القدس المحتلة: وكالات
أعلن مصدر طبي في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، عن استشهاد 40 فلسطينياً صباح أمس الثلاثاء، جرَّاء غارات صهيونية استهدفت مناطق في خان يونس جنوبي القطاع، وذلك في اليوم الـ60 من العدوان على غزة، بينما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن مصدر استخباري صهيوني أن حركة «حماس» استعانت بجاسوس «إسرائيلي» لتنفيذ هجومها في 7 أكتوبر / تشرين الأول.
ووصل عشرات الشهداء والمصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس على متن سيارات مدنية وعربات، بعدما حالت كثافة الغارات الصهيونية دون وصول سيارات الإسعاف إلى مناطق تعرضت لقصف مكثَّف من طائرات الاحتلال، ووصلت قوات الاحتلال لمشارف منطقة بني سهيلا شرق خان يونس.
كما استهدفت الغارات منازل في جباليا أدت لسقوط عدة شهداء، واستشهد 10 فلسطينيين في قصف صهيوني لمنازل في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وكانت طائرات الاحتلال شنَّت غارات ليلية عنيفة على شمال القطاع، واستهدفت بعض الغارات محيط مستشفى كمال عدوان، حيث تجمعت أعداد كبيرة من النازحين داخل المستشفى، وأظهرت مشاهد من داخل المستشفى تداعيات الغارات الكثيفة، كما أظهرت مشاهد مصورة سماع دوي إطلاق نار واشتباكات في مدينة غزة، بالتزامن مع غارات عنيفة شنَّتها الطائرات الحربية الصهيونية، وقصف مدفعي استهدف حيي الشيخ رضوان والنصر بمدينة غزة.
في المقابل، أعلنت المقاومة الفلسطينية في غزة إطلاق رشقة صاروخية على بئر السبع جنوبي الكيان الصهيوني، في حين قال جيش الاحتلال إنه اعترض 7 صواريخ أطلقت على منطقة النقب صباح أمس الثلاثاء، وفي وقت لاحق، ذكرت القسام أن مقاتليها استهدفوا 3 آليات صهونية بقذائف “الياسين 105” شرق مدينة خان يونس.
من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إنها استهدفت آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفة “آر بي جي” قرب مخبز العودة شرق خان يونس.
وأعلن جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، مقتل ضابط وجنديين من سلاح المدرعات في قطاع غزة خلال الليلة الماضية، مشيراً إلى إصابة 4 آخرين بجروح خطيرة، بينهم ضابط من وحدة المظلات، ليرتفع عدد القتلى إلى 404 منذ بداية العدوان على غزة.
في الأثناء، بدأ الجيش الصهيوني هجوماً على جنوب غزة، وفقاً لتحليل صحيفة “نيويورك تايمز” لصور الأقمار الصناعية، وهو دليل على عملية طال انتظارها بالنسبة للكيان، ويمكن أن تقرر مصير حربها مع “حماس” وتسبب المزيد من المخاطر للمدنيين الفلسطينيين.
وتقدمت القوات الصهيونية الآن إلى الجزء الأخير من القطاع الذي كان تحت سيطرة “حماس” الكاملة، بعد الاستيلاء على أجزاء كبيرة من شمال غزة منذ أواخر تشرين الأول الماضي، وتحركهم هذا يمهِّد الطريق لما يرجَّح أن تكون المعركة الحاسمة في الحرب المتمثلة في المواجهة في خان يونس، أكبر مدينة في الجنوب، حيث يعتقد المسؤولون الصهاينة أن القيادة العسكرية والسياسية لـ”حماس” بحثت عن مأوى هناك منذ فرارها من الشمال.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة التي تم جمعها في الساعة 9 صباحاً الأحد بالتوقيت المحلي وحللتها صحيفة “نيويورك تايمز”، أن الجيش الصهيوني وصل إلى موقع جنوب دير البلح، على بعد حوالي 3 أميال شمال وسط مدينة خان يونس.
ورفض الجيش الصهيوني التعليق، لكن جنرالاته قالوا في الأيام الأخيرة إن قواته تعمل في جميع أنحاء قطاع غزة، دون توضيح ما يعنيه ذلك.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن حركة “حماس” استعانت بجاسوس من داخل “إسرائيل” لجمع المعلومات التي استخدمتها في هجومها المباغت وغير المسبوق في 7 أكتوبر / تشرين الأول.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر استخباري “إسرائيلي” لم تذكر اسمه أن الجيش عثر على خطط تفصيلية لحركة “حماس” بعد الهجوم، ومن بين هذه الخطط خريطة مفصلة لقاعدة عسكرية “إسرائيلية” جرى تجميع معلوماتها بشكل شبه مؤكد عن طريق جاسوس.
وقالت “الغارديان”، إن خطط “حماس” بشأن الهجوم قدمت إلى صحفيين أجانب، تتضمن خريطة تفصيلية لقاعدة عسكرية “بشكل يفوق ما يحتاج إليه الجيش (الإسرائيلي) نفسه”، وأضاف المصدر، أن “تجميع خريطة كهذه ما كان ليتم لولا استخدام معرفة داخلية (داخل الجيش)، وبشكل شبه مؤكد من جاسوس مرتبط بـ(حماس)”.
ومنذ اللحظات الأولى لهجوم حركة “حماس”، الذي أطلقت عليه “طوفان الأقصى”، كان من الواضح أن لدى الحركة معرفة عميقة بطريقة عمل الجيش الصهيوني، وعلى سبيل المثال، كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” عن أن مقاتلي “حماس” اقتحموا موقعاً تابعاً للمخابرات العسكرية الصهيونية “أمان” لا يعرفه إلا من يعمل فيه.