240 شهيداً منذ انتهاء الهدنة في غزّة

قضايا عربية ودولية 2023/12/03
...

 القدس المحتلة: وكالات

شنّت طائرات وزوارق الاحتلال الصهيوني الحربيَّة أمس السبت، هجوماً عنيفاً على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، ومدينة دير البلح وسطه، أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، في اليوم الثاني من انتهاء الهدنة الإنسانيَّة، وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 240 شخصاً في الأقل في القطاع منذ انتهاء الهدنة صباح أمس الأول الجمعة، وإصابة أكثر من 650 آخرين في مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي من الزوارق الحربية على مناطق قطاع غزة.
وأضافت الوزارة أنَّ القوات الصهيونية دمرت عشرات البيوت والبنايات السكنية على ساكنيها في خان يونس جنوبي القطاع، وأنَّ من بين الشهداء 50 شخصاً في رفح جنوب القطاع.
واستهدف طيران الاحتلال محيط سوق اليرموك وسط مدينة غزة، ودمر 3 منازل و3 مساجد في خان يونس جنوبي القطاع صباح أمس السبت، وأحدث القصف والغارات الصهيونية ليل الجمعة أحزمة نارية، واستهدف القصف محيط مدرسة في خان يونس تؤوي أعداداً كبيرة من النازحين. كما فتحت زوارق حربية صهيونية نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة على المناطق الساحلية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأسقطت عشرات القنابل المضيئة في سماء المدينة، وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة أنَّ الزوارق الصهيونية الحربية كثفت قصفها لساحل خان يونس، وأضافت أنَّ مدفعية الاحتلال قصفت أيضاً بشكل عنيف بلدة القرارة شمال شرق خان يونس.
وكان جيش الاحتلال استهدف أمس مباني سكنية في أنحاء القطاع، وفي مخيم جباليا وسط غزة، كما قصف مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تؤوي نازحين.
وأعلن جيش الاحتلال قصفه أكثر من 400 موقع في القطاع، منها أكثر من 50 في خان يونس جنوب القطاع الذي يعده “منطقة آمنة”، منذ انتهاء الهدنة أمس، واصفاً المواقع بـ”الأهداف”.
وواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزّة بعد دقائق من انتهاء الهدنة المؤقتة أمس الأول الجمعة، وسط محاولة الوسطاء استئناف الهدنة، غير أنهم قالوا إنَّ القصف الصهيوني يعقد المحاولات الرامية لوقف القتال مرة أخرى.
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني في غزة، أمس السبت، أنه انتشل 300 جثة من مستشفى الشفاء ومحيطه، في مدينة غزة، شمال القطاع، خلال أيام الهدنة التي استمرت 7 أيام.
وقال المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني محمود بصل: “انتشلنا من مستشفى الشفاء ومحيطه 300 شهيد خلال أيام الهدنة”، مضيفاً أنَّ “أعداداً كبيرة من الشهداء في محيط مستشفيات القدس والرنتيسي والنصر بمدينة غزة لم تستطع الفرق انتشالها بسبب تواجد قوات الاحتلال”، وأكد المتحدث الحاجة بشكل ضروري وعاجل إلى آليات للاستمرار في العمل وانتشال جثامين المواطنين من تحت الأنقاض. وكانت القوات الصهيونية المتوغلة في قطاع غزة، اقتحمت مستشفى الشفاء بزعم أنَّ مقاتلي “حماس” يعملون من عدة أماكن في أنفاق تحت المستشفى، وهو ما ثبت كذبه تحت مرأى ومسمع العالم.
واشتبكت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة مع قوات الاحتلال في محاور شمال وجنوب مدينة غزة أمس السبت، تزامناً مع إطلاق رشقات صاروخية على مستوطنات غلاف غزة.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها استهدفت تجمعات لآليات الاحتلال شمال المنطقة الوسطى بثلاث طائرات مسيّرة من طراز “الزواري الانتحارية”، ودوّت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى وجميع المناطق الممتدة جنوبها بعد استهدافها للمرة الثانية.
وكانت كتائب القسام أعلنت قصف تل أبيب برشقة صاروخية رداً على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.
من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها تخوض اشتباكات ضارية مع القوات الصهيونية المتوغلة في حي الشيخ رضوان ومحاور شمال غرب وجنوب غزة، وأضافت أنها قصفت مستوطنة كيسوفيم برشقة صاروخية، وكانت سرايا القدس أعلنت قصفها مواقع في تل أبيب وعسقلان والقدس المحتلة ومدن العمق في الكيان الصهيوني برشقات صاروخية مكثفة، كما جاء في بيانها.
إلى ذلك، كشف مسؤولون أميركيون أنَّ الولايات المتحدة زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى لاستخدامها في الحرب ضد حركة “حماس” في غزة.
وذكر المسؤولون لوسائل إعلام أميركية أنَّ واشنطن أمدّت تل أبيب بما يقرب من 15 ألف قنبلة، و57 ألف قذيفة مدفعية، تقدر قيمتها بملايين الدولارات، وأضافوا أنَّ الزيادة الكبيرة في إمدادات الأسلحة، بدأت بعد وقت قصير من هجوم “حماس” المباغت على إسرائيل في 7 تشرين الأول الماضي، واستمرت في الأيام الأخيرة.
وأشار المسؤولون إلى أنه من ضمن القنابل التي أرسلتها واشنطن إلى تل أبيب، 100 قنبلة خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل برأس حربي «BLU-109» مصمم لاختراق الخرسانة قبل أن ينفجر.
وانتقد التقرير الولايات المتحدة التي تحث تل أبيب على مراعاة منع وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، بينما تزودها بالعديد من الذخائر المستخدمة في القصف.
من جانبها، حمّلت حركة “حماس” المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية، المسؤولية عن استمرار الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
في غضون ذلك، طغى استئناف الحرب الصهيونية المدمرة في غزة الجمعة على مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28) المنعقد في دبي، حيث انسحبت بعض الوفود، وألغى زعماء كلماتهم، في حين تغيب آخرون عن الحدث.
ووصف رئيسا كولومبيا وكوبا هذه الحرب بأنها “إبادة جماعية”، وتغيّب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن قائمة المتحدثين النهائية بعدما كان اسمه مدرجاً فيها، ولم يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القمة، على الرغم من أنه كان من المقرر أن يكون أول المتحدثين.
وانسحب الوفد الإيراني فجأة من المؤتمر احتجاجاً على الوجود الرسمي الإسرائيلي، الذي وصفه رئيس الوفد وزير الطاقة علي أكبر محرابيان بأنه “يتعارض مع أهداف المؤتمر وتوجهاته”، وكان الإعلام الرسمي الإيراني أفاد الخميس بأنَّ الرئيس إبراهيم رئيسي لن يحضر المؤتمر
وسينوب عنه محرابيان.