سامر المشعل
تغري برامج المواهب نجوم الفن والغناء على نحو يقاوم، فمنهم من يقع بهذا المطب وتهتز صورته امام الجمهور الواسع، ومنهم من ينجح وترتفع نجوميته.
عادة ما يتم اختيار اعضاء لجنة التحكيم على اساس شهرة الفنانين ونسبة المتابعين لهم، وليس وفق مؤهلات الثقافة والخبرة بالاختصاص التي تؤهله أن يطلق أحكامه ويعطي رآيه بشكل منصف للمتسابق ويستفيد من خبرته المشاهدين، لأن هذه البرامج تقام على اعتبارات تجارية وليس الغرض منها ثقافي بحت لصناعة نجوم من الشباب واطلاق مواهبهم في عالم الفن.
برامج المواهب كان يجريها تلفزيون العراق، منذ أكثر من نصف قرن وليست جديدة، مثلما يتصورها الجيل الجديد وهي تطل من بعض الشاشات العربية، فقد كان الاعلامي كمال عاكف يقدم برنامج " ركن الهواة " منذ ستينيات القرن الماضي، والتي قدمت العديد من المواهب الغنائية، آنذاك مثل فاضل عواد وفؤاد سالم وسعدون جابر واخرين. وفي الثمانينيات قدم الفنان فاروق هلال برنامج " استديو المواهب " ومن خلاله انطلقت العديد من المواهب الغنائية مثل: علي جودة ووحيد علي ورياض كريم واحمد نعمة وحسن بريسم واخرين.. اضافة الى برامج اخرى قدمها الملحن طالب القره غولي ومحسن فرحان وسرور ماجد.. وكانت هذه البرامج تجري بنزاهة وصدق ولم يكن الهدف منها تجاري، انما فني بحت.
هنالك عاملان مهمان في برامج المواهب على أعضاء لجنة التحكيم اخذ الحيطة والحذر منهما هما الاعلام والثقافة.
بالنسبة للاعلام فهو خطير وسلاح ذو حدين، وربما اية هفوة بسيطة من قبل عضو لجنة التحكيم قد تكلف صاحبها كثيرا، وتهز صورة الفنان النجم في اذهان الجمهور، فتسقط تلك الصورة الجميلة التي عمل على تلميعها لسنوات طويلة، وتبقى صورة عضو لجنة التحكيم الذي يقوم بمهمة "القاضي" الذي أخطأ في حكمه على المتسابق الشاب وقتل حلم الوصول الى الشهرة في داخله، وهذا ما حصل مع الفنان حسام الرسام، الذي فوجئ بحجم الانتقادات التي انهالت ضده، ولم يشفع له اعتذاره من معالجة المطب الذي وقع فيه.
اما الجانب الثاني فهو الثقافة، فمن خلال هذه البرامج التي تستمر لعدة أشهر يتعرف الجمهور عن كثب على مستوى ثقافة عضو لجنة التحكيم ومدى تمكنه من ادارة دفة الحديث وطبيعة تعامله وسلوكه وارائه وافكاره.. فيظهر الجانب الاخر من شخصية هذا النجم، فاما يرتفع تقديره في نظر المشاهدين أو يحط من قيمته
واحترامهم له.