عبث متجدد

الرياضة 2023/11/28
...

خالد جاسم
*على مدى السنوات الماضية، كانت سمة المشاركات العبثية الخارجية حاضرة بقوة في مناهج الاتحادات الرياضية، التي كثيرا ما تحرص على إدامة زخم مثل تلك المشاركات، في بطولات ودورات لا تغني ولا تسمن من جوع على الصعيد الفني، بقدر ما تسهم فيه هذه المشاركات من عبث وضياع في الموارد المالية وتشتيت في الجهود البشرية الواجب أن يوظف كلاهما، المال والبشر، في طريقة صحيحة تعود بالنفع على الرياضة بشكل عام، وعلى الفعاليات المسؤولة عنها هذه الاتحادات التي جددت للأسف الشديد العزف على أنغام المشاركات الخارجية غير الهادفة واللامجدية، على الرغم من كل التوجيهات والمقررات والتوصيات التي تركزت على كبح جماح هوس السفر والمشاركة لأجل المشاركة في مختلف البطولات، التي يوصف العديد منها بالبطولات الهامشية، كما يندرج البعض الآخر منها تحت بند البطولات الوهمية التي تتكالب عليها الاتحادات الرياضية في مسعى صريح وواضح للفساد المالي والإداري الذي أضاع علينا الكثير من الأموال والجهود والزمن، وكان بالإمكان استثمار كل تلك الموارد في التخطيط الصحيح والمبرمج الذي يضمن النتائج والمكتسبات المفيدة، خصوصا في رياضات الإنجاز العالي، بدلا من الرضوخ والانبطاح لمنطق الطمع المادي والسياحة الترويحية التي تتحقق على حساب المال الرياضي العام.

الكثير من اتحاداتنا الرياضية أكدت أنها غير معنية بالمعالجات التي كثيرا ما صدرت من المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، بخصوص تقنين المشاركات الخارجية غير المنتجة أو المفيدة، وتوظيف الإمكانات في تطوير قدرات المدربين والطواقم التحكيمية وتنشيط البطولات الداخلية، والاهتمام بالقاعدة التي تتم من خلال الاستثمار الأمثل لرأس المال الرياضي المودع في ميزانيات هذه الاتحادات، والذي أكدت الأحداث والوقائع طوال السنوات السابقة عبثية التحكم به وتركيزه على الرحلات الخارجية التي تتجسد بشكل بطولات لم تقدم شيئا ذا منفعة لرياضتنا، مع أن المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية يتحمل جزءا من المسؤولية، لكون قراراته وتوصياته التي لم تطبق بالشكل الصحيح لم تنل المتابعة في التنفيذ، فظلت أشبه بحبر على ورق ليس إلا . وعندما نذكر هذه الحقائق، وهي ليست خافية في واقعنا الرياضي، نتمنى مخلصين أن توضع مسألة المشاركات الخارجية عديمة الجدوى والنفع في نظر الاعتبار، حتى لو تطلب الأمر إعادة النظر في مناهج الاتحادات الرياضية، وحجم ما وضعته من أموال تصرف لأجل عيون بطولات معظمها في الاسم فقط ..