علي حنون
الذي يُتابع أحداث دوري نجوم العراق لكرة القدم في نسخته الأولى، يتسنى له بلورة رؤية تعتمد على تخصصه والكيفية، التي يُقيّم فيها أحداث ومُفارقات وفواصل الاستهلالة لمُنافسة تحمل دوري نجوم العراق، التي هي في حيثياتها وإطلالتها تُمثل خطوة البداية نحو دوري مُحترفين يسعى من يتصدى للمسؤولية في منظومة كرة القدم الى تطبيق معاييره الاحترافية الحقيقية، ولكن بواقعية الظروف وبالتالي، فان الحلم بهذا الصدد بدأ في محطات من الدوري بخطوة أولى ستعقبها خطوات أخرى تدريجياً وصولاً في النسخ القادمة الى أبعد نقطة من خلال تطبيق المعايير كلها..ولعلنا نتفق هنا ان كل منا ينظر الى الأدوار الأولى من نسخة الموسم الحالي بعين مُختلفة وحسب أساسنا المهني، الذي نُشيّد عليه رؤانا ونعتمد عليه في تنفيذ بناءات جديدة داعمة تصب في النهاية في رافد خدمة الكرة العراقية وتطورها الفني والإداري والتنظيمي والإعلامي. ندرك أنّ بيننا من يتمعن بالجزء المُمتلئ من الكأس كون أصحاب هذا الرأي يتطلعون لأن تتواصل الجهود الحثيثة، التي يبذلها الاتحاد العراقي لكرة القدم في سبيل ديمومة عوامل التوفيق، ولاسيما رئيسه عدنان درجال الذي فرزه عمله بين بقية أعضاء الاتحاد كونه من يتبنى الأفكار التطويرية ومن يتصدى لتنفيذها وهو مَن أرتضى أن يتحمل تبعاتها في حال كانت هناك تعثرات، وقلنا إن عمل درجال أفرز جهده مع اعتقادنا أن إدارة المنظومة ليست مُختزلة به وهناك مساندة مهنية حاضرة من قبل زملائه لكن الأنصاف يُحتّم علينا أن نأتي على ما يُقدمه هذا الرجل، الذي لولاه لما كانت الكرة العراقية تسير حالياً بهذا الاتجاه ولبقيت دواليب عجلة إدارة المنظومة تسير في حلقة الكيفية، التي يُمكن ان تُنفذ فيها أجندة الدوري الممتاز..وهنا لسنا بصدد كيل المديح بحق رئيس الاتحاد وإنما الركون الى أمر بات يُسلم به من قبل الجميع وهو أن درجال جاء للمنصب وفي جعبته عديد الأهداف وحارب الظروف وطواحين المعارضين من أجل إصابتها فكانت مُؤشرات النجاح حاضرة في كل خطوة يخطوها. وعودة الى تقييمنا لبدايات دوري نجوم العراق، فإننا نحرص على تعضيد الايجابيات من اجل تمييزها والثناء عليها ما يضعنا في خانة الشراكة المطلوبة لتحقيق غايات كانت فيما مضى مجرد أحلام يصعب رؤيتها واقعاً، فهناك النقل التلفازي المُميز وأيضاً تنظيم المباريات الناجح الى جانب الاستعانة بتقنية الفيديو (VAR) وسواها من الومضات، التي كانت غائبة، وهذه نتائج لعمل ستكون مُعطياته أفضل بكثير في المستقبل القريب..نعي أن هناك خشية وهناك من ينظر بعين أخرى الى السلبيات وبدورنا كمراقبين لا ننكر وجود السلبيات بل على العكس نُشخصها بمهنية من اجل تجاوزها عبر الخوض في الحلول المُتاحة، ولكن في ذات الوقت لا يُمكن أن نمنحها الفضاء الكبير، الذي يُغطي بظلاله على الحالات الناصعة..هي تجربة مهمة، تلك، التي نعيشها في نسخة هذا الموسم وعلينا - من باب المسؤولية - أن ندعمها ونُساندها من منصتنا لان العبور بها الى ضفة الفلاح سيعود على المسابقة وكرتنا الوطنية بالفائدة الجمة..وإذا كانت هناك مقارنة منصفة بين ما مضى من نسخ وهذه النسخة، فان المنطق يُحتم علينا الابتعاد عن (تهديم) جدار البناء وتصحيح المسار وأن ننأى بالنفس عن كل أمر من شأنه عرقلة المسيرة الجديدة وان نُؤطر سعينا بحلقات المهنية العالية لان القضية تتعلق بشأن عام وهو المصلحة العليا للكرة الوطنية.