نصوصٌ في الأدب الوجيز

ثقافة 2023/11/21
...

 رندة حلوم


طقوس
بين الكتلةِ والفَراغِ أشكلك مِنْ تِينٍ أو طِينٍ، وأقِيمُ
عَليكَ الحدَّ إنْ تَسرقْ من دَاليتي العنب.

فاجعة
ماذا لو لم تُطلق رصاصة  كلّ يومٍ على فَم ِعُصفور؟
كيفَ نَبكي بِلا فاجعة؟

ذَاكرةٌ مُختصَرةٌ
كيف أحتفظُ بذاكرةِ خمسةِ أصابعٍ، صافحتك عند الباب، وأنا َسمكة
«تانغو»
لا تختبئ بكلّ غوايتك خلفَ قُبعة، لن
أراقصَك “التّانغو” على حدود غيمة.

قبلة
على كلّ الجَبهات، عندما أقبّل ُالرّيح أشجارُ الشّفاه بلا أغصان.

نَزيف
أنا لم أصبغ شَعري بالأحمر، فقط هو نَزيفُ أفكاري.

سُؤال ٌعَظيمٌ
لمّا أزاح َ لُهاثهُ حُمرةَ التّراب،
عرفَ أنّ الأسئلةَ العظيمةَ لا تأتي للبشرِ، واقفين.

فوضى
ليس من عادتي تَقليمُ أظافري قَبل نَبشِ حُروفِ القصيدةِ.

نُضْج
نَضِجتُ لدرجةِ أني لم أعدْ أضعُ إصبعي أمامَ نملةٍ
تحمل حبّةٍ قمح لتغير الطريق.

عِناق
جَبلٌ وغٌيمة، العِناقُ طَويلٌ
ما شأن الرّيح؟

تغييّر  
وحده عاشق إحدى بنات
نعش قام بتغيير خارطةَ السّماء.

إرباك
الخلخال،
طَبلٌ
وقَدمُ راقصة
أربكوا العالم.

نيرون
تعفّنَ الرّجل
الذي مشى في الظّلٌ
ودخلَ التّاريخَ
مَنْ أحرقَ المدينة.

وراثة
بينما كان
يفكر أن
 يعترف بحبه
امتلك جنينها
 بَصمته الوراثيّة.

كَافور
يَسكَرُ كلّ يومٍ
في خمّارة
واحدة
 تُقدم النّبيذ
بِطَعمِ الكافور
نَبيذٌ حَلال.

نادي الهايكو
في نَوادي
الهايكو
ارقصي
لكِنْ
باختصار.

كَذِب    
عندما كذبت الرّيح
اخرسَها لُعابُ المَطرِ.

سَاحِرٌ
نَظَرَ في عَينيها
طَويلاً
طويلاً
قرابَة عُمرين
صَفّقَ له الجمهور
فاستيقظت هي.

عِصيان            
الخطيئةُ نائمةٌ  تضرّعوا
ألّا تَقعَ التفاحة.

إشارات  
في الصّفّ
وقف يشرح
إشارات المرور
في الشّارع
دخل بحماره
من ممر المشاة.

أبلَه
عندما سرقوا
سرواله
كانت يداه
ممسكتين
سقف السّماء
خشية السقوط.

طوفان
كَسرَ عُنق الزّجاجة
وغَرِق في الكأس
الأخيرة.

كَفَن
ورقةٌ بيضاءَ      
ألقتها الرّيحُ
فصارت كفنا.

حَديثُ الغيمِ
عندما أكْبُرُ سَأغدو ظِلّاً، قَالتْ لي غَيمَة.

ضَيَاع
الموتى الذينَ هُناك ،لماذا تضحكون هُنا؟

نَعْي
في كُلّ مَرّة ٍأقرأُ فيها نَعيي، لا أحِبّ عِبارةَ
«يحدّد الدّفن لا حقاً».
تَحْدِيق
في السّوقِ أَقرأ وجُوه المارة، فأصيرُ شارِعاً.

تَحَفُّظ
على مقعد تُداعِبُ ركبتيه، تَحطُّ على كَتفيه، تُوشوِشُ
خصلات شَعْره، وهو يتحفظ، تكاد تَسكنه
تِلك العاشقةُ كفراشة.

رَحيل
تُهمة القَتلِ العَمدِ صَوتُ استدارتُك للخلف.

تَشَظّي
عندما كان جلدي كفني تشظّيتُ كغيمة.

« مونولوج»
في النَّظرة الأخيرة يقف الوقتُ، يصافح الوقتَ
دون «مونولوج».

ذِكرى
في المطار لن الوّح بكفي، حتّى لا تَسرقَ عِطرَك الرّيح.

دراما
أغيّرُ جِلدي في المحطّةِ، حتّى أستطيعَ
حَملَ جريدة وتمثيل دور المسافرة.
دونَ أمتعةِ الحَنين.

خَيبةُ ظَن
في لحظةِ اعتقاده أنّ حُبّها قد مات، كان مَيتاً
يَستنزفُ الصّليبَ شهقات الصّعود.

بَعث  
قبلَ أن يُولدَ من جديدٍ مارس طقوسَ مَوته كاملةً  
سَقط من شاهقٍ ألف سقوط، احترقَ ألف احتراقٍ
تخلّص من دَمِه الفاسد، وحَلّقَ كعنقاء دون وَدَاع.

«كراكيب»  
خُذْ «كراكيبَ» حنينك
ما عاد يَتسعُ المكان.

اشتعال
أفْرِغْ منفضة
السّجائر ذكرى
اشتعالِك لا تطاق.

«دَواليب «
أوقف «دَواليبَ»  
الحنين، خَرجَ
الطّريقُ عَن المكان.

حياة
كلّ مَرّةٍ أعانِقُ فيها ظِلّي، يُفَرِقُنا الشّهيق.