بيروت: جبار عودة الخطاط
اعتبر النائب في البرلمان اللبناني قاسم هاشم، أن "التطورات في قطاع غزة فرضت حالة من الهدوء الحذر على المناطق الجنوبية الحدودية"، بينما أكد مصدر من حزب الله لـ"الصباح" أن "الحزب يراقب الوضع بدقة وهو ينخرط في المعركة بقوة ويتعامل مع الميدان وفقًا لتطورات معركة غزة"، وسياسيًا من المنتظر أن يحط الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، رحاله في بيروت اليوم الأربعاء، في زيارة وصفها المعنيون بأنها تصب في هدف إحياء جهود تفعيل الملف الرئاسي.
المصدر المذكور من "حزب الله"، أضاف في تصريحه أمس الثلاثاء، أن "الحزب يسجل حضوره منذ يوم 8 من الشهر الماضي كجبهة ساندة ومتضامنة مع الأشقاء في غزة، وقدمنا العديد من الشهداء على طريق القدس، لكننا أوقعنا خسائر مباشرة في صفوف العدو الصهيوني، وسنراقب الوضع في ضوء استمرار الهدنة وسيكون لكل حادث حديث".
بدوره، اعتبر النائب عن كتلة "حركة أمل" قاسم هاشم، أن "هذه التطورات بفعل الهدنة التي تم التفاهم عليها، ولم تصل إلى وقف إطلاق النار بعد، أبقت الإسرائيلي مستمراً في استفزازاته خلال اليومين الأخيرين، محاولا إعادة الاعتبار لجنوده ومستوطنيه".
وعن توقعه لما سيحدث بخصوص تمديد الهدنة أو عودة الاشتباكات في جنوب لبنان، أشار هاشم إلى أن "ما قد يستجد مرهون بتهور العدو الإسرائيلي ومغامراته، وفي كل الأحوال منذ البداية كان مسار التوتر على الحدود الجنوبية ومدى تطوره مرهونا بمجريات الميدان في غزة أو تهور الإسرائيلي في الجنوب".
من جهته، أعرب قائد قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان الجنرال ارولدو لازارو، عن مخاوف حقيقية من أنّ "أي تصعيد إضافي في جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة"، بينما أفادت مصادر صحفية أمس الثلاثاء بأنّ "مؤسسات معنيّة في "حزب الله"، وعلى رأسها "جهاد البناء"، أطلقت عملية الكشف على الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية، وبوشر بعملية دفع تعويضات في خضمّ المعركة، لدعم صمود من رغب مِن الأهالي بالبقاء في أرضه.
في الأثناء، شهد جنوب لبنان أمس الثلاثاء، حالة من الهدوء الحذر انسجامًا مع تمديد الهدنة الإنسانية في غزة يومين إضافيين، هذا الهدوء الحذر بات يخيم على القصبات والبلدات الحدودية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، مع ملاحظة للطيران المروحي التجسسي من طراز "ام كا" الذي ما برح يخرق ذلك الهدوء بين الحين والآخر فوق مزارع شبعا ومنطقة حاصبيا، وصولا حتى أجواء عرمتى والأحمدية في البقاع الغربي وإقليم التفاح.
هذا وتنتظر العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الأربعاء، وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في مهمة يقول المعنيون إنها تسعى لإعادة الجهود الفرنسية في الملف الرئاسي المتعثر، بعد حالة العقم التي اكتنفت ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان خلفًا للرئيس السابق ميشيل عون. زيارة لودريان إلى بيروت كان مقرّراً القيام بها بعد فترة قصيرة من زيارته الأخيرة، أي بين أواخر أيلول ومطلع تشرين الأول الماضيين، إلّا أنّ البرنامج تعدّل جراء معركة فلسطين في 7 تشرين الأول.