هل واجه الكاتبُ الحروبَ أم صارَ ضحيتها؟
صلاح حسن السيلاوي
هل يمثل العنف ظاهرة في السرد العراقيّ؟ أيمكن أن نعده موضوعاً رئيساً بين المواضيع التي يتناولها السارد لدينا؟ ماذا عن الحروب وشبيهاتها؟ هل تمكنَ السارد من مواجهتها ومعالجتها نصياً، أم أنه صار أحد ضحاياها؟ ماذا عن خصوصيات السرد العراقي؟ وما مستوى ثقافته وعمقه؟ هل نمتلك نصوصاً وجهت للعنف ضربات فلسفيّة مغايرة؟ هل كتب القاص والروائي ذاته التي تلطخت بدماء المحاربين وأحلامهم وسخام حرائقهم في الذاكرة؟ أم أنه كتب ذوات المحاربين ونسي ذاته؟ هل يسهم السرد العراقي بتأثيث العنف نصياً من حيث لا يدري؟
الفقر وقيم الصَّراع الطبقيّ
القاص شوقي كريم، تحدث عن السَّرديَّة العراقيّة بشكل عام، مشيرا إلى أنّها منذ البدايات الأولى في ثلاثينات القرن الفائت كانت بسيطة إلى حد السذاجة أحيانا - على حد وصفه - وقد اعتمدت على أمر واحد يجده كريم مهماً ويحتاج إلى إبراز، وهو الفقر ومديات وجوده وقيم الصَّراع الطبقيّ التي استغلت في تقديم كل أنواع العنف الجسدّي والنفسيّ، ولفتَ كريم إلى أن ثمة صراع غير متكافئ وظلم يلاحق الحياة ووجود طبقات مرفهة تمتهن الإنسان وتسحق إنساينته وأصبحت هذه اللحظة وإن تطور القص وبناه وتأثره بالجديد الإنساني واحدة من أساسياته ولكن هذه المرة كان الصَّراع ايديولوجياً.
وأضاف موضحا: ثمة مضطهد يطالب كما يعتقد بتحقيق أحلامه وسجان تافه لا يملك سوى السَّوط والمشنقة وإهانة الكرامات بدأ هذا مع ذنون أيوب وعبد الحق فاضل وفؤاد التكرلي وعبد الرزاق الشيخ علي وغيرهم لكن جيل الستينيات رسم من خلال وجوديته العنف الوجودي والضياع داخل أحاسيس تصيب الشخوص بعزلة نفسيّة تصل إلى حد الانهيار مصحوبة بالانهزامات الايدلوجية وانكساراتها وما ينتج عنها ولك أن تتأمل ما كتبه جمعة اللامي والقلعة الخامسة لفاضل العزاوي والمبعدون لهشام توفيق الركابي والكثير .
كان هاجس الصَّراع مستمراً، ولا يمكن إيقافة ولتأتي بعد مدة مؤثرات الحرب الأولى حيث تقدمت قصة الحرب ورؤيتها إلى أمام المشهد لتغرق الذات السَّردية بصور مخيفة من الظلم والاضطهاد النفسي والجسدي ولتبين وحشية اللحظات التي اسهمت كثيرا في تسويد صفحات من الأدب العراقي الذي صار واجهة قذرة من واجهات الحرب.
أبشع أنواع التوحش
ثم ذهب كريم برأيه إلى الحديث عن السَّرد بعد الاحتلال الأميركي وسقوط الطاغية صدام عام 2003 فقال: بعد الاحتلال بدأ المشهد العنيف يأخذ أبعاداً إنسانية مخيفة الاحتلال والحرب الاهليّة وصراع المليشيات، قدم الأدب العراقي في أيامه تلك وأظنه يسعى حتى اللحظة أبشع أنواع التوحش والكراهية، والابتعاد كليا عن الفهم الحقيقي للقيم والمبادئ والاخلاقيات، كان كل شيء قد تغلف ولبس مسوح ما اسميه العنف المرغوب، حيث انقسمت الأفكار وصارت ترى ما لصالحها وتبعد ما هو لا ينتمي اليها، غدت حكايات العنف والجريمة معنى من معاني التباهي هنا والرفض هناك، والعكس هو الصحيح أيضا، بات الأدب العراقي في محنة حتى اكتشف الكتاب درباً مهماً سرقوا من خلاله مهمة المؤرخ الذي اتهموه بالخيانة ليقدموا تاريخا خوفا عليه من الضياع، وبموجب هذه القاعدة سيظل العنف أهم ثيم الكتابة السَّردية لسنوات طويلة، إذ لا يمكن أن يجد طريقا للخلاص لسبب بسيط أن ثمة أنواع عنف جديدة بدأت تظهر على السطح.
وقال أيضا: الغريب أن معظم ما كتب من سرديات لم تستطع الاسهام في ايقاف العنف أو حتى أبعاد اشباحه لبرهة وقت كان الدور السَّردي حياديا في امتياز، وصار السارد مثل رجل يقف على قمة جبل ليتأمل مسارب الدم وصراخ الموجعين. أقولها للأسف فشل الأدب العراقيّ في أن يكون رافد محبة وإصلاح الارواح جماليا، ابتعد من دون أن يدري ليعيش عزلة نفسيّة لا تزال قائمة حتى اللحظة، فشل الأدب مثلما الفن في اقامة صروح جماليّة تؤثر في الشارع العراقي وتغير ما عاشه طوال السنوات التي ملأت النفوس بالعنف والكراهية والحقد المتصاعد.
السَّرد منشغلا بالحرب وتفاصيلها
القاص والروائي علي حسين عبيد، ابتدأ إجابته على أسئلتي بالحديث عن الحرب بوصفها العنف الأكثر خطرا على الناس، ولأن الحروب تأكل وتشرب مع العراقيين على حد تعبيره، يرى عبيد أن السَّرد العراقيّ كتب عن الحروب وانشغل بتفاصيلها، وأظهر مآسيها، فشكلت كما يعتقد ظاهرة في السَّرد العراقيّ. لافتا إلى أنّ العنف بالفعل شكل موضوعا رئيسا في القصة والرواية العراقية، وأن الأمثلة هنا لا تعد ولا تحصى، ويدل على ذلك النقد العراقي الذي تصدى لموضوع العنف في الرواية والقصة العراقية.
وأضاف مبينا: الحروب هي المادة الدسمة لقصصنا ورواياتنا، فعلى سبيل المثال جميع قصص مجموعتي (لغة الأرض) الفائزة بجائزة الطيب صالح، تناولت الحرب من زوايا عديدة، وأبطالها أما جنود أو قتلى أو مبتورو الأطراف، أو مشوهو النفسيات والعقول. فضلا عن حالات الفقر والتفكك الأسري بسبب هذه الحروب، لذا كما اعتقد واجه السّارد العراقي ظاهرة العنف في نواح عديدة ورؤى مختلفة، فكل كاتب له تجربته وأحداثه ورؤيته، لكن الجميع يلتقي عند نقطة واحدة هي تعرية المخاض المأساوي الذي أنتجته الحروب، وعالجته السَّردية العراقيّة دونما كلل أو ملل لأن تلك الحروب أصبحت جزءا من حياة العراقيين.
خصوصية السَّرد العراقي
وعن خصوصية السَّرد العراقي تحدث عبيد بقوله: خصوصية السَّرد موجودة في التجربة العراقيّة، كونها مندمجة في ثقافته وتاريخه، وأقول هنا لكل بلد أو شعب أو أمة هويتها السَّردية المختلفة، فحين قرأت لكاتب من تشاد وجدت في كتاباته هوية شعب تشاد، تاريخه، تراثه وموروثه وعاداته وثقافته، وهذا ينطبق على السَّرد المصري مثلا، أو حتى السَّرد الغربي له طابعه وهويته المختلفة، أما عن العمق الثقافيّ في السَّرد فهو يتعلق باسم الكاتب وتجربته ووعيه وثقافته وخبراته في مجال اعتماده على النفس أو الأفكار بصورة عامة. نعم أظهر كتاب عراقيون قدرة فلسفيَّة جيدة في كتاباتهم ، وهناك أسماء وأمثلة تطرق لها النقاد ومنهم الناقد عبد ابراهيم وشجاع العاني وحاتم الصكر وغيرهم ، أشاروا إلى قدرات بعض الكتاب العراقيين في امتلاك الناصية الفلسفيّة وطرحها في نصوصهم السَّردية، لذا قدم كتاب عراقيون نصوصا روائية وقصصية فيها من الفكر والفلسفة ما يستحق الإشادة، كما في أعمال جليل القيسي الذي اعتمد الأسطورة بشكل لافت، أو قصص الملاذات لحمد صالح واستغواره النفسي لأعماق شخصياته، وسعد عبد الرحيم في روايته مقتل بائع الكتب على نحو خاص.
أما عن كتابة الروائي لذاته بعد أن تلطخت بدماء المحاربين وأحلامهم، فهذا أمر بالغ الوضوح في السَّردية العراقية، والسبب أن معظم الكتاب دخلوا الحروب وعانوا من أتونها ونيرانها، لذا حين يكتب الروائي العراقي عن بطله وشخوصه، فهو يجيد وصف الجندي وأحلامه، ويجيد وصف العنف والاحداث الدموية في ساحات القتال وحدها، وإنما في ساحة الذات الداخلية حيث تُخاض معارك ضارية مع الذات التي حوصِرَت بالدم والنار، وأخيرا نعم أسهم السَّرد العراقي في رصد مشاهد العنف ووثقها سرديا، بعضها يصل إلى الواقعية التامة، وبعضها مرسوم بخليط من الواقع والخيال، أما من حيث القصديَّة الفنيّة، فهناك من كتب ما يعي ويدري به، وهناك من فرضت الأحداث نفسها وأجواءها عليه.
ضحية للأيديولوجيات
القاص والروائي عبد الأمير المجر، يرى أن مصطلح العنف يصعب حصره بشكل محدد، لأنه ينطوي على فعل الإيذاء، ماديا ومعنويا.. وحضوره في السَّرد العراقي كان طاغيا، أي أنّ هناك أدباء تناولوا موضوعة العنف بمختلف مستوياته، سياسيا كان أو اجتماعيا أو فرديا، لكنهم اسقطوا، ومن حيث يقصدون أو لا يقصدون، ما بداخلهم من عنف وبذلك عالجوا الداء بالداء! خلافا لما ينبغي أن يكون عليه الأدب، الذي تتجلى وظيفته في الولوج إلى أعماق النفس وتحليل السلوكيات والممارسات التي يقع فيها أبطال العمل الأدبي بوصفهم أدوات لمقولة النص التي ينبغي أن تكون رافضة للعنف ومحتجة عليه، وما أكثر تلك الممارسات في مجتمعاتنا الشرقيّة.
وأضاف المجر متحدثا عن قراءته للأدب العراقي: لم أقرأ في الأدب العراقي نصوصا فككت الظواهر العنفية بطريقة موضوعية، وربما هناك أعمال أتت على ذلك لكني لم اقرأها، والسبب هو أن الأدب العراقي في أغلبه كان ضحية للايديولوجيات المتصارعة التي ألقت بحمولاتها من خلال بعض الأدباء على نصوصهم، فالإيغال بإدانة جهة معينة وتجريمها بقصد تعريتها وفضحها وتقديم الأخرى بصورة ملائكية، هو شكل من أشكال العنف الرمزي الذي يمارسه البعض، مثلما الانتصار المبالغ فيه لجهة معينة بقصد تجميل صورتها وجعلها أيقونة نضاليّة وإنسانيّة، مع وجود ملاحظات معروفة على سيرتها، يعد أيضا نوعا من العنف الرمزي وإقصاء للحقيقة، وأن تبقى نسبية دائما.. وبالنسبة لإسهام الأدب في تأثيث العنف نصيا، فهذه حقيقة وهي كما ذكرت لاتقتصر على الأدب التعبوي المباشر، وانما على الأدب التعبوي غير المباشر، أو الذي يقدم طرفي الصراع على أنهما (ضحية وجلاد) وهذه قراءة تفتقر إلى المعالجة العميقة وتعيد انتاج العنف بشكل مختلف، ولعلنا وقفنا على أعمال أدبيّة كثيرة كانت بمثابة الرد على غيرها لكنها وقعت في الفخ نفسه.. الموضوع طويل وذو شجون بالتأكيد.
أدب الحرب
القاص حسين محمد شريف قال: العنف كممارسة بشريّة موجود منذ فجر الخليقة منذ تلك اللحظة التي قتل فيها قابيل أخاه هابيل، وتجذر كسلوك إجرامي تباعاً وتحت مبررات أخلاقّة غير منطقية بالمرة سيما حين يُقتل الافراد من أجل مصالح أفراد آخرين. وللسرد نصيب من هذا التاريخ الدامي ما يهمنا هنا السَّرد العراقيّ وفيما اذا تغلغل السَّرد إلى مفاصلة وصار صناعة فيها؟ يتعين الايمان بمقولة أن الأديب ابن الواقع بكامل علاّته ولن يكون بمقدوره العزلة عن قضايا وأحداث المجتمع. فالبيئات المستقرة تنتج أدباً مستقراً من حيث التصور والتخييل للواقع خلافاً للبيئات غير المستقرة. وبالنسبة لبلد مثل العراق تأرجح عبر تاريخه الطويل بين دفتي العنف والموت فثمة مسار يفرض نفسه على أدبائه وفنانيه اذا ما تسرب إلى أعمالهم تخييل العنف توصيفياً وإجرائياً. فالتحولات الكبرى التي عاشها البلد (على الاقل اذا حصرناها بالقرن العشرين لضبط مخرجات السؤال المتعلق بالعنف) هذه التحولات كفيلة بتثبيت العنف في متون السَّرد وتحديدا تحولات ما بعد 2003 التي كانت فاتحة للحرب الأهلية التي كادت أن تجهز على الجميع لولا تحولات المصالح الكبرى. ثم تحدث شريف عن حرب الثمانينيات في البلاد وأثرها في السَّرد وكيف كانت الدولة آنذاك ترعى أدب الحرب فقال موضحا : في حرب الثمانينيات برز عندنا أدب الحرب وصار ظاهرة ترعاها الدولة بسخاء وقد التحق في خدمة هذه الظاهرة العشرات من الأدباء الذين أنتجوا أدباً رخيصاً يبرر القتل بمنطق أخلاقي زائف التبس بمفهوم الوطن بحيث صار العنف متجسداً مع اللغة بنحو يصف فض اشتباكها مع الواقع ولسنا في صدد ذكر الأسماء التي خدمت مشروع الحرب. وتلا ذلك في عقد التسعينيات سكون فرضه الحصار ولم يُنتج أدب مهم جداً خلالها مع مراعاة أن أدباء الخارج كتبوا إداناتهم للسلطة شعراً ونثراً ولكن دون تأثير يذكر.
التحول الأكثر أهمية
وقال شريف أيضا: إن التحول الأكثر أهمية حدث مع بداية الألفية الجديدة مع تحولات أحداث عام 2003 الذي تزامن معه العنف بأعلى مراحله قسوة. وهنا يجب التنبيه إلى مسألة في غاية الأهمية وهي إن تدوين العنف في السَّرد يتضح بمعنيين الأول حين ينبري الكاتب لفضح ممارسات وأساليب الأنظمة المستبدة عبر وصف العنف مجسداً بفعل اللغة الماسكة للحقيقة في لحظتها أو خارج لحظتها كما فعل مثلا الروائي ناهض الهندي في روايته فينيكس وسالم بخشي في روايته المخبر السري والثاني حين يتم تبرير العنف ضد مجموعة عرقية أو دينية أو سياسية من خلال منطق القامع/السلطة النافذة كما فعل مثلا الأدباء البعثيون.
ولقد كانت رواية فرانكشاين في بغداد لأحمد سعدواي وفندق كويستان لخضير فليح الزيدي ومشرحة بغداد لبرهان شاوي وقياموت لنصيف فلك وقتلة لضياء الخالدي تجسيدا للفكرة الأولى ويمكن عد تلك الروايات والعشرات غيرها نموذجا لتمكن السارد من مواجهة العنف ومعالجته حتى صار نصياً أحد ضحاياه أيضاً كونه عاش المأساة.
إن شلال الدم حين يُعبر عنه لغةً إنما يعبر عن جرح غائر في الذات وتلك ذات مرهفة لن تصمد أمام الطغيان لذا تراها تتمرد حتى تموت أو تنتصر. لقد قدم السَّرد العراقي نماذج مهمة لتدوين العنف تحتاج لمن يرفع عنها الستار لتعرض على ضمائر الأحرار.
العنف ثيمة غير محورية
القاص فلاح العيساوي قال: يمكن أن يكون العنف ثيمة من ثيمات الرواية، وليس بالضرورة أن يكون ثيمة محورية دائما في الرواية العراقية، فحسب اطلاعي المتواضع أستطيع القول إن هناك روايات عراقية لم تتناول العنف مطلقاً، وهناك من تناول العنف كحالة جانبية موجودة في المجتمع، ولا أعتقد أن ثيمة العنف هي ظاهرة في الرواية العراقية، بل هي حالة فرضتها تقلبات السياسة الداخلية، وأنا أجد ان السَّرد العراقي في الرواية والقصة متنوع بشكل جميل ومميز فهناك من كتب في ثيمات غير واقعية مختلفة مزجها مع الواقعية أو أستخدمها بطريقة الإسقاطات على الواقع.
فثيمة العنف تواجدت في الرواية العراقية لأسباب معروفة منها الحروب التي مر بها المجتمع منذ الاحتلال البريطاني وثورة العشرين والإطاحة بالحكم الملكي وكثرة الانقلابات العسكرية ثم سيطرة الدكتاتورية التي أدخلت الشعب في حروب عبثية وصولاً إلى الاحتلال الأمريكي ومقاومة الاحتلال وأخيراً داعش وما فعلته في المناطق التي سيطرة عليها ومعارك التحرير الوطنية من سيطرتها.
لذا يمكن أن نعد العنف ثيمة في روايات وقصص أهل السَّرد بنسبة كبيرة جداً، كما أن السارد العراقي استطاع نقل الأحداث بحرفية في الغالب، ومنهم من نقل عن ذاته وذاكرته المشبعة بالمعارك ومنهم من استطاع التقمص إلى حد الإبداع والتميز. ثم هل توجد نصوص وجهت للعنف ضربات فلسفية مغايرة؟ يمكن الإجابة عن هذا السؤال من خلال الدراسة والبحث في السَّرد الروائي والقصصي العراقي، ولا يمكن الإجابة بنحو إجماليّ، ولكن عن نفسي أثق بثقافة الأديب وإمكانياته الإبداعية وقدرته بطرح ومعالجة العنف فلسفيا، فالعنف هو نتيجة تدهور الوضع الاجتماعي والأديب العراقي باحث ومعالج اجتماعي بلا ريب في ذلك.
وفعلا أن النَّص العراقيّ قد أثث لنص العنف بصورة لا إرادية فاللاوعي والوعي هو أساس النصّ الإبداعي.
في كلمة أخيرة أقول إن السَّرد العراقي بحاجة ماسة إلى مغادرة الثيمة الواقعيّة في الرواية أو القصة والخوض في الثيمة الفنتازية الخيالية وهذه المغادرة ليست بالضرورة مغادرة كلية، فهذا غير ممكن في الواقع، بل هي حالة تجديدية ويمكن مزج الواقعيَّة مع الفنتازية لكسر النمطية السائدة في السَّرد.