تراجع حظوظ القوى المدنيَّة في الانتخابات المرتقبة

الأولى 2023/11/21
...

 بغداد: هدى العزاوي

أشار مختصون في الشأن السياسي إلى تضاؤل حظوظ وفرص القوى المدنيَّة في الانتخابات المرتقبة مقارنة بمواسم الاقتراع السابقة في 2018 و2021، وبينما لفتوا إلى عدم إمكانية قراءة خريطة الجهات الفائزة في انتخابات مجالس المحافظات، أكدوا أنَّ القوى المدنيَّة لا تستطيع مجاراة جهات وأحزاب كبيرة ولها باع وإرث طويل في العمل الانتخابي والسياسي.
وقال رئيس مركز "الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات"، علي مهدي الأعرجي، في حديث لـ"الصباح": "لا نتحدث عن واقع سياسي مستقر من أجل معرفة ما ستؤول إليه الانتخابات في المرحلة المقبلة، فلدينا شارع فاقد الثقة بالعملية السياسية مع ناخب متكاسل عازف عن الاقتراع في مراكز الانتخابات، وهناك قوى سياسية مقاطعة ورافضة للوضع العام".
ولفت إلى أنه "في ضوء كل ذلك من الصعب جداً قراءة الواقع الانتخابي المقبل، ولكن من الممكن أن نأتي بفكرة مقاربة من خلال استنطاق الجهات السياسية نفسها، فالقوى المدنية تملك جمهوراً إلا أنه ليس بالواقع الكبير والمؤثر كما هو حال القوى الأخرى على اعتبار أنَّ أغلبها أحزاب عقائدية أي لها جمهور يثق ويعتقد في رموزها وليس في النهج والنص السياسي". وأكد أنه "لذلك، نجد أنَّ حظوظ القوى المدنية ضعيفة مقارنة مع الآخر، ومن الممكن أن تكون لهم أعداد بسيطة في مجالس المحافظات لكن ليست بالشكل المؤثر"، واستدرك أنَّ "كل شيء في العراق ممكن، إذ لا يوجد قانون أو نص ثابت يمكن الاعتماد عليه في معرفة مستقبل المشهد العام، لأنَّ كل شيء متغير ويخضع إلى المستحدثات، عكس ما يجري في دول العالم صاحبة الديمقراطيات العريقة". من جانبه، ذكر رئيس "مركز العراق للدراسات الستراتيجية"، الدكتور غازي فيصل، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "الخريطة السياسية اليوم في العراق غامضة، خصوصاً بعد خروج التيار الصدري الذي يشكل ثقلاً مهماً ضمن إطار الأحزاب الشيعية، كما أنَّ الإطار التنسيقي بات يسعى لتعزيز سيطرته على المشهد السياسي العراقي خصوصاً من خلال الانتخابات المقبلة المحلية بهدف الحصول على هيمنة شبه مطلقة على الانتخابات التشريعية اللاحقة، وهذا يعني أنَّ حظوظ الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني ستتراجع".
وأوضح أنَّ "التيارات المدنية لا تتمتع بجماهير واسعة النطاق بسبب عدم وجود فرصة لديها لتحقيق مكاسب للجماهير الشعبية وللعاطلين عن العمل والفقراء بالمدن العشوائية، ورغم أنها تمتلك برنامجاً لكن في الوقت الحاضر لا تمتلك قدرات وإمكانيات لاستقطاب الملايين من الناس مثل الجهات والأحزاب الأخرى، لذلك أرى أنَّ فرصة التيارات المدنية ضئيلة أمام الأحزاب التي تتمتع بإمكانيات كبيرة لجذب الناخبين".

 تحرير: محمد الأنصاري