بيروت: جبار عودة الخطاط

ألقت الهدنة الإنسانيَّة في غزّة بهدوئها الحذر على جنوب لبنان لليوم الثالث على التوالي، في حين يستمر الطيران الصهيوني التجسسي خرقه لذلك بتحليقه من حين لآخر في سماء مزارع شبعا ومنطقة حاصبيا، وصولًا لأجواء البقاع الغربي وإقليم التفاح، بينما يحط الموفد الفرنسي الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان رحاله في بيروت الأربعاء المقبل للقاء الرئيسين بري وميقاتي.
أهالي المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة عادوا خلال الهدنة الإنسانية إلى منازلهم، ولاحظت "الصباح" حركة دؤوبة في شوارع المنطقة بعد أن كانت في الفترة التي سبقت الهدنة تخلو من ذلك وتقتصر على حركة العمليات العسكرية، فيما يتأهب مقاتلو حزب الله في خنادقهم تحسبًا لأي طارئ يمكن أن يحصل في الميدان.
إلى ذلك، من المنتظر أن يصل الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى العاصمة اللبنانية بيروت يوم الأربعاء المقبل، وتشير معلومات بهذا الصدد إلى أنَّ باريس تهدف إلى ضخ الروح مجددًا في ملف الاستحقاق الرئاسي بعد سبات طويل زادته أجواء العدوان الصهيوني حراجة، ومن المنتظر أن يلتقي لودريان عدة مسؤولين لبنانيين أبرزهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ولم ترشح حتى الآن الأفكار التي يحملها الموفد الفرنسي وهل لها صلة بالأحداث الساخنة في جنوب لبنان أم أنه سيركز جهده على إحياء ملف الرئاسة المعطل
في البلاد.
في غضون ذلك، أشار البطريرك الماروني الكاردينال، مار بشارة بطرس الراعي، إلى "أنّنا نشكر الله على الهدنة الإنسانية في غزة، ونرجو ونصلّي أن تصبح بهمّة أصحاب الإرادات الحسنة، وقفًا دائمًا لإطلاق النّار، وبدايةً لحل المشكلات بالتّفاوض. كما نشكر الله على وقف التّوتّر في جنوب لبنان، ونصلّي من أجل أن يستعيد الجنوب هدوءه، فيكفينا قتالًا وتدميرًا وتهجيرًا".
وشدد، خلال ترؤسه قدّاساً أمس الأحد في بكركي، على "أنّنا لا نقبل بمواصلة انتهاك الدستور وتحديدًا المادّة 49 منه، على حساب قيام الدّولة والمؤسّسات"، مخاطبًا الساسة بقوله: "وأنتم لا تنتخبون عمدًا رئيسًا للجمهوريّة منذ سنة وشهر، فيما الأوضاع الإقليميّة الدّقيقة للغاية تفرض وجود حماية للدّولة بشخص الرّئيس".