بيروت: جبار عودة الخطاط
أعلن حزب الله أمس الثلاثاء، عن إطلاقه صلية صواريخ على قرية الخالصة المحتلة (مستعمرة كريات شمونة)، بينما شددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونيا على أنه "إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطير جداً"، مضيفة "نعمل لتفادي خطر توسع الحرب الذي لا يزال مرتفعا جدا".
وقال حزب الله، في بيان، "إن المقاومة الإسلامية أطلقت صلية صواريخ على قرية الخالصة المحتلة (المسماة مستعمرة كريات شمونة) رداً على استهداف العدو لمراسم التشييع في بلدة عيتا الشعب"، وشدد الحزب على "أن أيّ مسٍّ بالمدنيين سيُقابل بالمثل"، وكان الإعلام الحربي في "حزب الله" قد نشر في وقت سابق مشاهد من "استهداف المقاومة الإسلامية عدداً من المواقع التابعة لجيش العدو الصهيوني عند الحدود اللبنانية الفلسطينية".
في وقت، استهدفت فيه غارات (إسرائيلية) أطراف طيرحرفا واللبونة كما استهدفت قبل ذلك الطائرات الإسرائيلية أطراف بلدة عيتا الشعب، حيث ارتفعت سحب الدخان الكثيف من مكان الغارة، وشنَّت المقاتلات غارة مماثلة على جبل الباط في أطراف عيتا الشعب.
في السياق، أعربت كل من الإدارة الأميركية وفرنسا كل على انفراد عن خشيتهم من توسع المواجهة بين حزب الله و(إسرائيل) إلى حرب شاملة، وأشارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى أن زيارتها للبنان "تأتي لتفادي خطر توسُّع الحرب الذي لا يزال مرتفعاً جداً، وأنه من مسؤولية الأفرقاء العمل على تفادي اشتعال المنطقة، الذي إن حصل لن يفيد أحداً، ولن يؤدي إلا لزيادة المخاطر وإبعاد الكل عن الأمن والسلام".
وأشارت، إلى أن "ارتفاع مستوى التوتر الواضح على جانبي الخط الأزرق خطير جداً، وهذا ما أكده لي قائد اليونيفل الذي التقيته، كذلك جنود الكتيبة الفرنسية الذين أحيي عملهم"، وأضافت خلال مؤتمر صحافي في قصر الصنوبر في بيروت، "جئنا نقول للجميع بأن الديبلوماسية تفيد في هذه الأجواء وليس العمل العسكري، وقلت للمسؤولين اللبنانيين إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطير جداً"، وتابعت "لبنان بلد صديق وغالٍ على قلب فرنسا وهي لن تألو جهداً من أجل الحفاظ على الاستقرار فيه،، وهذا يتم عبر تنفيذ القرار 1701 لما فيه مصلحة الجميع، وهذا يؤثر في تحسُّن الوضع الميداني".
وكانت إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية قد تحدثت عن ازدياد الضغط الفرنسي، من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية في جنوب لبنان، ووفقاً للإذاعة، بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الأيام الماضية، رسالة إلى لبنان، مفادها أن "قواعد اللعبة التي كانت قبل 7 تشرين الأول، ليست ذات القواعد المعمول بها اليوم. نحن نوجد في واقع مختلف ويجب أن تفهموا أن الواقع تغيّر"، على حد زعمها.
إلى ذلك، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين تأكيدهم أن "إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنها تريد دفع حزب الله لمسافة 6 أميال (حوالي 10 كلم) من الحدود كجزء من اتفاق دبلوماسي لإنهاء التوترات مع لبنان"، وأشار الموقع إلى أن الإدارة الأميركية تشعر بقلق عميق من أن المناوشات الحدودية المتصاعدة يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة ستكون أسوأ من الصراع في غزة.
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله والجيش الصهيوني منذ أن شنَّت حركة "حماس" في السابع من تشرين الأول عمليتها البطولية المباغتة في مناطق غلاف غزة داخل (إسرائيل) وما تبع ذلك من رد صهيوني شامل تمثَّل في قصف مدمِّر وعملية برية لمناطق في قطاع غزة.