكلة التصحُّر في المحافظة بسبب التأثيرات السلبية في الواقع الزراعي والاقتصادي والاستقرار المجتمعي.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها المديرية بالتعاون مع مديرية الزراعة لبحث طرق معالجة التلوث البيئي والتقليل من آثار التغيرات المناخية.
وقال مدير وحدة التغيرات المناخية ومكافحة التصحُّر في بيئة النجف الدكتور حيدر فليح الحدراوي على هامش الندوة لــ"الصباح": إن هناك الكثير من الظواهر الملموسة التي جعلت العراق من أكثر خمس دول تضرراً بالتغيرات المناخية، وفي مقدمتها انحسار الغطاء النباتي، وهي مشكلة نعاني منها منذ أكثر من 20 عاماً، بسبب تجريف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى سكنية أو إقامة مشاريع استثمارية، مبيناً أن افتقار الفلاحين للدعم الحكومي أدى بهم إلى ترك الزراعة والتوجه للعمل في مجالات أخرى.
وأضاف أن العراق يمتلك مقومات كبيرة للسياحة البيئية التي من الممكن أن تحقق موارد اقتصادية كبيرة في حال تفعيلها واستثمارها، فعلى سبيل المثال يقع العراق على مسار هجرة أكثر من 300 نوع من الطيور المهاجرة من المناطق الباردة في شمال أوروبا وآسيا الوسطى، وفي النجف تجتمع هذه الطيور في منطقة بحر النجف، لذلك تم إعلانها محمية وطنية طبيعية للمحافظة على هذه الثروة وحمايتها من خطر الانقراض.
ولفت إلى إمكانية استغلال هذه المنطقة بإقامة مشاريع تعزز الواقع البيئي فيها وتجعلها مقصداً سياحياً له مردود اقتصادي للمحافظة، كما أن هناك الطاقة المتجددة التي هي من ضمن مفهوم التنمية المستدامة، والتي يمكن اللجوء إليها لتكون من المعالجات المهمة للتغيرات المناخية والتلوث البيئي، فهي تحافظ على البيئة وتقلل من الهدر الحاصل في استهلاك الموارد الطبيعية.
ودعا الحدراوي إلى تفعيل مشاريع مكافحة التصحُّر وإطلاق حملات التشجير لزيادة الغطاء النباتي، وإقامة محاضرات وندوات توعية في المدارس والجامعات لتعريف الجيل الجديد بمخاطر التصحُّر وآثاره السلبية في حاضر البلاد ومستقبلها.