هناء العبودي
أقام منتدى المرأة الثقافي في بغداد مدينة الابداع الأدبي -اليونسكو، جلسة حوارية بعنوان (علم الآثار بين التنقيب وتطور الحضارة الإنسانية) ضيفت فيها الخبيرة بعلم الآثار والتنقيب والتدريسية في جامعة بغداد كلية الآداب قسم الآثار الدكتورة نوالة أحمد محمود المتولي على قاعة ستي في بيت الحكمة بحضور الكثير من المثقفين والأكاديميين والمهتمين بهذا الشأن.
تحدثت المتولي خلال الجلسة التي حاورتها مديرة المنتدى ميادة المبارك عن علم الآثار نشأته واصوله وتعريفاته، وأهم البعثات الآثارية العراقيَّة والأجنبية في بلاد ما بين النهرين، فضلا عن دور المرأة العراقيَّة في البعثات والاستكشافات .
وقالت الخبيرة عن بداياته علم الآثار، إن "هذا العلم يشمل فروعا متعددة منها التحريات والتنقيبات، والدراسات المسمارية، أو ما يسمى بعلم (الأسد بويولوجي)، بمعنى علم يضم كل الكتابات المسمارية، ويشمل أيضا الأعمال المتحفية، وقد وضع حاليا عناوين خاصة بالأعمال المتحفية، التي أخذت ما يسمى بعلم (المسيولوجي) الخاصة بالمتاحف".
وهناك تعاريف لعلم الآثار، منها العلم الذي يبحث بتاريخ الإنسان، وماضي الحضارات البشرية القديمة من حالات اجتماعية واقتصادية، وحتى الكتابات من خلال البقايا المسمارية أو من البقايا البشرية التي تركها الإنسان في هذه الحضارات في الكهوف ومواقع السكن التي عاش فيها، لأنها تعطي صورة عن حياته اليومية التي عاشها.
فعلم الآثار، بحسب الخبيرة، يمثل سجلا حافلا عن الإنسان وحياته القديمة، أما بالنسبة عن تاريخ التنقيبات في العراق، فقد بدأت على أيدٍ أجنبية في القرن الثامن عشر عن طريق الرحالة والمستكشفين إلى أن أخذ علم الآثار منحى علميًّا بعد أن كان على شكل عشوائيات خاصة.
وعلى إثر هؤلاء الرحالة تم نقل الكثير من القطع الاثارية إلى خارج البلاد، والتي استقرت في متاحف العالم لغاية عام 1800 ولغاية 1898 و1899 إلى أن جاءت بعثة ألمانية إلى مدينة بابل الأثرية قامت بأعمال علمية منظمة واستخراج القطع الأثرية بشكل نظامي عبر التوثيق والتسجيل والتصوير ورفع القطع الأثرية بشكل علمي منتظم، فضلا عن غيرها الكثير من البعثات الأجنبية، وفقا لتعبيرها.
وتسلسل الأحداث بالنسبة للعمل الآثاري للبعثات العراقيَّة، فقد تأخر حتى عام 1936 عندما أوفدت دائرة الآثار بعثتين عراقيتين نظاميتين عن طريق الأستاذ العلامة طه باقر إلى مدينة واسط الإسلامية، ومدينة سامراء الإسلامية، واستمرت هذه الأعمال ما بين 1936 إلى 1939، 1940، 1941 وكانت هذه أول بعثتين عراقيتين في هذه المدن، بعدها تواصلت البعثات العراقيَّة الأخرى في المواقع الأثرية في (تل حرمل) من جهة بغداد الجديدة، و(تل الصباعي) من جهة القناة، و(تل محمد) على نهاية الخط السريع، وقد تم العمل في نهاية الثمانينيات.
وقد قاد أعمال التنقيب العلامة طه باقر واستمرت حتى التسعينيات، ويعتبر (تل حرمل) هو أقدم جامعة في الألف الثاني قبل الميلاد، وأعمال التنقيب في عكركوف عام 1978.
وفي عام 1998 قررت دائرة الاثار العودة للعمل في خمسة مواقع في جنوب العراق، وتحديداً ما بين الناصرية والديوانية، لكنها توقفت بسبب الحرب.
وأشارت الدكتور نوالة إلى محدودية دور المرأة في هذا المجال، نتيجة البعد لأن الكثير من المواقع الأثرية خارج المدن ومناطق السكن، وكذلك تأثير الظروف العائلية والتقاليد المتوارثة، ومسألة مبيت المرأة خارج المنزل، إلا أن هذا المجال لا يخلو من العنصر
النسوي.