د عدنان لفتة
لم يكن أحد يتوقع أن يحقق فريق الكهرباء فوزاً واحداً في مجموعته ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي، فقد تبسم المنافسون وهللوا فرحاً ما أن أعلنت نتائج القرعة متصورين أنَّ الفريق العراقي المشارك للمرة الأولى خارجياً وآسيوياً سيكون الطرف الأضعف و(حصالة) النقاط التي يجمع فيها كل ذخيرة التأهل.
الكهرباء وجه مشرق لكرتنا، لم يهتز في المنافسات الآسيوية إلا مرة واحدة خسر فيها أمام الوحدات الأردني لكنه رد الدين في البصرة بفوز هائل وتعادل مرة واحدة أمام الكويت الكويتي حامل الرقم القياسي بعدد مرات إحراز اللقب إلى جانب نقيب كرتنا القوة الجوية. الكهرباء من مجموع 18 نقطة ممكنة من مبارياته الست لم يخسر منها إلا خمس نقاط فقط وتكفل بالفوز على جميع منافسيه الذين ذرفوا الدموع مدراراً مع انتهاء مباريات المجموعة بتعادل متأخر للوحدات مع الكويت بهدف واحد، استهانوا كثيراً وقللوا من شأن البرتقالي العراقي الذي فاجأهم بحسن الصورة والأداء والنتائج رغم أنه لا يملك نجوماً من العيار الثقيل ولامحترفين من الباب الأول. هو انتصار للعمل الإداري المتقن والهادئ الذي بذله الاستاذ علي الأسدي وصحبه في مجلس الإدارة، هو تأكيد على الاستقرار والبيئة المناسبة يصنع النجاح والألق والإبداع. هو انتصار للكفاءات التدريبية الشابة بقيادة الكابتن المجتهد لؤي صلاح العامل بإخلاص لبناء تشكيلة منسجمة فاعلة قوية والقادر على إدارة مبارياته بكفاءة ودراية تدلل على تطوره وتعلمه من خبرة السنوات الطويلة مهاجماً متألقاً ومساعداً في الأجهزة الفنية حتى اختمر ونضج في الإدارة الفنية. هو انتصار للاعبي الكهرباء الطموحين الذين لم نجد لهم رهبة ولا ارتباكاً أمام منافسيهم الأكثر خبرة، قدموا فيه أنفسهم بمباريات عامرة بالتفاني والجودة والعزيمة والإرادة الصلبة، تسابقوا جميعاً وتكاتفوا وعملوا كتلة واحدة متراصة لتحقيق النجاح مع إيمانهم بأنفسهم وما يملكونه، واثقين من أن النجاح سيكون حليفهم مع تعدد التجارب الصعبة. الكهرباء الآن في نصف نهائي منطقة غرب آسيا وهو يستحق بكل جدارة هذه المكانة والتميز الذي أصابه وصنع فيها اسمه من العدم، الفريق المثابر لن يقنع بما وصل إليه وبمقدوره كتابة التاريخ في ظهوره الآسيوي الأول سيحقق ماعجز عنه الآخرون بتحقيق المجد من أوسع أبوابه في الخطوات الافتتاحية له بمنافسات آسيا. مبارك للكهرباء هذا العطاء الثر، وهذه الثقة العالية وهذا الإنجاز الكبير ببلوغ نصف النهائي، إنه فريق يثبت أنَّ الاعتماد على الشباب لن يخيب، وأن المال ليس وحده من يصنع الألقاب والأندية، إنها الإرادة التي ترفع الهمم والمعنويات وتكسر شوكة المستحيل، إنها العمل الدؤوب الطويل نحو هدف كبير، لم يخلقوا الأعذار ولا المبررات، وضعوا النجاح قبالة أعينهم فبلغوه وحققوه، عرفوا أن الجهود التي سيقدمونها قاهرة لكل الصعاب، وترسم طريق الأمل والتفاؤل، عرفوا انه لا سبيل لديهم سوى الاعتماد على أنفسهم وعدم انتظار الهدايا من الآخرين، هو الاستحقاق لفريق جدير مكافح بهي، رسم معالم التوهج بأيديه فحقق الأمنيات والأحلام في مباريات دونها التاريخ.