قصائد الخياط على ذوق بيكاسو

ثقافة 2023/11/29
...

 أربيل: رائد العكيلي

يحاول الشاعر مصطفى الخياط عبر مجموعته «ثوب على ذوق بيكاسو» التشظي نحو اتجاهات متعددة من الحياة وإرهاصاتها وإفرازاتها، التي تترشح على مديات مختلفة، ومن ثم لتطل برأسها من مختلف زواياها وأبوابها وفتحاتها ومعابرها وثغراتها، وهو ينثر كلماته وتعابيره هنا وهناك، ليرسم عبرها لوحة سريالية يتداخل ويتمازج فيها الواقع بالتخيلات الميتافيزيقية المجهولة، والقابلة لكل التوقعات والتفسيرات مهما اقتربت أو تباعدت عن بعضها، هذا ما قاله رئيس الملتقى الثقافي المفتوح الدكتور بهنام عطاالله عبر الجلسة، التي أقام المركز الأكاديمي الاجتماعي لتوقيع مجموعته الشعرية، بحضور مثقفين وشعراء وغيرهم من الإعلاميين.
الجلسة التي كانت بالتعاون مع الملتقى الثقافي المفتوح، وشارك فيها العديد من الأدباء والنقاد بشهاداتهم ومداخلات، تناول الخياط نصوصه الشعرية وكذلك مشواره الأدبي، ومنجزه «ثوب على ذوق بيكاسو».
وقالت الشاعرة حياة الشمري التي ادارت الجلسة، إن «جمال اللغة عند الخياط ظاهرة واضحة في الومضات التي هي قصيرة جداً، لكنها مكثفة، فقد أجاد الشاعر وصف المرأة بكل ألوانها وتفاصيلها بطريقة ملفتة».
من جهته، قال الناقد طالب زعيان عبر مشاركته: نلاحظ أن مصطفى الخياط متأثر بالثقافات الأجنبية، وذلك من خلال المفردات التي استخدمها في نصوصه، فهو متقارب بالأسلوب مع اشعار (بابلو نيرودا).
وأضاف الناقد أن «للشاعر القدرة على الابداع بصور جديدة في استخدامه مفردات علم الرياضيات، بطريقة شعرية وكذلك في مزجه بالتطور التكنلوجي الذي نعيشه اليوم مع عالم التواصل الاجتماعي، مما يخلق المتعة الروحية لدى
القارئ».
وأشار إلى أن لغة الخياط سليمة جاذبة، فقد اجاد الشاعر في استخدام الفعل المضارع الذي يدل على الطلب مع النفي المتكرر، وفعل الأمر الذي جاء بطريقة الالتماس بين طرفين متساويين في المرتبة.
كما وقد تناول الخياط العديد من نصوص الشعرية، وخاصة المعنية بالمرأة.. تلك التي تقيم في ذاكرته الندية الغصة، وهو ما أشار إليه في قصائد لم تحمل عنوانا معينا، بل جاءت من دون عنوان، وكأنه يهمس لها، كما لم تقتصر نصوصه الشعرية على الغزل فحسب، بل كانت هناك حصة كبيرة للأم والوطن والفقراء.
يصف الخياط الأم بعباءتها الطويلة، لا سيما في الريف، قائلا: “طرف العباءة إذ يضم حصى الطريق/ كانت أظافرها نوافذ رحمة”.
وفي نص كان عنوانه “ثورة” قرأ الخياط: “عراقيون/ مهما فز جوع/ منحنا الخبز/ سُمرتَنا فطابا/ وأطفال تعروا مثل غصن/ نسجنا بالرموش/ لهم ثيابا”.
وكذلك نص آخر، قال الشاعر فيه: “كانوا سبعةَ إخوة سقفهم راحة يد/ يد حرب سحقوا إلا واحداً/ يربت على ظهر قطة ويقول/ بك سبعة أرواح/ ماذا ستخسرين لو أعطيت ستاً لإخوتي/ وعشت بواحدة”.