جبهة لبنان الجنوبية تتأهب لأي طارئ في الميدان

قضايا عربية ودولية 2023/11/28
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط


مقاربة بالغة الدقة والحساسية يتعامل بها حزب الله مع تطورات حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة تزامناً مع حرب الإبادة الطاحنة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، "حزب الله" التزم بما التزمت به حركة "حماس" في أيام الهدنة الإنسانية غير إنه أبقى العين مفتوحة للتعامل مع أي خرق من لدن الجيش الصهيوني في الميدان، الحزب رفض إعطاء أي ضمانات بعدم توسعه في العمليات العسكرية في خضم استمرار العدوان الصهيوني في غزة. 

وقد عبّر عن ذلك أمين عام الحزب وعدة مستويات قيادية، برغم الضغط الذي مورس عليه من قبل قوى دولية وإقليمية تواصلت مع الحزب عبر قنوات لبنانية حاثَّة الحزب على الإبقاء على سقف المناوشات النارية مع الجيش الصهيوني ضمن حدود قواعد الاشتباك، وهو ما عبر الحزب عن رفضه إبداء أي ضمانات طالباً أن يصار إلى الضغط على تل أبيب لإيقاف آلة قتلها المتوحشة في غزة.

ومع حالة الهدوء الحذر التي تسود جنوب لبنان في يوم الهدنة الرابع يترقب المراقبون مابعد الهدنة الإنسانية والسيناريوهات التي ستعقبها بلحاظ التصاعد اللافت في عمليات "حزب الله" ضد المواقع الصهيونية في الأيام الثلاثة التي سبقت الهدنة، وهنا علق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على مسألة الضمانات بقوله: "في هذه النفسية الإجرامية الموجودة لدى العدو الإسرائيلي بِقتل الأطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يمكن أن تعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يومياً ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية"،

مشيراً إلى أن "قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل تبقى كما هي، لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن إليها"، وأضاف "لا نريد حرباً ونحن طُلاّب سلام، لكن في نفس الوقت لا نريد لأحد أن يدنِّس الأرض اللبنانية"، وأعرب ميقاتي، خلال لقائه الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان، في إسطنبول أمس، عن تمنّيه استمرار الهدنة، في غزة، "لكي يبقى لبنان آمنا ًوهادئاً".

في السياق، أوضح النائب علي فياض خلال جولة له أمس الإثنين في القرى الحدودية جنوب لبنان، أن "المقاومة التي تدافع عن أمن القرى وحياة المواطنين، تبذل أيضاً كل ما في وسعها للحفاظ على استقرار هذه القرى وازدهارها ومؤازرة المواطنين للاستقرار في منازلهم وأرزاقهم"، منوّهاً بـ"صمود الأهالي وتجذُّرهم في أرضهم وإصرارهم على البقاء بقراهم رغم شراسة استهداف العدو لها، وسرعة عودة الذين غادروا"، ورأى أن "المقاومة كسبت الجولة الأولى في المواجهة مع العدو، وهي تأخذ كل احتياطاتها واستعداداتها للتعاطي مع احتمالات المرحلة المقبلة".