الريادة والتجدد

اقتصادية 2019/05/16
...

د. باسم الابراهيمي

تشكّل الصحافة الورقيّة علامة مهمة في تاريخنا الثقافي لما لعبته من دور في تشكيل الاحداث اليومية وعلى الصعد كافة، وفي الوقت الذي تنبّأ البعض فيه بموت هذا النوع من الصحافة وان المنصات الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ستكون البديل التام لطرح الرأي وايصال المعلومة، الا اننا وجدنا أن الاستثناءات كانت حاضرة لتؤكد امكانية الصحافة الورقية على البقاء والمنافسة اذا ما توفرت لدى اداراتها والعاملين عليها القدرة على الريادة والتجدد في التعامل مع معطيات الواقع وهموم الناس اليومية وامكانية الحفاظ على الموضوعية في تناول الاخبار ودقة تحليلها، والصباح يمكن ان تكون خير مثال على ذلك.
وقدر تعلق الامر بالمجال الاقتصادي يمكن القول ان الصفحة الاقتصادية في “الصباح” استطاعت تحقيق السبق في احيان كثيرة بالخبر والمعلومة، فضلا عن دورها في التحفيز والاهتمام بالعديد من المواضيع ووضعها على طاولة الحوار مع نخبة من المتخصصين لتشخيص مواطن الخلل الاقتصادي عبر النقد البناء في مسيرة نضجت بالتجربة لتصل الى ما هي عليه اليوم، فهي تسعى الى الارتقاء بالطرح والمهنية في المعالجة والحيادية بالرأي بما يخدم الاهداف الوطنية بعيدا عن الاهداف الذاتية او المرحلية وهذا ما يبدو واضحا لمتابعيها، إذ استطاعت ان تعلن عن كونها نافذة للجميع دون استثناء، وهذه الحقيقة لمستها من خلال تجربتي مع الاخوة في “الصباح الاقتصادي” خلال السنتين الماضيتين، اذ استطعنا من خلالها طرح الآراء والافكار الاقتصادية التي نعتقد باهميتها بكل حرية.
لقد أسهمت “الصباح الاقتصادي” خلال السنتين الاخيرتين على اقل تقدير ان تغطي العديد من المواضيع المهمة وربما يكون من ابرزها تغطية فعاليات اسبوع الشمول المالي الذي اقيم بالتعاون بين البنك المركزي العراقي والمصارف العراقية وهذه التغطية لم تكن مجرد واجب صحفي بقدر ما كانت تمثل واجبا وطنيا لاهمية التوعية في هذا المشروع المهم الذي يتم العمل على تحقيقه الان في العراق، فضلا عن تشخيص العديد من مواطن الخلل في عمل المؤسسات الحكومية والخاصة بما يؤهلها للعب دور أكبر في الاقتصاد، اخيرا لا بدَّ من كلمة شكر لكل العاملين في “الصباح” في ذكرى تأسيسها وعلى وجه الخصوص الاخوة في الصفحة الاقتصادية مع أمنياتي للجميع بالتوفيق وكل عام والصباح أكثر تألقا.