خيبتان آسيويتان

الرياضة 2023/11/29
...

د.عدنان لفتة

لم تتمخض الجولة الآسيوية الخامسة عن تحقيق الطموحات العراقية في الاقتراب من التأهل للمرحلة الثانية لبطولتي الأندية الأبطال وكأس الاتحاد بعد خيبتين للكبيرين الجوية والزوراء.
الصقور ودعوا تقريباً المنافسة الآسيوية بعد عجز تام عن التفوق على سابهان الإيراني الفائز بعشرة لاعبين ثم بتسعة دون قدرة عراقية على استثمار النقص العددي المؤثر في تشكيلة المنافسين.
الجويون افتقدوا اللاعب الحاسم في المباراة وغاب الحضور والتوفيق عن أبرز لاعبيهم المنشغلين بالتوتر، وفقدان التركيز (إبراهيم بايش، علي جاسم،  مهند عبد الرحيم) بل أن هدف النقاط الثلاث الإيرانية جاء من خطأ لا يغتفر، لأفضل مدافعيهم الشاب حمود مشعان.  الزوراء في المقابل فقد فوزاً مستحقاً أمام العربي الكويتي بعد تعادل جاء في الوقت القاتل باخفاق جديد للحارس الدولي جلال حسن الذي خيب الآمال في الظهور بدور المنقذ المؤثر في حماية عرين فريقه الباحث عن نقاط تؤمن انتقاله مع الأبطال المتأهلين لمجموعات غرب آسيا الثلاث. الزورائيون واجهوا ظروفاً صعبة بخوضهم المباراة منذ الدقيقة ٣٧ بعشرة لاعبين إثر طرد مدافعهم الشاب علي كاظم الذي افتقد لحسن التصرف في كرة مشتركة دفع فريقه ثمنها بطاقة حمراء قاهرة في مواجهة عصيبة.
الزوراء ما زال قريباً من التأهل في حال حقق الفوز في مباراته الأخيرة بالبصرة على الرفاع البحريني وهو أمر يحتاج إلى جهود مميزة تعزز حضورهم وتحسنهم في الشهرين الأخيرين لبلوغ التأهل الآسيوي المستحق.
الجوية كنا ننتظر منه تأهلاً يستحقه على وفق العروض الآسيوية والمحلية الرائعة للاعبيه،  لكن مشكلة فرقنا أنهم يذهبون بلا تحضير نفسي مناسب،   تسرعوا في كراتهم، فقدوا زمام المبادرة وأضاعوا كماً من الفرص السهلة السانحة أمام فريق ليس بقوة الاتحاد السعودي الذي سبق للجويين هزيمته وكسر شوكته.
تجربة آسيوية تأملنا تطورها ونجاحها بوصول ممثلنا الجوي العريق إلى مرتبة تليق به مع كبار أندية القارة. من جهته لابد الاشادة بجهود المدرب حسام البدري، مع الزوراء المتجاوز فقر أدواته الفنية نحو فريق يتحسن يوماً بعد آخر، مع محترفين هما الأفضل للفريق الأبيض خلال السنوات القليلة الماضية: كريستوفر، واوباري.  الخيبة أننا فقدنا فرصتي الحسم في الأمتار الأخيرة من دور المجموعات،  النجوم الذين انتظرناهم لحمل طموحاتنا وتأكيد استحقاقنا، غابوا في اليوم الموعود، بحثنا عن اشراقتهم في فرصة الحسم السانحة لكننا فرطنا فيها بأيدينا ولا نلومن إلا أنفسنا،  مجموعة الجوية تحت السيطرة بنتائجه مع منافسيه وهم ليسوا بأفضل منه، الزوراء هو الأفضل في مجموعته والمحبط أنه فقد أربع نقاط مهمة بتعادلين متكررين مع منافسيه المباشرين الرفاع البحريني والعربي الكويتي يفقد فيهما تفوقه في الوقت القاتل. استحقاقنا الطبيعي هو التأهل غير أننا تعاملنا معه ببرود ولا مبالاة في مباراتين تحتاجان إلى الحرارة والاستقتال لأجل الفوز وكسب النقاط الثلاث وكتابة صفحات مليئة بالتفاؤل تمنحنا الأمل بغد آسيوي مشرق ندخل فيه حلبة المنافسين وليس المغادرة من الباب الضيق.