العراقيون يحيون الذكرى الـ 6 لـ {يوم النصر العظيم}

العراق 2023/12/11
...

 بغداد: محمد الأنصاري وهدى العزاوي وجنان الأسدي
 ميسان: سعد حسن

أحيا العراقيون أمس الأحد الذكرى السادسة لـ"يوم النصر" على عصابات "داعش" الإرهابية، وإعلان تحرير أراضي الوطن في 10 كانون الأول 2017، بعد خوض معارك كبيرة في مدننا المحررة وتقديم آلاف الشهداء والجرحى قرابين  على طريق تحرير الوطن وإنهاء "دولة الخرافة" المزعومة التي راهن عليها الأعداء، كما استذكر العراقيون فتوى "الجهاد الكفائي" المباركة التي أعلنها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني التي كان لها دور فاعل ومؤثر في انطلاق عمليات التحرير.
وقال رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، في تدوينة على موقع X: إنه "في يوم النصر على داعش الإرهابي، نستذكرُ بإجلال التضحيات الجسام التي بذلتها قواتنا بكل تشكيلاتها، والدور المهم للمرجعية، وإسناد الشعب بمختلف أطيافه للدفاع عن الوطن وحفظ كرامته".
وأضاف رشيد، أن "التكاتف الوطني لترسيخ الأمن ومواصلة البناء، واجب من أجل الوفاء للدماء الطاهرة التي اُريقت من أجل
 البلد".
من جانبه، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني: "نستذكر هذا النصر التاريخي، الذي تمكن فيه العراقيون من دحر داعش وإرهابها، نيابةً عن العالم والإنسانية جمعاء، ونستحضر بإجلال وإكبار، عناوين التضحية لشهدائنا الأبطال، ومعهم قادة النصر، الذين ما كنّا لنرى الحرية والانتصار والعيش الآمن إلّا بتضحياتهم
العظيمة".
وأضاف، "نعبِّر عن الفخر والاعتزاز بالأداء البطولي لقواتنا المسلحة البطلة بكل صنوفها، التي انطلقت نحو الانتصارات متسلحةً بالموقف الكبير للمرجعية العليا الرشيدة، والفتوى المباركة بالجهاد الكفائي لسماحة السيد السيستاني (دام ظله)، التي حشّدت كل طاقات الوطن ضد الإرهاب".
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن "العراقيين اليوم يخوضون معركة الإعمار والبناء، ومحاربة الفساد، وتحدّي تأمين الخدمات، انطلاقاً من الاستقرار المتحقق بفضل تلك التضحيات، الذي لا يمكن أن نسمح لأحد أن يفرط به، بأي حال من الأحوال".

حديث المرجعية
بدوره، قال نجل المرجع الأعلى السيد محمّد رضا السيستاني، في كلمة له بمناسبة يوم النصر: إن "أصحاب النصر هُم الّذين ضحّوا بأنفسهم، لا سيّما الّذين استشهدوا وأُصيبوا بعوقٍ دائم، هُم أصحابُ الفخر ، والمجدُ لهم"، مبيناً أن "مسؤوليّة الآخرين مسؤوليّةٌ عظيمةٌ في الحفاظ على هذا النصر وعدم تشويهه، وقد تحقّق بفعل الدماء الكثيرة".
وأضاف، "يُعتبَر هذا النصر نقطةً مُضيئةً في تاريخ المرجعيّة الدينية العليا الشريفة والبلد، إذ أنّها ولأوّل مرّةٍ تفتي بالدفاع الكفائي ويتحقّق النصرُ في تاريخ العراق المعاصر".
وأكمل: "لكن تبقى المسؤوليّة الكبرى الشرعية والوطنية في الحفاظ على هذا الإنجاز الكبير والنصر العظيم والعنوان المقدّس، كما أشارت إلى ذلك المرجعية الشريفة في خطبة النصر".
في غضون ذلك، استقبل ممثل المرجعية الدينية العليا، والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، مجموعة من أبناء الشهداء ممن لبوا فتوى (الدفاع الكفائي)، وذلك بالتزامن مع (يوم النصر)، ذكرى الانتصار على العصابات الارهابية وتطهير أرض العراق".
وأكد الشيخ الكربلائي، بحسب بيان للعتبة الحسينية المقدسة، أن "الحال الذي نحن به الآن والأمن السائد في البلد هو بفضل هذه الدماء الزكية التي ضحى بها آباؤكم".

تلاحم وطني
في الأثناء، ذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب بالإنابة، محسن المندلاوي، في بيان، أن "المندلاوي، بارك للشعب العراقي والأبطال في القوات الأمنية بصنوفها كافة، بمناسبة حلول الذكرى السادسة ليوم النصر الكبير على الإرهاب، وتطهير البلاد من دنسه وشره وفكره الدموي الظلامي".
وأكد المندلاوي، وفقاً للبيان، أن "فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية العليا، والتلاحم الوطني بين الشعب وقواته الأمنية بمختلف صنوفها، ودماء الشهداء التي سالت من أجل الذود عن الأرض والمقدسات، وفي طريق العزة والكرامة والحرية، سطرت أبهى صورة للنصر العراقي على قوى الإرهاب والتخلف، وستبقى هذه الصورة خالدة مدى التأريخ ومحفورة في أذهان ووجدان الأجيال".
وبارك وزير الدفاع ثابت محمد العباسي، الشعب العراقي والجيش العراقي الباسل بمناسبة ذكرى يوم النصر على عصابات "داعش" الإرهابية.
وقال العباسي في بيان: "في العاشر من كانون الأول، بدأت صفحة مضيئة تنير سماء العراق، بعد أن حاول الإرهاب وأذنابه طمس نور العراق وإغراقه في ظلام الجهل، حيث انتهت في هذا اليوم تلك الصفحة المظلمة وانتهت معها أكبر خرافة عرفها العالم في العصر الحديث، والمتمثلة بتنظيمات (داعش) الإرهابية".

نظام البديل
بدوره، وافق وزير الداخلية عبد الأمير الشـمري، أمس الأحد، على العمل بنظام البديل لقوات الشرطة
الاتحادية.
وذكرت قيادة قوات الشرطة الاتحادية في بيان: أنه "تزامناً مع ذكرى يوم النصر العظيم التي سطر  فيها رجال الشرطة الاتحادية الأبطال أروع ملاحم النصر والبطولة والشهادة والوفاء لوطننا وشعبنا الحبيب، والتي تكللت بسحق عصابات (داعش) الإرهابية وتحرير المناطق المغتصبة من رجسهم وتحقيق النصر المؤزر وإكراماً ووفاء لتلك المواقف والتضحيات التي ما زالت مستمرة في سبيل ضمان أمن الوطن والمواطن حصلت موافقة وزير الداخلية عبد الأمير الــشـمري وبجهود ومتابعة من قبل قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق صالح ناصر العامري باعتماد (نظام البديل) ليشمل كافة فرق وتشكيلات ووحدات قيادة قوات الشرطة الاتحادية، وسيدخل القرار حيِّز التنفيذ اعتباراً من
 1 /1 /2024".
رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، قال في بيان: "نستذكر صفحة خالدة من تاريخنا سطرها بكل شموخ وعنفوان أبطال القوات الأمنية بكل مسمياتها يوم أذهلوا العالم في منازلة عظيمة راهنت دول كبرى على أنها عسيرة ومستحيلة".
وأكد، أن "يوم النصر لم يكن ليتحقق لولا فتوى سماحة السيد السيستاني ولولا الرجال الذين هبوا لتلبية النداء وأرخصوا دون الأرض والمقدسات الأرواح والمهج".

قيادات عسكرية
رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قال في بيان: إن "العاشر من كانون الأول مدعاة فخر لكل أبناء العراق فهم يتذكرونه وكلهم اعتزاز بما قدمه الأبطال في سبيل تحرير الأرض وصون العرض، حيث سطر الأبطال أروع قصص البطولة والفداء لدحر إرهابيي (داعش) وطردهم من المدن العراقية وتحريرها من دنسهم".
أما نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، فقال في بيان: "لقد سجل العراقيون بهذه الملحمة الأسطورية الخالدة وعبر ثلاث سنوات من القتال والمواجهات والشهداء والجرحى، أكبر انتصار على أعتى منظمة إرهابية شهدها التاريخ".
كما قدم الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، التهاني بمناسبة يوم النصر، وقال في حديث لـ"الصباح": "في الذكرى السادسة لتحرير أراضينا من عصابات (داعش) الإرهابية، أتقدم بالشكر لعوائل شهدائنا الأبرار ولشجعان قواتنا المسلحة خاصة الجرحى لتضحياتهم الجسام في سبيل الوطن العظيم"، مستذكراً جميع القوات التي شاركت في ملحمة البطولة وتحقيق النصر.

عهد الأمن
جهاز الأمن الوطني، تقدم في بيان، بأسمى عبارات التهنئة ممزوجةً بالفخر والاعتزاز إلى الشعب العراقي عامة وإلى أبطالنا البواسل في قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها الذين سطروا أروع صور الشجاعة والتضحية وباحترافية عالية دَحرت من خلالها الإرهاب وفلوله وأنقذت المدنيين من سطوته، مجدداً بهذه المناسبة الخالدة في الأذهان "العهد بمواصلة الجهود والعمليات حتى الوصول إلى عراقٍ آمنٍ ومستقر".
من جانبه، قال المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، العميد مقداد ميري، في حديث لـ"الصباح": إن "الوزارة بمشاركة جميع قواتها؛ كان لها دور كبير في تلك الانتصارات، إذ قدمت المئات من الشهداء والجرحى الذين لولا دمائهم الزكية لما كان هناك يوم نصر نعيشه اليوم  ونستذكره".
أما مدير عام مديرية الشهداء والجرحى في وزارة الداخلية، عمار الركابي، فقال لـ"الصباح": إن "الوزراة ومنذ 2003 قدمت أكثر من 29 ألفاً و400 شهيد، و32 ألف جريح تم تقديم أفضل الخدمات العلاجية، والمديرية تعمل على شمول جميع ذوي الشهداء بالامتيازات التي تقدم لهم وفق القانون ومنح ذويهم جميع الحقوق".
مستشار وزير الداخلية الفني، الفريق كاظم بوهان، قال في حديث لـ"الصباح": إن "يوم النصر لم يكن انعطافة في تاريخ العراق بحاضره ومستقبله فقط؛ وإنما هو انعطافة قد رممت ما أفسد و انهار من أنفسنا ومن خذلان وحوله إلى طاقة متجددة ومتفجرة جعلتنا نسابق غيرنا في هذه الإرادة، لنكون في طليعة الشعوب التي أثبتت مدى جدارتها في محاربة (داعش)
الإرهابي".
واحتفلت القوات الأمنية في محافظة ميسان، بالذكرى السادسة ليوم النصر، وقال قائد عمليات ميسان، اللواء صباح العزاوي، لـ"الصباح": إن "يوم النصر هو يوم انتصار الإنسانية على قوى الشر والإرهاب والتكفير".

تبريكات سياسية
بدوره، قال رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي: إنه  "بفضل فتوى الجهاد الكفائي ودماء شهدائنا الأبطال تحقق هذا المنجز الكبير".
رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، قال في بيان: إن "يوم النصر العراقي يمثل نصراً على مشروع الخرافة الداعشية وتحرير الأراضي المستلبة من مخالب هذه الزمرة الظلامية التكفيرية، وعنوان العنفوان العراقي الذي نال احترام القاصي والداني".
أما الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعليّ، فقال في تدوينة له على X: "تمر علينا اليوم ذكرى عزيزة خالدة، خطتها على أوراق التاريخ بأحرف من نور فتوى المرجعية الدينية الشريفة، ورسمت ملحمتها دماء الشهداء الأبرار، وحققت النصر فيها تضحيات الجرحى وعزيمة وبسالة المقاتلين الأبطال".
وقال تحالف العزم، في بيان: "يستذكر العراقيون في العاشر من شهر كانون الأول تحرير مدينة الموصل من تنظيم (داعش) الإرهابي، والنصر الذي تحقق عليه حيث تجسدت فيه إرادة الشعب العراقي"، وأضاف، أن "يوم تحرير الموصل يمثل بداية مرحلة جديدة تتطلب تكاتف الجهود والتركيز على مشروع الإعمار وتمكين أبناء المناطق المحررة، واستكمال هذا النصر بالتخلص الشامل من آثار التدمير والإرهاب".