علي حسن الفواز
يُعيد الكيان الصهيوني وحشيَّة حربه الملعونة على غزّة، وبنزقٍ عدواني يتجاوز كلَّ الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية، وكأنه يضع الهُدن التي تم الاتفاق عليها في سياق بحثه عن أوهامٍ تُعرّي فشله في تحقيق أهدافه العدوانية.
استمرار القصف وتدمير البيوت وقتل المدنيين يكشف عن ضعف الإرادة الدولية في كبح استهتار الكيان وغروره، وربما يؤشر وجودَ ضوء أخضر لدعم العدوان وتحويل المدن إلى ميدانٍ لحرب مفتوحة، رغم أنَّ معطيات الأيام الماضية فضحت أوهام الصهاينة في العثور على أيّ نفق للمقاتلين الفلسطينيين، أو حتى أماكن للأسرى، لتكون عودة العدوان، وبهذا التوحش تسويغاً لحساباتٍ سياسية وأمنية يتذرّع بها الكيان، وهو يواجه ضغطاً عالمياً كبيراً، ومواقف إنسانية تُندد بما يرتكبه من جرائم حرب تستهدف المدنيين.
ما تتحدث به الجهات المعنية في وزارة الصحة داخل قطاع غزة يكشف عن كارثية الواقع الصحي، وعن عدم القدرة على إنقاذ الضحايا، واستنزاف الإمكانات، وكأنَّ هذا العدوان بات قريناً برسمِ أهدافٍ “جيوسياسية”، على مستوى التوهم باصطناع واقع أمني في المنطقة، أو على مستوى تحقيق نتائج لوجستية عبر استمرار هذا القصف، وإخضاع القطّاع إلى توصيف أمني وليس إنسانياً، وهذا يعدّ جريمة كبرى، واستخفافاً بالمطالب الدولية التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، ومنع قتل المزيد من الأطفال وتدمير البنى التحتية الصحية والخدماتية والعمرانية، مطالبين “المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لإنقاذ الوضع الصحي المتأزم بالقطاع”.
من جانب آخر، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية أدهانوم غيبريسوس “إنه يشعر بالقلق البالغ من تجدد الاشتباكات في قطاع غزة”، مشدداً على ضرورة “إعلان وقف دائم لإطلاق النار، لأنَّ النظام الصحي أُصيب بالشلل هناك، وأنَّ غزة لا تستطيع تحمل خسارة المزيد من المستشفيات أو أسرة المستشفيات”.
الإصرار على ارتكاب جرائم الحرب في غزة بات سلوكاً عنصرياً، وممارسة لا تختلف عمّا ارتكبته النازية في حروبها، والتي عانت منها أوروبا التي يدعم زعماؤها العدوان بالمواقف والتسليح وعدم تحمّل المسؤوليات الإنسانية والأخلاقية والقانونية في العمل على وقف هذه الجرائم بحق المدنيين، والتي تنقلها الفضائيات ووكالات الأنباء الغربية دون رادع أو إجراء يمنع الصهاينة من غلوهم واستهتارهم بالأعراف والمواثيق والاتفاقات الدولية.