طهران: محمد صالح صدقيان
نفت إيران عزمها المساهمة بغلق الممرات والمضائق المائية، في الوقت الذي نفت فيه المعلومات الاسرائيلية باستهداف السفن والقطع البحرية في المياه الدولية.
مصدر إيراني مطلع قال لــ»الصباح»: إنَّ «إيران لم تهدد بغلق المضائق والممرات البحرية، وما قاله مساعد قائد الحرس الثوري اللواء محمد رضا نقدي هو (تحذير) وليس (تهديداً) للدول الداعمة لاسرائيل بقتل المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة؛ بمعنی أن استمرار هذا الدعم اللامحدود سوف يؤدي إلی خلق جماعات متطرفة ومتشددة ضد الدعم الغربي بشكل عام والأميركي بشكل خاص لحكومة الحرب الاسرائيلية».
وأضاف، أنَّ «إيران حذرت بعد السابع من تشرين الأول الماضي من مغبة انفجار برميل البارود الذي تقف عليه المنطقة بسبب استمرار العدوان علی قطاع غزة، وأن هذا البرميل مؤهل للانفجار بأي وقت من الأوقات بحال استمرار هذا العدوان».
ونفی المصدر الإيراني الاتهامات الاسرائيلية باستهداف إيران للسفن والقطع البحرية بالمسيرات، وقال: إنَّ «هذه المعلومات «كاذبة ومضللة وتنطلق بدوافع سياسية»، ورأى أن «إثارة مثل هذه المعلومات يراد منها اتساع نطاق الحرب التي تدفع إسرائيل بهذا الاتجاه وتوريط الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية بحرب ضد إيران
واصدقائها في المنطقة».
واعتبر أنَّ «فكرة التحالف الدولي في البحر الأحمر وباب المندب تعقّد الأوضاع في المنطقة وتٌعمقّ حالة انعدام الأمن والاستقرار فيها»؛ محذراً من «مغبة الركون للمعلومات والأهداف الإسرائيلية التي لا تريد مصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة»، ودعا إلی الضغط علی حكومة الحرب الإسرائيلية لوقف اطلاق النار وإغاثة سكان غزة المحاصرين من قبل قوات الاحتلال قبل فوات الأوان لان نتائج هذه الحرب «كارثية» ولا يمكن لأحد تصور عمقها ومستواها في المستقبل.
وبشأن التصريحات البريطانية وما يتعلق بأمن الملاحة البحرية في المنطقة؛ قال المصدر الايراني: إن «التحالف البحري الذي يراد تشكيله في باب المندب والبحر الأحمر غير واضح ويفتقد للشفافية؛ انه لا يريد الحفاظ علی حرية الملاحة بقدر ما يريد الحفاظ علی تدفق المساعدات لاسرائيل وعدم فرض حصار اقتصادي عليها، وما بين الحالتين بون شاسع»، علی حد تعبيره؛ معتبرا أن «المشكلة ليست في البحر الأحمر وإنما في قطاع غزة ويجب العمل علی إيقاف الدعم العسكري واللوجستي لاسرائيل والعمل علی ايقاف اطلاق النار والاسراع بإرسال المعونات الطبية والغذائية لسكان غزة المحاصرين منذ أكثر من 79 يوماً».
وكان الجيش الأميركي، أعلن في وقت سابق إسقاط إحدى مدمراته 4 طائرات مسيرة استهدفتها في البحر الأحمر في أحدث هجوم ضمن سلسلة هجمات استهدفت سفناً في البحر الأحمر والمحيط الهندي خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في منشور على منصة «إكس»، أن المدمرة «يو إس إس لابون» التابعة للبحرية الأميركية تمكنت، ليل أمس الأول السبت، من إسقاط 4 طائرات مسيّرة هجومية كانت تستهدفها في البحر الأحمر، مبينة أن المسيرات أطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان أن ناقلة المواد الكيميائية التي تعرضت إلى هجوم أمس الأول السبت قبالة سواحل الهند جرى استهدافها «بطائرة مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه أطلقت من إيران».
في المقابل، نفى نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري الاتهامات الأميركية قائلاً: إنَّ «جماعة أنصار الله تتصرف من تلقاء نفسها»، وأضاف لوكالة أنباء «مهر» الإيرانية أن «المقاومة تمتلك أدوات قوتها وتتصرف بناء
على قراراتها وإمكانياتها».