وليد خالد الزيدي
في ظل إيغال قوات الاحتلال الصهيوني لفلسطين في إرهاق دماء الضحايا من المدنيين، تتزعم كل من امريكا وفرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى حراكا خفيا من نوع آخر أهم غاياته قطع الطريق تماما على أية إمكانية لعمل دبلوماسي فلسطيني أو عربي لاستصدار قرار من مجلس الأمن لانهاء أو ايقاف الحرب الشعواء التي تشنها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني أو هدنة إنسانية لايصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين في مناطق قطاع غزة رغم المناشدات الأمميّة لإنهاء الهجمات الوحشيَّة لقوات الاحتلال عليها.
المواقف الغربية المعادية للحق الفلسطيني تسعى إلى خلط الأوراق على كل من يرى الوجهة الحقيقية للاحداث الجارية في الاراضي المحتلة، فالمجتمع الدولي والمراقبون يرون أن الحراك العسكري الفلسطيني جاء ردّاً على اعتداءات مزمنة ومتواصلة للقوات المحتلة والمستوطنين الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية الذي جعل سكان تلك المناطق ضحايا لأساليب الاحتلال وبالرغم من كل هذا وقع قادة الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا منذ بدء العمليات العسكرية بيانا مشتركا أكدوا فيه دعمهم لإسرائيل جاء في نصه (نحن الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشار الألماني شولتس ورئيسة وزراء إيطاليا ميلوني ورئيس وزراء المملكة المتحدة سوناك والرئيس بايدن رئيس الولايات المتحدة نعرب عن دعمنا الثابت والموحّد لدولة إسرائيل وندين حركة حماس وأعمالها).
ومن أجل ذر الرماد في عيون الحكماء في المجتمع الدولي أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف أن وقف إطلاق النار في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة، مدعية ذلك في ردها أمام الكونغرس الأمريكي عندما سُئلت عما إذا كان وقف إطلاق النار يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين، وهذا الحديث يتناغم مع رفض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار في قطاع غزة من دون الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس من أجل هدنة إنسانية وفي ظل اعلان حماس احتجازها اسرى أثناء الهجوم على المدن والمستوطنات المحتلة في السابع من تشرين الاول الماضي. وبينما يطلق الجيش الصهيوني عمليات وحشيّة وغارات على قطاع غزة دعت حكومة الاحتلال جميع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة مهددة بتدمير مدينتهم وتحويلها إلى خراب، ويأتي بذات السياق رفض رئيس وزراء الاحتلال السابق نفتالي بينيت أي وقف لإطلاق النار بل دعا إلى تسريع العمليات العسكرية في قطاع غزة محذرا من تداعيات سلبية على الاستيطان إذا ما وافق على أي هدنة مشبها إيّاها في حال حصولها كالهدنة التي طلبتها المانيا في شتاء عام (1945) في الحرب العالمية الثانية بعد أن وعدت هي وحلفاؤها بعدم إيذاء المدنيين ولو حصلت تلك الهدنة لكانت الحرب استمرت حتى عام (1947) (كما زعم).
ووفقا لتلك الآراء وهذه التوجهات فإنّ أفضل طريقة يراها الغرب لإنقاذ أرواح الابرياء هي تسريع الأعمال العسكرية وتدمير حماس في غزة بمن فيها من اطفال ونساء وعائلات آمنة في بيوتها واستباحتها من قبل الآلة العسكرية الصهيونية المدججة بالاسلحة المحرمة والتكنولوجيا الحديثة، وبعد كل تلك الضحايا سينتهي الكابوس الذي يؤرق المحتل الصهيوني برمته كما تراه القوى الغربية.