«حماس» تمنح الضوء الأخضر لتمديد هدنة غزّة 4 أيام

قضايا عربية ودولية 2023/11/30
...

 القدس المحتلة: وكالات


أفاد مصدر مطلع لوكالة "فرانس برس"، أمس الأربعاء، بأنَّ حركة "حماس" أبلغت الوسطاء بموافقة المقاومة على تمديد الهدنة لأربعة أيام، فيما يتوقع أن تستمر الهدنة الحالية حتى الساعة السابعة من صباح اليوم الخميس بتوقيت القدس المحتلة بعد تمديدها يومين بالأساس.

وقال المصدر: إنَّ "لدى الحركة ما يمكنها من إطلاق سراح أسرى إسرائيليين محتجزين لديها ولدى فصائل المقاومة وجهات مختلفة خلال هذه الفترة ضمن الآلية المتبعة ونفس الشروط". وفي السياق، نقل عن مصدر إسرائيلي وجود مؤشرات على احتمال تمديد الهدنة بين إسرائيل و"حماس" يومين إضافيين لإخراج مزيد من المحتجزين من غزة، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.

وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية، أنه تم إبلاغ عائلات المزيد من الرهائن الإسرائيليين بأنه سيتم إطلاق سراح ذويهم من غزة في وقت لاحق، فيما أكد مكتب نتنياهو تسلم قائمة المحتجزين الذين سيطلق سراحهم من غزة.

وكانت إسرائيل قد تسلمت، أمس الأول الثلاثاء، 10 محتجزين من بينهم قاصر و9 نساء، إضافة إلى شخصين يحملان الجنسية التايلاندية، وذلك في اليوم الخامس من الهدنة المؤقتة مع حركة "حماس"، وبموجب التفاهمات فإنَّ إسرائيل أفرجت عن 30 أسيراً فلسطينياً من سجن عوفر ومركز احتجاز آخر في القدس. 

ويبلغ إجمالي عدد المحتجزين الذين أطلقت "حماس" سراحهم منذ بدء الهدنة يوم الجمعة الماضي 81 هم 60 من النساء والأطفال الإسرائيليين و21 من المواطنين الأجانب، بدورها أطلقت إسرائيل بموجب الهدنة حتى الآن سراح 150 أسيراً فلسطينياً.

في الأثناء، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنَّ مدير وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" وليام بيرنز وصل إلى قطر أمس الأول الثلاثاء، لعقد اجتماعات مع رئيس المخابرات الإسرائيلية ديفيد برنيع ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بهدف التوسط في صفقة رهائن كبيرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ويسعى بيرنز إلى توسيع نطاق تركيز المفاوضات الجارية بين إسرائيل و"حماس" بشأن المحتجزين، لتشمل إضافة إلى النساء والأطفال، إطلاق سراح الرجال والعسكريين أيضاً، ويضغط كذلك من أجل إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين لدى "حماس"، وهم 8 أو 9، حسب مسؤولين أميركيين. وقال مسؤول أميركي: إنَّ "بيرنز سافر سراً إلى الدوحة لعقد اجتماعات تتعلق باستمرار المفاوضات بين إسرائيل و(حماس) بشأن الأسرى"، وقد اختاره الرئيس جو بايدن بسبب علاقاته الواسعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة داخل جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، حيث "يستمعون إليه ويحترمونه بشدة"، حسب مصدر مطلع.

وقال ناتان ساكس، الباحث الإسرائيلي في معهد "بروكينغز": إنَّ "ديفيد برنيع هو الشخص الإسرائيلي الرئيس في هذه المفاوضات، لأنه الشخص المخول بالتحدث نيابة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خاصة أنَّ وزيرة الاستخبارات جيلا غملئيل ووزير الخارجية إيلي كوهين، خارج دائرة ثقة نتنياهو، مما يجعل اجتماعات بيرنز مع نظيره نقطة محورية لعقد الصفقات".

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ المسؤولين الأميركيين يطالبون بهدنة أطول لإطلاق سراح المحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ولكن إسرائيل لا تقبل بأكثر من 10 أيام قبل استئناف العمليات العسكرية، بعد أن كرّر نتنياهو تعهده بالعودة إلى القتال قائلاً: "سوف نعود بكل قوة لتحقيق أهدافنا، القضاء على (حماس) وضمان عدم عودة غزة إلى ما كانت عليه"، بحسب زعمه.

إلى ذلك، هدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بحلِّ الحكومة الإسرائيلية في حال التوصل لوقف شامل للحرب في غزة، فيما وجّه رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك صفعة سياسية لنتنياهو.

الخلافات بشأن غزة تهز أركان حكومة بنيامين نتنياهو، فمع تزايد الدعوات الغربية والدولية لوقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة في ضوء الهدنة المؤقتة، تشتعل جذوة التحدي من قبل بن غفير، حيث أعلنها بكل صراحة وبلا مواربة بأنه سيحل الحكومة في حال التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.