شريف في المدينة

آراء 2023/11/20
...

 حسين الذكر


الشريف لقب شرفي يطلق على زعيم القوم للتعظيم. 

وقد كان شريف المدن في الأعراف الغربية لا سيما في المدن الامريكية هو اعلى سلطة وبيده الكثير من مقاليد الأمور المادية والمعنوية التي بموجبها يتولى قيادة دفة الأمور لمعالجة الملفات الحياتية كافة التي تعنى بتطوير المدينة بكل ملفاتها وخدماتها.

لأول مرة سمعنا بالمجالس البلدية والمحلية - تقريبا - مع تشكيل حكومة الأستاذ د. اياد علاوي الانتقالية المؤقتة بعد 2003.

بعدها صارت المفردة متداولة بشكل كبير بموجب الدستور وعلمنا أن لها صلاحيات واسعة تعد بها سلطة فعلية عليا في المدن والقرى والاقضية.. كنا نتصور أن واجباتها تتمثل برسم السياسات الخدمية وكل ما يتعلق بالبنى التحتية والفوقية التي تخص المدينة ورقيها.

لكن بعد سنوات اتضح أن مجالس المحافظات لم ترتق أو لم تسمح لها الظروف أداء الدور المطلوب وفقا لطموحات الناس، وكذا ما مدون ضمن الصلاحيات الهيكلية.

اذ اقتصرت اغلب أعمالهم على تزويد المواطنين بكتاب تأييد وبعض الأمور الأخرى الخدمية المحدودة. 

ظل الحال على ما هو عليه حتى تم حلها وتوقف عملها قبل سنوات بعد تظاهرات الشعب في 2019.

ها نحن ننتظر على اعتاب انتخابات المجالس المحلية مرة أخرى للنهوض بمسؤولياتها التي نتمنى (نحن الشعب) أن تأتي بأفضل الشخصيات وما ينسجم مع طموحات المواطنين ليتمكن المجلس من أداء دوره بكامل الصلاحيات وان يحققوا الواجبات الملزمة والمحددة.

القصد الشعبي المجتمعي المواطناتي أو (سمه ما شئت). 

لا نريد سوى تطوير الجانب الخدمي والبيئي والنهوض بكامل المسؤوليات المطلوبة والصلاحيات المتاحة خدمة للصالح العام. 

فان اغلب مدننا وقرانا ما زالت فقيرة بعيدة عن ركب الحضارة بمسافة شاسعة مع توفر الإمكانات المادية والقوى البشرية والطموحات المجتمعية والشرعية الانتخابية والمظلة الدستورية. 

نستطيع أن نتصور ونحلم بمجلس محلي متعالي النظرة سامي الفكرة معتجن الميدان.

يعمل ويخطط بأسلوب مختلف عما كان سائدا من قبل. 

فان المدن بحاجة إلى عقليات تخطط وتنفذ بشكل سيكون متيسّراً لو احسنا اختيار من نذر نفسه لخدمة الوطن ونواياه لله خالصة.

عند ذاك لا يقف مصد بوجه الطموحات التي اراها كبيرة جدا وقادرة على تنفيذ ما يسر على ارض الواقع وليس على الورق الارشيفي أو الوعود الانتخابية فحسب. 

وذلك لا يتم ولا يقع على عاتق السادة أعضاء المجالس المحترمين وحدهم. 

بل من خلال تعاون نخب الشعب الواعية وأعضاء المجتمع من اجل مدينة مزدهرة تليق بالعراق حضارة وتاريخ وإمكانات.