بيروت: جبار عودة الخطاط
يشهد جنوب لبنان مع دخول الهدنة يومها الثاني حالة من الهدوء الحذر والترقب ما سيؤول اليه الوضع بعد إنتهاء الأيام الأربعة، وتخلل ذلك خرق لتحليق الطيران التجسسي الصهيوني(أم كا) في قطاعات واسعة من سماء الجنوب، بينما شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على أن "إسرائيل تبقى مصدر الخطر الدائم على المنطقة ولبنان، ويجب ممارسة الضّغط عليها لكي تلتزم فعلا على الالتزام بالقرار 1701".
ولاحظت "الصباح" عودة قسم من أهالي المنطقة الحدودية الذي غادروا منازلهم لتفقدها بعد أن اضطروا للنزوح جراء الاعتداءات الصهيونية على قراهم الحدودية.
بدوره، زعم المتحدث باسم الجيش الصهيوني افيخاي ادرعي، أنه "متابعة للإنذار عن تسلل قطعة جوية أمس السبت في الشمال تم اطلاق صاروخ اعتراض نحو هدف جوي مشبوه مما سبب في تفعيل الانذارات، والحادث انتهى".
سياسياً، كان لرئيس مجلس النواب نبيه بري مواقف لافتة صباح أمس السبت، في أعقاب تداول معلومات مفادها بأن بري تلقى رسائل من باريس تطالبه بالضغط لكي لا تتوسع الحرب الدائرة في غزة وتطال بنيرانها لبنان، فقد أكد بري أن "حزب الله منذ البداية لم يتخطّ في عملياته حدود استهداف المواقع العسكرية لجيش العدو وجنوده، ملتزماً بالقواعد المعمول بها، فيما إسرائيل هي التي خرقت هذه القواعد باستهدافها المدنيين، وقتل الصحافيين، وعمق القرى والبلدات، ومناطق في الداخل بعيدة من الحدود الجنوبية، وهذا بالتأكيد لا يمكن أن يمرّ من دون ردّ. كل هذه التطورات تؤكّد بما لا يقبل أدنى شك أنّ اسرائيل هي التي تدفع في اتجاه توسيع دائرة المواجهة".
وشدد بري، على "أنّ مصدر الخطر الدائم سواء على لبنان وكلّ المنطقة هو إسرائيل، والمطلوب أوّلاً وأخيراً هو ممارسة الضّغوط عليها لحملها على الالتزام بالقرار 1701 ومنعها من الاعتداء على لبنان".
من جهته، قال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله، الشيخ محمد يزبك: أنَّ "عملية طوفان الأقصى هددت وجود الكيان الصهيوني، ولذلك تسابقوا إلى هذا الكيان ليدعموه بكل ما لديهم من آلة قتل وتجزير لعلها ترفع راية بيضاء هنا أو هناك، ولعل هؤلاء يملّون، ولكن كان العكس، كان الصبر، كان الاحتساب بين يدي الله".
وأضاف في كلمة له خلال احتفال تأبيني، أمس السبت، "وصل الحال بالعدو الإسرائيلي والذين يدعمونه في كل العالم إلى أنه عليه أن ينزل عن تلك الشجرة التي حاول أن يقول إنه لن يتوقف حتى القضاء على حماس وغزة وتغيير صورة غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وأعطي المهلة بعد المهلة خلال 48 يوماً، ولكن في نهاية المطاف كان مجبراً على التفاوض غير المباشر مع غزة ومع حماس، وهذا دليل على عجز هذا العدو الإسرائيلي".
وتابع بالتأكيد: أن "لبنان لا يُحمى إلا من خلال أهله. لا تحميه لا الطائرات ولا حاملات الطائرات ولا البوارج في البحار، وإنما الذي يحمي لبنان من العدو الإسرائيلي ومن المؤامرات هم اللبنانيون عندما يتفقون ويتفاهمون فيصنعون بلداً حراً مستقلاً عزيزاً يفرضون احترامه على العالم، عندما نكون أقوياء نفرض احترامنا على الآخرين، ولذلك المقاومة والشعب والجيش هم صمام الأمان لهذا البلد".
وبخصوص أزمة الملف الرئاسي، لفت يزبك، إلى أن "على الجميع أن يدركوا ذلك ويتعاونوا من أجل الخروج من هذا الفراغ، فراغ رئاسة الجمهورية وأيضاً من استحقاقات أخرى سواء في قيادة الجيش أو غيرها، فعندما ينتظم الرأس وبانتخاب رئيس للجمهورية سوف تنتظم كل المؤسسات وليس على اللبنانيين إلا أن يلتقوا ويجتمعوا ويتفاهموا من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لكل اللبنانيين ينطلق من مصلحة لبنان ولخير اللبنانيين.. نحن أيدينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة لكل من يريد العزة والكرامة والسيادة للبنان. نحن معه ندافع عن هذا الوطن".