غياب البرامج وحضور الإغراءات المادية في {الدعاية الانتخابية}

العراق 2023/12/06
...

 بغداد: حيدر الجابر


تشهد العملية الانتخابية دعاية إعلامية تقوم بها الأحزاب السياسية أو المرشحون المستقلون للحصول على أكبر قدر ممكن من الأصوات التي تؤهلهم للوصول إلى مجالس المحافظات، وسط تساؤل عن نسبة المشاركة المتوقعة.

وأنفقت الأحزاب السياسية أموالاً طائلة على دعايات ملأت الشوارع والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، فيما حدثت ردود فعل سلبية انتهت برفع بعض صور المرشحين من الشوارع أو تمزيقها، وهو الأمر الذي يعد مخالفة قانونية تستوجب المحاكمة.

ووصف الكاتب والصحفي محمد وذاح، الدعاية الانتخابية بـ"غير المسؤولة"، منتقداً ظاهرة استخدام إمكانيات الدولة في السباق الانتخابي.

وقال وذاح لـ"الصباح": إن "الدعاية الانتخابية غير مسؤولة في أغلبها، وهي تستميل الناس على أساس مصالح آنية ومادية وليس ستراتيجية مهمة تفيد الناس مستقبلاً من خلال مجالس المحافظات"، وأضاف "يجري استثمار إمكانيات الدولة ورواتب الرعاية واستمالة الناخب بالمواد العينية والمادية ومحاولة شراء ذممم البعض"، منبهاً إلى أن "المرشح أو الكتل السياسية فاعلة فقط في موسم الانتخابات بينما تختفي في بقية أيام السنة، وهذا الموضوع غير مسؤول ويكشف عن ضعف في الرؤية السياسية" .

وتابع: "يجب تقديم رؤية ومنهاج وأهداف يعمل عليها المرشح للانتخابات، تدعم رؤيته ورؤية حزبه وتكمل مشاريع الدولة"، وانتقد ظاهرة "إغراء الناخب أو شراء ذمته"، واصفاً إياها بـ"الخلل والضعف، وهي ثقافة موجودة منذ 2003 حول الأدوات التي يستخدمها المرشح" .

ولفت، إلى أن "بعض الكتل تحاول استخدام الشعارات التي ترتبط بمؤسسات الدولة لاستمالة الناخبين، وهذا بحد ذاته خرق للقانون لأنه يستثمر مؤسسات الدولة"، وبيّن أن "رقابة مفوضية الانتخابات لا ترقى لمستوى المسؤولية في ظل وجود خروقات" .

بدوره، يؤكد الكاتب والصحفي سلام الزبيدي، أن العديد من المرشحين يسعى للمنصب من أجل السلطة أو الوجاهة، منتقداً أساليب الدعاية التي يقوم بها بعض المرشحين.

وقال الزبيدي لـ"الصباح": إن "الدعاية الانتخابية وعلى مدار الدورات الانتخابية السابقة - سواء كانت محلية أم برلمانية - لم ترتق إلى مستوى طموح الناخب، الذي يرغب ببرامج انتخابية ناضجة قادرة على خلق حالة جديدة على مستوى تمثيله في مجالس المحافظات أو البرلمان"، وأضاف "ما زال المرشح يسعى للوصول إلى المنصب لأجل الوجاهة والسلطة أو الحصول على وظيفة، لذلك تجد الأعم الأغلب لا يمتلك أدنى فكرة عن دوره في مرحلة ما بعد فوزه في الانتخابات" .

وأكد، أن "هذا بات جلياً عند متابعة بعض طروحات الدعاية الانتخابية للمرشحين، الذين يهبون ما لا يقدرون عليه للناخب، والبعض الآخر يغري الناخب بالمال وكارتات الموبايل ووجبات الغذاء"، ونبّه إلى "عدم وجود أسلوب الإقناع بالطرح الواقعي،  وبالمشروع الانتخابي الذي يغري الناخب لاختياره" .

ولفت الزبيدي، إلى أن "بعض الدعايات الانتخابية استخدمت أموالاً طائلة، وهذا خلق حالة من عدم التوازن بين المرشح المستقل غير المدعوم من كتلة وحزب ثري، و الآخرين الذين يمتلكون الأموال لهدرها على البوسترات والندوات والمهرجانات الكبرى التي تعقد بهذا الصدد"، وتوقع أن "تلك الممارسات سوف تضمحل في حال زيادة وعي المواطن في اختيار من يمثله، وهذه المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية والمنظمات المعنية بهذا الجانب" .


تحرير: محمد الأنصاري