كاساس.. خيارات منطقية

الرياضة 2023/12/07
...

علي حنون

وقفنا أخيرا على اختيار مدرب منتخبنا الوطني الإسباني خيسوس كاساس لتشكيلة قوامها (50) لاعبا، لتمثيل منتخبنا الوطني في خطوة أولى لاعتماد القائمة، التي سيخوض بها أسودنا مُعترك كأس آسيا الشهر المقبل في قطر، ومن الوهلة الأولى يَتبيّن للجميع منطقية التسمية، التي جاءت واقعية يُلامس فيها الجهاز الفني مُؤشر الأداء لكل لاعب، إلى جانب الإنصاف الذي كان حاضرا في عملية الاستدعاء، بحيث أنه حتى الذين يُشكلون باستمرار على رؤية المدرب الإسباني في اختيار الوجوه، بدت علامات المُؤازرة لقرار المدرب ظاهرة وواضحة لديهم. 

نحن - كمتابعين ومعنيين - في شأن كرة القدم، لا يعنينا من يكون مُتواجدا من اللاعبين، لسبب وجيه هو أن الجهاز الفني هو الأحق، وهو صاحب الرأي الأول والأخير في هذا الملف، طالما أنه سيكون المسؤول عن قراراته.

ولأنه يُدرك أن الكرة العراقية تواجه ضغوطات كبيرة ومُستدامة، لاسيما في ما يتعلق بتسمية القائمة الوطنية، فقد سار كاساس طيلة الفترة الماضية في طريق إتاحة الفرصة لمن يُشار لهم من اللاعبين، سواء من المحليين أو المحترفين، ليُبرهن لمن يُسدد سهام نقده إلى بعض الخيارات، أن باب تمثيل المنتخب الوطني يبقى مُشرعا أمام جميع اللاعبين بشرط الجاهزية والاستحقاق، وأيضا للتأكد أكثر من صواب قراره في ما يخص التسمية..وإذا تمعنا في خطوات كاساس سنرى أنه كان صائبا بصدد ما كان البعض يراه مثلبة، بصدد منح عديد الفرص لعشرات اللاعبين، حتى وصل به الحال إلى تحضير (50) لاعبا جميعهم جاهزون للاستدعاء متى تطلب الأمر، لأنه يعي أن القائمة الأساسية، التي ستولد من رحم هذه الاستدعاءات قد تتعرض قبيل المشاركة، لمشاكل تتعلق بجاهزية بعض الأسماء، أو تحول إجراءات إدارية دون تواجدهم، عندها تكون عملية التعويض مُمكنة بوجود هذه الوفرة في اللاعبين وفي مختلف مراكز الأداء.

تأسيسا على ما جئنا عليه، فإن اختيار التوليفة الأساسية، التي ستخوض منافسات كأس آسيا، سيكون أسير رؤية كاساس النهائية بصدد اللاعبين الأكثر تأهبا والأقرب إلى هضم فلسفته الخططية، وقد يأتي وفق تلك الاعتبارات اسم ربما لا يراه الآخرون بذات الأحقية، إلا أن مدرب المنتخب الوطني يرى العكس ويعتقد بأن أسلوب الأداء الجماعي، الذي يضعه للمنتخب الوطني يسهل تطبيقه بوجود الأسماء التي ستكون ضمن التشكيلة النهائية.. لذلك ليس علينا عندما يدخل منتخبنا الوطني حدود دائرة المشاركة الخوض في أسباب عدم استدعاء هذا اللاعب أو تواجد ذاك، لأن الأمر أظهر أن المدير الفني لن يجامل في الأمتار الأخيرة، ولن يستمع لأي صوت سوى الصوت الذي يعكس قناعاته كمدرب، ومن الأجدى أن نقف داعمين له لأنه يقود منتخب العراق، ويقينا أن هذا الدافع يكفي لأن نكون سندا وعونا للأسود، وكل من موقعه المهني.

وما يعنينا الآن أكثر هي الكيفية التي يُمكن من خلالها توفير الدعم المُستدام لمنتخبنا الوطني، ليصل بتأهبه لبطولة آسيا إلى المرحلة التي يدخل فيها المنافسات وهو قادر على المُقارعة وتحقيق النتائج الإيجابية، ولعل التركيز على الإيجابيات وتسويقها في هذه المرحلة من العوامل المطلوبة، لدعم ومُساندة أسودنا بعدما نتفق على وضع الأمور الأخرى على طاولة الانتظار، ريثما يجتاز منتخبنا الوطني مهمته القارية بنجاح وتفوق إن شاء الله. الكرة باتت الآن في ملعب أسرة منتخبنا الوطني، وعلينا أن نُحسن التعاطي مع خطوات تحضيرات الأسود لكأس القارة الصفراء، لأن الأمر صار يتعلق بقضية وطن.