القدس المحتلة: وكالات
كثَّف الكيان الصهيوني أمس الأحد غاراته الجوية على المنازل والمرافق المدنية في غزة، مما أدى لسقوط أكثر من 700 شهيد وآلاف الجرحى خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين أكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها قتلت عدداً كبيراً من جنود الاحتلال في المعارك البرية في القطاع.
وفي ثالث يوم منذ انهيار الهدنة المؤقتة، واصل الطيران الصهيوني قصف مختلف المدن والأحياء في قطاع غزة، وقد دمر القصف مسجداً في حي التفاح شرق مدينة غزة، وشن الاحتلال المزيد من الغارات على مخيم جباليا الذي شهد عدة مجازر في الأيام والأسابيع الماضية، ويواصل الاحتلال القصف المدفعي والجوي على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما شنَّ الاحتلال أيضاً غارات على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بالتزامن مع قصفها بالدبابات. وأعلن المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الأحد، استشهاد أكثر من 700 مواطن فلسطيني في غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية إثر الغارات الصهيونية.
ومن جانبها، قالت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" إنها تمكنت من قتل عدد كبير من جنود الاحتلال بعد تفجير عبوات في تمركز لهم يضم 60 جندياً شرق "جحر الديك" في غزة. وكانت القسام كبّدت الاحتلال سابقاً خسائر فادحة في منطقة "جحر الديك".
وقالت الكتائب، إن عناصرها هاجموا تجمعاً لجنود صهاينة في قطاع غزة، وأوقعوا عدداً كبيراً من القتلى، وأوضحت أن مقاتليها زرعوا 3 عبوات مضادة للأفراد بشكل دائري حول التمركز، ثم فجروها في الجنود، وأفادت بأن أحد مقاتليها أجهز على من تبقى من أفراد القوة، ومن ثم انسحب مقاتلو "حماس" إلى مواقعهم، بعد إيقاع عدد كبير من القتلى في صفوف الجنود الصهاينة.
وبالتزامن مع خوضها للمعارك البرية، واصلت المقاومة الفلسطينية قصف تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة، ونشر الإعلام العسكري التابع لكتائب القسام مشاهد لرشقة صاروخية كبيرة كانت متوجهة نحو تل أبيب وضواحيها، وقد دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب وعدة بلدات، وقالت القناة 12 العبرية إن خللاً في أحد صواريخ القبة الحديدية أدى إلى فشله في اعتراض صاروخ بإحدى ضواحي تل أبيب، كما دوّت صافرات الإنذار أمس الأحد في مستوطنات غلاف غزة، تحذيراً من صواريخ المقاومة الفلسطينية.
كذلك، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت تجمعات لجنود الاحتلال وخاضت معهم معارك ضارية في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته واصلت إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.
ومنذ انتهاء الهدنة واستئناف الحرب الصهيونية، هاجم جيش الاحتلال ما يزيد على 400 هدف في جميع أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان الصهيوني في السابع من تشرين الأول الماضي إلى 15 ألفاً و207 شهداء، و40 ألفاً و652 مصاباً.
في غضون ذلك، كشف جيش الاحتلال الصهيوني عن أسماء ورتب عدد من كبار ضباطه الذين قتلوا في الحرب الجارية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وذكر من بين القتلى 4 برتبة عقيد و6 برتبة مقدم.
والقتلى العقداء هم: العقيد أساف حمامي (41 عاماً)، قائد لواء الجنوب في فرقة غزة، قتل في هجوم السابع من تشرين الأول وجثته محتجزة بغزة، العقيد يوناتان شتاينبرغ (42 عاماً)، قائد لواء ناحال، قتل في تبادل إطلاق نار قرب كرم أبو سالم، العقيد ليئون بار وهو ضابط كبير في فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، العقيد روعي يوسف ليفي (44 عاماً)، قائد الوحدة المتعددة الأبعاد، وكان الجيش الصهيوني أعلن في وقت سابق مقتل ضابط من اللواء السابع فجر السبت خلال المعارك الدائرة وسط قطاع غزة.
ووفقاً لآخر حصيلة رسمية، فقد قتل من الجيش الصهيوني 398 جندياً وضابطاً منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، بينما يؤكد مراقبون وخبراء أن عدد القتلى أضعاف هذا الرقم.
سياسياً، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، : إن الولايات المتحدة لن تسمح لحركة "حماس" بالانتصار، وحذّر الدولة العبرية من هزيمة ستراتيجية إذا لم تلتزم بحماية المدنيين في قطاع غزة.
وخلال خطاب له أمام منتدى ريغان الدفاعي في ولاية كاليفورنيا، شدد أوستن على أن الدعم الأميركي لتل أبيب ليس خاضعاً للتفاوض، وقال :"إن دعمنا لأمن (إسرائيل) غير قابل للتفاوض، ولن يكون كذلك أبداً؛ في (إسرائيل) وأوكرانيا، تحارب الديمقراطيات أعداءً عديمي الرحمة يسعون إلى إبادتها ونحن لن نترك (حماس) أو بوتين ينتصران"، بحسب مزاعم وزير الدفاع الأميركي.