ثقة مكبَّلة

آراء 2023/11/21
...

ميساء الهلالي

مع زحمة انتشار صور المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات التي حدد لها الثامن عشر من شهر كانون الأول موعداً تتراود الأفكار وتزداد الصراعات ويتداول الناس الأحاديث التي تعودنا سماعها مع اقتراب كل ملحمة انتخابية سواء لمجلس النواب أو لمجالس المحافظات.. السؤال المطروق والمحير دوما وأبدا يكون «هل سيتمكن المقبل الجديد من إحداث تغيير ما» «لتعود الإجابات أدراجها يائسة وهي تشعر بأن الوجوه التي تتواجد بكثرة في الساحة الانتخابية تعيق التفكير وتلجم الاختيار... فحتى الوجوه الجديدة التي تنزل إلى الساحة الانتخابية تستقطب من قبل القيادات الكبيرة والقديمة التي سيطرت على الساحة السياسية منذ عام 2005، وحتى يومنا هذا.. إذ إن كل عملية انتخابية تحمل في جعبتها الكثير من شعارات التغيير التي تزرع أملا جديدا في نفوس الشعب بقادم أجمل يمحو ما رسمته السنوات العجاف.. ولكن تعود القيادات القديمة بوجوه جديدة.. بعضهم يسعى للتغيير ويضع شروطا محددة وقد يتمكن من إحداث بعض هذا التغيير كما حصل في انتخابات مجلس النواب الأخيرة التي طرحت إلى الساحة بعض الوجوه التي تمكنت من تنحية عدد من المسيطرين على الساحة في السنوات الماضية ليحل محلهم دماء شبابيّة تمكنت من إحداث تغيير ربما يكون طفيفا ولكنه ملموس بعض الشيء.. ولكن هل ستتمكن انتخابات مجالس المحافظات من استعادة الثقة واستمالة الناس نحو المراكز الانتخابية ليدلو بأصواتهم رغم زحمة الخيارات؟؟، ورغم المناشدات المتكررة على مدى سنوات بحل مجالس المحافظات التي لا تغني عن جوع فهي لم تتمكن من إحداث تغيير راكز في الحياة السياسية ولا في الواقع المجتمعي ولا حتى في البنى التحتية سوى تغيير في البنى الفوقية ورسم خارطة جديدة للمدن التي بدأت تشهد حركة تعبيد طرق وتشجير لا نعلم مصدرها إن كانت صحوة سياسية أم صحوة انتخابية لجلب المزيد من الأصوات.
فبعد العديد من العمليات الانتخابية وزحف الشعب نحو مراكز الاقتراع على أمل التغيير بدأ الأمل ينفذ ولم تعد الأحلام تقف على أرض صلبة قادرة على الخروج إلى الواقع.. إلا أن هناك الكثير من الناس بين صفوف الشعب ما زالوا يأملون في إمكانية إحداث تغيير مع صعود وجوه جديدة إلى الساحة شرط أن يسمح لهم المسيطرون على المشهد السياسي بالعمل من أجل وطن احتاج إلى وجوه مخلصة.. رغم أن الثقة تبقى مكبلة ولكن النفس تبقى تردد «لنعطي أصواتنا لمن يستحق.. فربما يكون الآتي أجمل».