القدس المحتلة: وكالات
تخوض المقاومة الفلسطينية منذ فجر أمس الأربعاء، معارك ضارية ضد قوات الاحتلال الصهيوني، في محاور عدة من قطاع غزة، وتكبّدها خسائر فادحة، وبينما دخل العدوان الصهيوني يومه الـ75، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية إلى القاهرة أمس الأربعاء لبحث إمكانية التوصل إلى هدنة جديدة لوقف إطلاق النار.
وتركزت الاشتباكات العنيفة خصوصاً وسط خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وفي منطقة المغراقة شمالي مخيم النصيرات وسط القطاع، كما سمع دوي انفجار ضخم شرقي خان يونس بالتزامن مع قصف مدفعي صهيوني مكثَّف ومركز.
ونفت مصادر فلسطينية مزاعم الاحتلال الأخيرة، بشـأن "إحكام سيطرته" على مخيم جباليا، وبيّنت أنّ المعلومة الصحيحة هي أن قوات الاحتلال حاولت وتحت وتيرة المجازر التي ترتكبها والقصف العشوائي على مدار أسبوعين أن تدخل مخيم جباليا، من الناحية الغربية إلا أنها فشلت وتقهقرت وتراجعت إلى الأطراف الشمالية من منطقة حي الشيخ رضوان.
ولفتت المصادر أيضاً إلى أنّ قوات الاحتلال وبعد فشلها حاولت أن تدخل المخيم من الجهة الجنوبية من منطقة جباليا البلد، إلا أنها فشلت أيضاً، وأنّ محاولاتها تقتصر حالياً على التقدم من منطقة تل الزعتر إلى الشمال الشرقي من مخيم جباليا، ولكنها تُجَابه بمقاومة قوية وعنيفة.
وأكدت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال اعترف، صباح أمس الأربعاء، بمقتل ضابط احتياط برتبة نقيب في المعارك الدائرة جنوبي قطاع غزة بالإضافة إلى سقوط جريح إصابته خطيرة.
ويرتفع بذلك عدد جنود الاحتلال القتلى في القطاع إلى أكثر من 133 جندياً قضوا في العملية البرية التي تلت عملية "طوفان الأقصى"، بحسب الأرقام الرسمية.
يُشار إلى أن صحيفة "هآرتس" العبرية كشفت في وقت سابق، عن أنّه تم علاج أكثر من 2800 جندي في قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الحرب الصهيونية، منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، وقالت الصحيفة أنّ "18بالمئة من هؤلاء الجنود يعانون صعوبات في الصحة العقلية واضطرابات ما بعد الصدمة".
وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة منذ فجر أمس الأربعاء، على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء شهداء ووقع عدد من الجرحى، واستهدف القصف ديوان عائلة في خان يونس يؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد 14 شخصاً.
كما قصف الاحتلال دير البلح ودير اللاتين وبيت راهبات الأم تيريزا في غزة، ما أدّى إلى ارتقاء 13 شهيداً ووقوع عدد من الجرحى، وتعرضت مناطق مخيم النصيرات وجباليا وتل الزعتر وبيت لاهيا إلى قصف جوي عنيف، بينما قصفت زوارق الاحتلال شواطئ المنطقة الوسطى لقطاع غزة.
وذكرت مصادر داخل القطاع أن قوات الاحتلال قامت بإعدام أكثر من 15 شخصاً في منزل "عائلة عنان" أمام أعين الأطفال والنساء مقابل برج الجلاء بشمالي مدينة غزة، وناشد المواطنون كافة المنظمات الدولية للوصول إليهم لوجود عدد كبير من الشهداء
والجرحى.
في غضون ذلك، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية أمس الأربعاء إلى القاهرة على رأس وفد من قيادات الحركة، لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في الحركة أن هنية وأعضاء الوفد المرافق له سيعقدون لقاءات عدة هناك، أبرزها مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل.
وبحسب المصدر، فإن المناقشات ستتناول "وقف العدوان والحرب تمهيداً لصفقة تبادل أسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة، وإدخال المساعدات، وانسحاب الجيش الصهيوني من القطاع، وعودة النازحين إلى مدنهم وقراهم في غزة وشمال القطاع".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد ذكرت أمس الأول الثلاثاء، أن وفداً من حركة "حماس" سيزور القاهرة خلال الأيام المقبلة، وأن الوفد سيضم كبار أعضاء قيادتها المقيمين خارج قطاع غزة.
وتتزامن الزيارة مع ما نقله موقع "والا" العبري عن أن الكيان الصهيوني أبلغ قطر استعداده لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع مقابل الإفراج عن 40 محتجزاً صهيونياً لدى "حماس"
في غزة.